لو كان الفراق رجلًا لقتلته.. الفقد هو الحزن الأكبر، إنه نار وأسئلة.. كيف يفاجئنا الموت فى لحظة ليرسخ اليقين بأن الحياة أكذوبة كبرى، والموت حقيقة ثابتة، تولج الحياة فى الموت، ولكن ليس كما يولج النهار فى الليل.. فلماذا نولد؟..ليس للموت قلب، وصاعقة الموت تلقى بنا فى بحور مياهها كالعلقم، أو أشد قسوة، ولا أحد يمكنه السباحة فيها.. نحن أمام الموت بلا أى قوة، تخذلنا الإرادة، وﻻ تغادرنا الأحزان إﻻ بعد اﻻستنزاف الكامل.. إننا أمام الموت عجزة، والعجز دمار ليس كمثله شىء.
فى عرس كبير بدت بزيها الأسود، وابتسامتها التى ﻻ تزول، وحضورها الأنيق دائمًا، تتحرك بين الجميع بكل حيوية وكأنها فى حفل وداع.
بعد ساعات كانت نهاد عبدالعزيز محمود ليست معنا، كيف؟.. لقد خطفها الموت.. نهاد كانت نقطة ارتكاز و«عكاز» وسند لدائرة كبيرة من الأصدقاء، كل واحدة كانت تشعرها بأنها اﻻقرب.. كانت الجدعنة فى صورتها الأولى.. الصورة النقية.. لم يخفت حماسها، ولم تتوقف دوائر أحلامها وإنتاج أفكارها، كانت متجددة الأحلام.
الحياة منتهى اللذة، فكرة وتجربة سينمائية مختلفة عن الموت، قدمتها نهاد بجرأة، وكأنها تدرك ما سيفعله موتها بنا.
الكثير ممن أصبحوا نجومًا الآن شاركت بأفكارها وبعطائها فيما وصلوا إليه، ولكن البعض ﻻ يتذكر من وضع الحجر ليكون هناك سلم للصعود والنجاح، ولم تقابل يومًا الجحود بمثله، ولم تتوقف عن العطاء والإخلاص والجدعنة.
فى آخر ليلة تجمعها بأغلب من تحب فى حفل زفاف هنادى، ابنة فيفى عبده، كانت فى كامل السعادة وهى تقدم «حسن»، قائلة: «ابنى وحسن كان له من اسمه نصيب».
كبر «حسن» وكبرت «شهد» وأصبحا من أجمل أولاد وبنات مصر، وكأن مهمتها قد انتهت، بينما كانت تمنح الجميع «شهد» الجدعنة، و«حسن» الفعل.. كانت تشع بهجة وإصرارًا على الصمود، والتغلب على إعاقات الحياة.
نهاد.. الأحباء يرحلون وﻻ يغيبون، فهناك بصمات ومواقف ستبقى ﻻ يقدر عليها رحيل، لكنه الوجع واﻻسئلة، فحيثما يوجد حب يوجد حزن.. نهاد.. نحبك.. نفتقدك.. هل تختبرين محبتك وستعودين؟!
الفقد.. وما أدراك ما الفقد.. نار موقدة.
عدد الردود 0
بواسطة:
الشعب الاصيل
مقال رائع كالعاده - بايدينا تتحول الحياه الى اكذوبه كبرى ولولا الفقد ما تعلمنا قيمة الحياه
بدون
عدد الردود 0
بواسطة:
مصريون
محزنة