تشارك اليونسكو فى المؤتمر الدولى الثالث بشأن الدول الجزرية الصغيرة النامية الذى تقرر عقده فى الفترة من 1 إلى 4 سبتمبر فى آبيا (ساموا). والغرض من هذا المؤتمر هو استعراض التحديات القائمة فى الدول الجزرية الصغيرة النامية التى توجد على الخطوط الأمامية فى مواجهة تغيّر المناخ، والنظر فى السبل الممكنة لتخطيها.
وسيكون الأمين العام للأمم المتحدة، بان كى مون، والمديرة العامة لليونسكو، إيرينا بوكوفا، من بين الشخصيات البارزة التى ستشارك فى الجلسة الافتتاحية للمؤتمر فى 1 سبتمبر. وسيتعاون ممثلو الحكومات وهيئات الأمم المتحدة ومنظمات المجتمع المدنى والقطاع الخاص والأوساط الأكاديمية على مدى أربعة أيام من أجل تحديد أولويات العقد المقبل.
وتشمل المواضيع المزمع مناقشتها خلال المؤتمر قدرة الدول الجزرية الصغيرة النامية على مواجهة تغيّر المناخ، وحماية المحيطات، وتنمية مصادر الطاقة المتجددة. وستقوم اليونسكو أيضاً بتنظيم أو دعم عدة أحداث جانبية تتعلق بالتعليم من أجل التنمية المستدامة، وسبل التكيف مع المخاطر المتصلة بالمحيطات، وتعزيز المهن العلمية، والتراث الثقافى غير المادى فى الدول الجزرية الصغيرة النامية، والثقافة والتنمية فى الجزر الصغيرة، والتراث الثقافى المغمور بالمياه.
وأقر المشاركون فى مؤتمر الأمم المتحدة المعنى بالبيئة والتنمية (ريو دى جانيرو، البرازيل، 1992) بأن الدول الجزرية الصغيرة النامية تشكل مجموعة منفصلة من الدول. وتوجد فى العالم 39 دولة جزرية صغيرة نامية تقع فى البحر الكاريبى والمحيط الهادى والمحيط الهندى وأفريقيا والبحر المتوسط وبحر الصين الجنوبى.
ومع أن هذه الدول لا تنتج إلا نسبة محدودة جداً من الانبعاثات المسئولة عن الاحترار العالمى، فإنها معرضة بشدة لخطر ارتفاع مستوى سطح البحر. وتفيد الدراسات بأن المياه قد تغمر جزر الملديف بالكامل إذا ارتفع مستوى سطح البحر بمتر واحد. ويُعد ابيضاض الشعب المرجانية من المخاطر الأخرى التى بدأت تلحق أضراراً كبيرة بمختلف البيئات والاقتصادات، مع الإشارة إلى أن نسبة 50 فى المائة من الشعب المرجانية فى دومينيكا، بالبحر الكاريبى، قد تأثرت بظاهرة الابيضاض هذه.
وتُعد المشاكل التى تواجهها الدول الجزرية الصغيرة النامية من المسائل التى تعالجها اليونسكو على سبيل الأولوية منذ زمن طويل. وتقوم المنظمة بذلك على وجه التحديد من خلال لجنتها الدولية الحكومية لعلوم المحيطات التى تعنى بمجموعة من القضايا منها تحمض المحيطات، ونظم الإنذار المبكر بأمواج التسونامي، وإدارة المحيطات. وقد وضعت المنظمة أيضاً عدة برامج علمية تتعلق بالجزر الصغيرة، ولا سيما برامج خاصة بالهيدرولوجيا وبنظم المعارف التقليدية والمحلية.
وتضم قائمة اليونسكو للتراث العالمى 32 موقعاً فى الدول الجزرية الصغيرة النامية، بما فى ذلك جزيرة ألدبرا (سيشيل)، ومدينة سانتو دومينغو ذات الطراز المعمارى الاستعمارى (الجمهورية الدومينيكية)، والخليج الجنوبى للجزر الصخرية (بالاو). وتُعد نقوش الرسم على الرمل فى فانواتو وتراث جماعة المارون فى مدينة مور بجامايكا من عناصر التراث الحى فى الجزيرتين المعنيتين. وقد أُدرج هذان العنصران فى القائمة التمثيلية للتراث الثقافى غير المادى للبشرية.
واليونسكو ملتزمة أيضاً بتعزيز التعليم من أجل التنمية المستدامة والتعليم للجميع فى الجزر الصغيرة. ومن الجدير بالذكر فى هذا الصدد أن معظم الدول الجزرية الصغيرة قد حققت أهداف التعليم للجميع، باستثناء منطقة جنوب المحيط الهادى حيث تضم بعض البلدان جزراً تبعد عن بعضها بعضاً مئات الكيلومترات.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة