استشارى نفسى: "القرد فى عين أمه غزال" حقيقة علمية ونفسية

الجمعة، 15 أغسطس 2014 12:05 ص
استشارى نفسى: "القرد فى عين أمه غزال" حقيقة علمية ونفسية الدكتور أحمد هارون استشارى العلاج النفسى وعلاج الإدمان
كتبت منى محمد

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
كثيرة هى الأمثال الشعبية بيننا والأكثر منها دلالاتها النفسية فينا، فالمثل الشعبى ما هو إلا جملة تكونت من أكثر من كلمة وتضمنت أكثر من معنى، لتحمل تلك الكلمات خبرات من الآلام والآمال بين البشر ولهم.

هذا ما بدأ به الدكتور أحمد هارون، استشارى العلاج النفسى وعلاج الإدمان، حديثه عندما تطرق لعرض التعلق المرضى بين الأم وأبنائها السيئين، مضيفاً أنه من الملاحظ داخل العيادات النفسية وخارجها فى الحياة العامة، أن تجد الأم أكثر ميلاً وتعلقاً بالأكثر فشلاً فى أبنائها، وكأنها هى المسئولة عن كونه أقل ممن حوله، وكأنها هى السبب فى عدم حصوله على مؤهل دراسى أفضل أو عمل أحسن أو علاقات مع الناس أقيم، ليس ذلك وحسب بل هى المتكفلة بكل هذه التبعات من الفشل المتلاحقة فى حياة ذلك الفرد الشقى.

ويضيف "هارون" وليس ذلك هو الغريب فى الأمر وحسب؛ بل إننا كمعالجين نفسيين رصدنا ظاهرة قد تهدد البيوت المصرية وهى بعض الحيل النفسية الدفاعية التى قد تمارسها الأمهات للدفاع عن الفاشل من أبنائها، كأن تبرر له فشله أو سوء معاملته أو تدنى أسلوبه أو انحطاط فكره، وربما امتدحت أخطاؤه أيضاً.. كل ذلك فى حين رفضها لأى من تلك السلوكيات أو أقل منها من باقى إخوته، وكأنه هو المسموح له بالخطأ والمبرر له بالفشل، فهو الغزال فى عين أمه والباقى قردة.

ويضيف أتذكر من ضمن الحالات التى لاقيتها علاجياً أحد الأمهات التى حضرت إلى العيادة ومعها ابنها لتعرض شكواها منه، أنه سليط اللسان وعصبى المزاج وغير متحمل المسئولية وليس متعاونا بالمرة مع إخوته، فضلاً عن كونه أنانيا وعدوانيا وتعثره دراسياً.

كان لتلك الأم ثلاثة أبناء ذلك الشخص أكبرهم، وعندما سألتها عن ولديها الآخرين قالت بالنص "كويسين الحمد لله"، ولم تتطرق لأنهما يتحملان فشل ذلك الأكبر ويدفعان ضريبة أنانيته وعدائيته تجاههم، وكأن ذلك أمر مفروض عليهما بجانب حفاظهما على أخلاق أفضل ونتائج دراسية أحسن؛ بدون الالتفات إلى مدى قدرتهم على تحمل ذلك الشقى الأكبر وتقبل تبرير الأم الدائم لأفعاله، بل وتغاضيها له عليها بشكل ملحوظ.

ويستكمل حديثه قائلا: "الشاهد من الأمر أننى حينما قابلت ذلك الابن الأكبر والتى حضرت الأم به إلى العيادة وهى تسرد كل الأعراض المرضية السلبية السابقة فى إطار من التبرير والشفقة عليه، عندما سألته بعد حديث طويل لاستجلاب ثقته عن سبب تعثره الدراسى وعدائيته مع إخوته وسلوكه الفج مع والدته وغالبية من حوله.. وغيرها، أجابنى بما لا يدع مجالاً للشك أن القرد سيظل غزالاً فى عين الأم، مما يدفع الغزال للحلم بأن يصبح قرداً ذات يوم. أجابنى بنص حديثه "ليه أبقى كويس لما كل حاجة بحصل عليها وأنا وحش، ليه أتعب لما كل حاجة ممكن تتعملى، ليه ماما تنده عليا وأرد عليها؟ ما أنا لما أطنشها أخويا هيرد......".

وبعدها أدركت قيمة الدلالة النفسية لهذا المثل الشعبى الدارج الذى بمعناه أوقن تماماً بأن تلك الأم ستصنع من ولديها الأصغر نموذجان آخران للقرد الأكبر، فتلك هى ضريبة المساواة بين من أحسن ومن أساء.





مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة