رأى مركز "جلوبال ريسيرش" الكندى للأبحاث أن قرار الرئيس الأمريكى باراك أوباما فى السابع من الشهر الجاري، بشن "ضربات جوية" فى شمال العراق وتقديم المساعدة الإنسانية للأقليات الدينية المحاصرين من قبل المتطرفين من جماعة الدولة الإسلامية فى العراق والشام والمعروفة بـ(داعش)، قوبل بموافقة العامة فى الولايات المتحدة وأوروبا، ولم يتم الإشارة إلى أن الولايات المتحدة هى المسئول الأول عن الوضع الحالى فى العراق.
وأوضح المركز - فى تقرير أورده على موقعه الإلكتروني، اليوم الخميس، أن نفاق أوباما ظهر جليا عندما هدد روسيا بالمزيد من العقوبات إذا قرر الرئيس الروسى فلاديمير بوتين إرسال مهمة إنسانية فى أوكرانيا، على الرغم من تشابة المصاعب للمدنيين فى شرقأوكرانيا والمدنيين فى العراق.
ورأى الموقع أن التدخل العسكرى الأمريكى فى العراق عام 2003 أدى لتدمير الدولة العراقية وسمح لداعش أن تنمو كجزء من جماعة القاعدة، كما دمر الغطاء الأمنى فى البلاد، وأن ضعف الحكومة العراقية الحالية سمح بمنظمات إرهابية مثل تنظيم القاعدة وداعش بالتطور، علاوة على ذلك، سمح تأجيج الصراع فى سوريا من خلال تزويد الثوار بالأسلحة لداعش بالتوسع والاستيلاء على مساحات شاسعة من الأراضى.
وقال المركز إنه بدلا من أن تثبت الولايات المتحدة على موقفها إزاء المساعدات الإنسانية والتدخل، حذرت واشنطن روسيا من أن أىتدخل آخر فى أوكرانيا، بما فى ذلك ما سيقدم تحت ذريعة تقديم المساعدات الإنسانية، سوف ينظر إليه على أنه "غزو لأوكرانيا"، والمثير للدهشة، وجاء هذا التحذير فى نفس يوم الإعلان عن الغارات الجوية فى العراق.
ورصد "جلوبال ريسيرش" الكارثة الإنسانية التى تواجهها كل من أوكرانيا والعراق، ولكن بالنظر للأجندة السياسية الخاصة بواشنطن،رفضت الولايات المتحدة السماح لروسيا بمساعدة المدنيين المحاصرين فى شرق أوكرانيا مثلما فعلت هى فى العراق .
"جلوبال ريسيرش" ينتقد المعايير المزدوجة للسياسة الأمريكية بالعراق وأوكرانيا
الخميس، 14 أغسطس 2014 03:41 م