وزراء خارجية "التعاون الخليجى": نقدر دور مصر فى إنهاء معاناة غزة

أعرب وزراء خارجية دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية عن تقديرهم للدور الحيوى الذى تقوم به مصر حاليا لتثبيت الهدنة فى غزة، وللتوصل إلى اتفاق دائم ينهى المعاناة الإنسانية ويعزز الأمن والاستقرار هناك .

جاء ذلك خلال اجتماع الوزراء بجدة اليوم الأربعاء، بمشاركة الأمين العام لمجلس التعاون لدول الخليج العربية الدكتور عبد اللطيف بن راشد الزيانى، والذى بحثوا خلاله مستجدات الأوضاع فى المنطقة، وأكدوا أهمية تضافر الجهود من أجل وقف نزيف دماء شعوبها وحماية مصالحها ومكتسباتها ومحاربة الحركات الإرهابية المتطرفة تعزيزا للأمن والاستقرار الإقليميين.

وقال الدكتور الزيانى، إن الوزراء أكدوا وقوفهم الكامل بجانب الشعب الفلسطينى الشقيق والسلطة الفلسطينية للتوصل إلى وقف دائم لإطلاق النار فى غزة يضع حدا لتكرار الجرائم الوحشية التى ترتكبها إسرائيل فى حق المدنيين ورحبوا بالتهدئة التى تم التوصل إليها فى غزة، مؤكدين ضرورة التوصل إلى اتفاق دائم يضمن تنفيذ إسرائيل بالتزاماتها دون مماطلة وتسويف ورفع الحصار عن قطاع غزة وعودة الحياة الطبيعية لسكان القطاع بما يكفل حقهم فى حياة كريمة وآمنة .

وأشاد الوزراء بما تضمنه خطاب خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز آل سعود الذى وجهه للأمتين العربية والإسلامية وللمجتمع الدولى من دعوة للتصدى للإرهاب، وتحذيره من الفتنة التى تهدد العالمين العربى والإسلامى .

وأعربوا عن إدانتهم واستيائهم البالغ للعدوان وجرائم الحرب الشنيعة وإرهاب الدولة الذى تمارسه القوات الإسرائيلية فى قطاع غزة، واستنكارهم الشديد ورفضهم المطلق لكل المبررات الإسرائيلية فى هذا الشأن .

كما رفضوا بشدة اتهامات إسرائيل الواهية بشأن زعمها دعم دول أخرى للإرهاب، معتبرين ذلك محاولة يائسة لصرف النظر عن انتهاكات إسرائيل المتواصلة لأبسط حقوق الشعب الفلسطينى، فى الوقت الذى تمعن فى ممارسة إرهاب الدولة بصورة بشعة، غير عابئة بالقانون الدولى والرأى العام الدولى.

وفى الشأن العراقى رحب وزراء الخارجية بانتخاب رئيس جمهورية العراق محمد فؤاد معصوم وتكليف رئيس الوزراء الدكتور حيدر العبادى بتشكيل الحكومة الجديدة وانتخاب سليم الجبورى رئيسا للبرلمان، وبتثبيت المؤسسات الدستورية فى جمهورية العراق .

وأعربوا عن أملهم أن يؤدى انتخاب القيادات الثلاث وتشكيل حكومة جديدة تشمل كل أطياف الشعب العراقى إلى تعزيز أمن واستقرار ووحدة العراق الشقيق وممارسة العراق لدوره الطبيعى فى عالمه العربى استجابة للتطلعات المشروعة للشعب العراقى الشقيق .

وأكد الوزراء مواقف دول المجلس الثابتة بشأن احترام وحدة العراق وسيادته وسلامة أراضيه وعدم التدخل فى شئونه الداخلية .

وأوضح الدكتور الزيانى أن الوزراء بحثوا كذلك سبل دعم مسيرة العمل الخليجى المشترك فى مختلف المجالات نحو مزيد من التكامل، تلبية لتطلعات مواطنى دول المجلس .

وقال إن وزراء الخارجية أعربوا عن تقديرهم للجهود الحثيثة التى تقوم بها اللجان المعنية بتنفيذ "اتفاق الرياض"، وأصدروا التوجيهات التى من شأنها أن تساعد فى تسهيل مهام اللجنة، للانتهاء من كل المسائل التى نص عليها اتفاق الرياض، فى مدة لا تتعدى أسبوعا، فى ضوء الاتفاق الذى وقع عليه هذا اليوم فى إطار النظام الأساسى لمجلس التعاون واتفاق الرياض الوزراء حول الخطوات التى يتعين تنفيذها.

كما أن السعودية والإمارات والبحرين قد سحبوا سفراءهم من قطر احتجاجا على سياسات قطر بالتدخل فى شئون الدول وعقد وزراء خارجية دول التعاون عدة اجتماعات كان أولها بالرياض فى 17 أبريل أكدوا خلاله موافقة دولهم على آلية تنفيذ "وثيقة الرياض"، التى تستند إلى المبادئ الواردة فى النظام الأساسى لمجلس التعاون لدول الخليج العربية، وتم الاتفاق على تبنى الآليات التى تكفل السير فى إطار جماعى، وحتى لا تؤثر سياسات أى من دول المجلس على مصالح وأمن واستقرار دولة ودون المساس بسيادة أى دولة.

كما أكدوا فى الاجتماعات اللاحقة أهمية مواصلة اللجنة المكلفة بمتابعة تنفيذ آلية اتفاق الرياض أعمالها، وذلك تحقيقا لتطلعات قادة دول المجلس، وتوجيهاتهم للحفاظ على أمن واستقرار دول المجلس، وتحقيق تطلعات شعوبها، كما أكدوا عزم دول المجلس وتصميمها على الحفاظ على المكتسبات والإنجازات التى حققتها مسيرة العمل المشترك وتعزيزها فى كل المجالات.