تمكنت مبادرة "ماستر بيس"، التى أسسها الشاب المصرى "محمد حلمى" مع الهولندى "الكو فان دير لند"، لنشر السلام حول العالم، من الحصول على تكريم جمعية مراسلى الأمم المتحدة، كأسرع مبادرات السلام انتشارا حول العالم، وقدم التكريم لها نهاية العام الماضى بان كى مون الأمين العام للأمم المتحدة خلال الحفل السنوى الـ18 للجمعية، الذى أقيم فى نيويورك بالولايات المتحدة الأمريكية، وتستعد الآن المبادرة لإقامة أكبر حفل للسلام فى حديقة الأزهر، يوم السبت الموافق 20 سبتمبر المقبل.
اليوم السابع استضاف محمد حلمى، مؤسس المبادرة، ورغدة الحلوانى مسئولة العلاقات العامة والإعلام، ومؤمن ذكى، أحد مؤسسى المبادرة، فى ندوة تم فيها إعلان رعاية مؤسسة "اليوم السابع" الإعلامية للمبادرة، وللحفل الذى من المنتظر أن يقدم دعما شعبيا إيجابيا للسلام حول العالم، ويعرض مجموعة من الحلول الشبابية لمشاكل مصر بعيدا عن الالتحام بالمعارك السياسية ومن خلال مجموعة من المبادرات والمشاريع الشبابية التى تطرح حلول لمشاكل متأصلة فى مصر مثل الطاقة، والتعليم، والثقافة.
بداية حين بدأتم المبادرة عام 2010.. ماذا كانت أحلامكم؟
محمد حلمى: كنا نحلم بتنظيم مجموعت شبابية تدعو للسلام فى المنطقة التى نعيش فيها فقط.. مجموعة شباب تدعو للسلام فى كل حى مصرى، على شرط ألا تعارض أحد.. كل مجموعة يمكنها الدعوة للسلام بالطريقة التى تراها دون أن تدخل فى أى نزاع.. فمثلا فى الصعيد من الممكن أن تقوم المجموعة بالدعوة لجلسات صلح شعبى بين العائلات.. فى حى الزمالك من الممكن أن ندعو للسلام بالموسيقى أو الرسم.. لا يهم ما الذى ستقوم به.. ولكن المهم أن تقدم فكرة للسلام.
كيف تمكنتم من الانتشار فى 54 دولة حول العالم؟
بدأنا فى التواصل مع الشباب وتنظيم حملات وأفكار جديدة لنشر السلام ومشاركتها مع مجموعات شبابية مختلفة فى عدد كبير من الدول، وفوجئنا برد فعل كبير وتفاعل ورغبة فى انضمام العديد من الشباب لتنظيم فعاليات مختلفة للسلام فى بلادهم، وبدأت شبكة كبيرة فى الانتشار حتى وصلنا لما وصلنا له الآن كأسرع مبادرة سلام انتشرت فى العالم، وتعمل بشكل شعبى فى 54 دولة.
ما المجموعات التى حاولتم التواصل معها؟
رغدة الحلوانى: كنا نحاول التواصل مع المجموعات الشبابية الفاعلة فى كل مكان فى العالم، والتى لديها أفكار ومشاريع بالفعل يمكن أن تدعم السلام، سواء كانت مشاريع ثقافية، أو فنية، أو حتى أحلام بسيطة لبلادهم، وهذا ما جعل قاعدة مشتركة يمكن البناء عليها.
كيف بدأتم العمل فى الشارع والتواصل مع الناس فى مصر؟
مؤمن ذكى: كانت البداية عام 2010 وكان حدث صغير جدا ثم فى 2011 قررنا أن نقيم مهرجانا لدعم السلام بالفنون فى منطقة الدقى، ومعظم الناس بدأوا يعارضونا ويؤكدون أننا لن نتمكن من الحصول على التصاريح، وأنه ستواجهنا مشاكل أمنية ومشاكل من المواطنين العاديين فى الشارع، لكننا قررنا التحرك وذهبنا للقسم الذى أعطانا التصريح دون أى مشاكل، ثم بعد ذلك أقمنا الحدث بالفعل فى الشارع وكان من أهم وأجمل الأحداث التى أقمناها وكررنا التجربة فى 2012 و2013.
وتتابع رغدة الحلوانى: اعتمدنا على الألوان الجميلة والصور الإيجابية التى تدعم السلام بدلا من صور الموت والدم، والمبادرات التى قدمناها كانت بسيطة مثل عملة السلام، التى تشبه العملة الحقيقية، لكن مكتوب عليها جملة بسيطة وطلب يدعم السلام حول العالم أو حتى بين الناس، وبعد أن يقوم كل شخص بتنفيذ هذا الطلب يقدم العملة إلى شخص آخر، وهكذا توالت المبادرات حتى تمكنا من الوصول إلى الناس بسهولة حول العالم.
على أى أساس قامت جمعية مراسلى الأمم المتحدة والأمين العام لجمعية الأمم المتحدة بان كى مون.. بتكريمكم كأهم مبادرة سلام حول العالم؟
محمد حلمى: الأمم المتحدة قامت بإقرار يوم السلام العالمى منذ سنوات، ولديها العديد من مبادرات السلام حول العالم، لكن حتى الآن لا يوجد لهذه المبادرات أى تمثيل شعبى.. وتقريبا على مستوى الشعوب لا يعرف عنها أحد شيئا.. وتقتصر معرفة هذه الأشياء على المهتمين وهذا بالتحديد ما لفت نظرهم لنا، وكيف أننا تمكنا من جذب الشباب للمشاركة فى أنشطة للسلام حول العالم.. وهذا ما لفت أنظارهم لنا وجعلهم يسعون لتكريمنا ودعمنا معنويا.
كيف كانت تفاصيل التكريم؟
محمد حلمى: قام بان كى مون بتسليمنا درع التكريم لكن الأهم أن الحدث كان يجمع مجموعة كبيرة من الرموز السياسية والفنانين العالمين، وبالطبع مثل معظم أحداث الأمم المتحدة كان حدثا منظما بعناية، ويغلب عليه الطابع الدبلوماسى.. لكننا تمكنا من تغيير شكل الحفل.. واستضفنا أحد الأفارقة الناجين من مذابح التطهير العرقى، وهو شاهد الكثير من الويلات وانضم للكثير من الجيوش، لكنه تمكن من الهرب واستغل صوته الجميل فى تقديم أغانى توضح حقيقة ما يحدث فى إفريقيا للعالم.. وهو مطرب غير مشهور، لكن قصته بها الكثير من النجاح وتمكن من قلب الحفل رأسا على عقب وتفاعل مع الموسيقى الإفريقية معظم الحضور حتى أن الأمر وصل إلى الرقص والغناء من كبار قادة العالم.
لكن هل يمكن أن يحل السلام من مجموعة لا تنحاز إلى أحد ولا تدخل فى أى معارك.. فقط تقوم بالدعوة للسلام.. أليست الفكرة خيالية إلى حد ما؟
محمد حلمى: هدفنا ليس إنهاء الصراعات فى العالم، فالصراع هو طبيعة بشرية ويتحكم فيه قادة دول وتدفعه مؤسسات كبيرة للحصول على مصالحها.. لكننا نحاول بناء عالم موازٍ يشجع السلام.. تحويل الشباب إلى الاهتمام بالموسيقى والفنون ودعم فكرة أو مشروع ناجح بدلا من الحرب والتطرف.. ولذلك وجود مجموعة فقط فى كل دولة تدعوا للسلام هو هدف كاف بالنسبة لنا وهذا تحديدا ما نعمل عليه.
الآن تعدون لحدث جديد لدعم السلام.. ما هى تفاصيله؟
رغدة الحلوانى: الحدث سيكون فى حديقة الأزهر يوم 20 سبتمبر المقبل.. وهو يوم يسبق يوم السلام العالمى المقرر 21 سبتمبر، الذى سيوافق الأحد.. ولذلك قررنا أن يكون حدثنا يوم السبت الذى يسبقه ليتمكن أكبر عدد ممكن من حضور الحفل.. ومن المنتظر أن نقدم خلال الحفل رؤية جديدة للسلام العالمى إضافة إلى مشاريع مهمة لمصر.
بان كى مون يكرم مؤسسة ماستر بيس
أمين عام الأمم المتحدة فى حفل التكريم
ما المشاريع التى ستقدمونها؟
مؤمن ذكى: المشاريع ستكون حول أهم ست مشاكل تواجه مصر وهم الطاقة، والإسكان، والزراعة، والسياحة، والتعليم، والثقافة.. وقمنا بجمع أكبر عدد من الشباب الذى قدم اختراعات وابتكارات فى هذا الجانب وسنقوم بدعوتهم لحضور الحدث.. وتخصيص موقع لكل قطاع ولكل مشكلة توجد به الحلول.. لنقوم بتقديمهم للرأى العام من جانب.. وفى الجانب الآخر سنقوم بتقديم دعوات للوزارات المسئولة عن هذه المشاكل مثل التعليم والكهرباء والبترول والثقافة ليشاهدوا الحلول التى سيقدمها الشباب ويقولون رأيهم فيها.. ويستعينون بها إذا لزم الأمر.
لكن كيف يمكن للشباب الذى يملك أفكار الآن أن يتواصل معكم ويشارك فى الحدث.. أم أن الحدث حكر على مجموعة فقط؟
محمد حلمى: بالطبع لا.. كل من لديه مشروع حقيقى يمكنه أن يشارك.. وأن يرسل فكرته وطريقة التواصل معه عبر البريد الإلكترونى"egypt@masterpeace.org" ومن هنا يمكن للجميع المشاركة فى دعم السلام والتواصل معنا، ودعم بلدهم بكل الطرق الممكنة وبكل المشاريع التى يحلمون بها.
ماذا تقولون لبعض الشباب الذى تصيبه حالة من الإحباط ولا يرى أمل من أى شىء؟
محمد حلمى: أنا شخصيا دائم السفر.. ومثلى مثل مجموعة أصابها بعض الإحباط خلال المرحلة الماضية.. لكن الحقيقة بعد المشاريع الكبيرة التى رأيتها فلا مجال للإحباط.. وأنا شخصيا قررت أننى موجود فى مصر حتى أنتهى من هذا اليوم وأقدم المشاريع العظيمة التى نفذها الشباب المصرى إلى الجميع فى يوم يليق بهم ويليق بمصر.. لذلك أقول لكل شخص أنه بالعمل يمكن كسر أى إحباط.. لكن بشرط أن نعمل على مشروعنا بجد وبشكل صحيح.. ووقتها لن يقابلنا أى إحباط أو يتمكن من الوقوف أمامنا.. وسنجد كل العقبات تذلل والجميع يقف إلى جوارنا رغما عنه.
موضوعات متعلقة..
"ماستر بيس" مبادرة مصرية لاختيار القاهرة عاصمة السلام فى 2014
"ماستر بيس" تنظم "مهرجان فنون الشارع".. الشهر الجارى
شباب مؤسسة "ماستر بيس" فى ندوة "اليوم السابع": نحلم بتأسيس مجموعات تدعو للسلام ولو فى منطقتها.. الدعم الشعبى هو الحل لنشر السلام.. ونستعد لإقامة حدث عالمى كبير فى "الأزهر بارك"
الخميس، 14 أغسطس 2014 06:32 ص
بان كى مون
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة