كتبت مقدمات لعشرات الكتب فى السنوات الأخيرة، فقد طلب منى د. كورت فالدهايم، رئيس جمهورية النمسا الأسبق، أمين عام الأمم المتحدة لدورتين متتاليتين، أن أكتب له مقدمة الطبعة العربية لكتابه «الرد» الذى يضحد فيه المزاعم الصهيونية باتهامه بالخدمة فى الجيش النازى، ولقد لقى الكتاب رواجًا كبيرًا بسبب أهمية مؤلفه، وأهمية القضية التى يعالجها، كما طلب منى عشراتٌ من المفكرين والباحثين والأدباء أن أكتب لهم مقدمات كتبهم، وقد فعلت. وأذكر منهم الكتابين القيمين اللذين أصدرهما الباحث المصرى الكبير نسيم مجلى، الأول عن «لويس عوض ومعاركه الأدبية»، والثانى عن «الدكتور بطرس بطرس غالى». كذلك كتبت مقدمة كتاب للمؤلف المسرحى سعد الدين وهبة، وآخر للدكتور سامى عبدالعزيز، أستاذ وخبير الإعلام والإعلان، وكذلك لأستاذ العلاقات الدولية د.عبدالله الأشعل، وكتاب المطران منير أنيس عن «القدس»، وكتاب المطران نقولا عن «الحكم الإسلامى فى مصر»، فضلاً على كتاب أحمد عثمان، ومنير غبور حول الصلة بين الروايتين «الدينية» و«التاريخية» فى الفترة الفرعونية، بالإضافة إلى عشرات الكتب الأخرى لمتخصصين فى مجالات مختلفة.
وتكمن أهمية هذا الموضوع فى أن المقدمة تكون دائمًا كاشفة لمحتويات الكتاب، وموضحة لقدر الكاتب، ومضيئة للطريق نحو المعرفة.. إنها تذكرنى بالرسائل العلمية لدرجتى الماجستير والدكتوراة التى أقرأها استعدادًا للمناقشة العلنية، فتبدو عملية فحص الرسالة شبيهة بقراءة كتاب لإعداد مقدمة عنه.. إننى أريد أن أقول إن المعرفة ليس لها حدود، كما أن معظم مشكلاتنا السياسية والاقتصادية والثقافية تكمن فى أننا لا نقرأ، وإذا قرأنا فربما لا نستوعب، وإذا استوعبنا فإننا لا ندرك المغزى الحقيقى للأفكار المطروحة، فالأمة العربية تقول ما لا تفعل، وتفعل ما لا تقول!
اضف تعليق
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة
عدد الردود 0
بواسطة:
>
,
مكناش اختزلنا الحرب فى مجرد الخدعه