ليس المهم فقط ما يراه شعب عن نفسه ولكن المهم أيضًا هو كيف يراه الآخرون، وأظن أن مصر تمثل إشكالية أمام الرأى العام الدولى فهناك من ينظر إليها باعتبارها بحق «أم الدنيا» وملهمة الحضارات الأولى، وهناك أيضًا من يراها بلدًا تفاقمت مشاكله وتراكمت أسباب التوتر فيه، وبين النقيضين تتأرجح صورة «مصر المعاصرة» فى أعين الآخرين فمن متحمسٍ لمصر عاشقٍ لترابها إلى ناقمٍ عليها معادٍ لها مستهدفٍ لاستقرارها وأمنها، «فمصر» بلدٌ لا تملك أن تقف محايدًا أمامها بل لابد أن تستهويك غالبًا وأيضًا قد تعاديها أحيانًا، فالذين قالوا عنها Nنها «أم الدنيا» أو «المحروسة» أو «كنانة الله فى أرضه» قد أصابوا جميعًا كبد الحقيقة ففى «مصر» شىء غامض يخرج بها من العثرات ويتجه نحو بر الأمان.
لقد تعاقب عليها الغزاة والطغاة والبغاة ولكنها ظلت صامدة شامخة حرة قوية، وتوالى عليها اللصوص لآلاف السنين ولكنها ظلت غنية بمواردها الطبيعية والبشرية، إذ يتدفق نيلها العظيم وتزهو أرضها المباركة، كرمتها الكتب المقدسة واحترمتها الديانات الإبراهيمية الثلاث واحتفظت دائمًا بموقع متألق فى «سفر الخلود» ولكن ذلك كله لا يكفى إذ أن الأوطان تحتاج إلى من يأخذ بيدها فى العثرات ويخلص لها فى أوقات الشدة، ولقد وجدت «مصر» دعمًا كبيرًا من أشقائها بقدر ما لقيت من تآمر لدى أعدائها وذلك قدرها عبر التاريخ، دولة مركزية محورية تعطى «السياسة» لتأخذ «الاقتصاد» وتدرك أنها قوية بعروبتها مباركة بإسلامها متألقة بأزهرها مشرقة بكنيستها فهى وطن التراكم الحضارى وبلد السبيكة الثقافية يقيض الله لها من يرفع عن وجهها غبار السنين فهى باقية على الدوام.
د.مصطفى الفقى يكتب: مصر ظلت شامخة طوال التاريخ رغم تعرضها لأزمات كثيرة.. بلدنا قوية بعروبتها مباركة بإسلامها متألقة بأزهرها وكنيستها.. نحن وطن التراكم الحضارى وبلد السبيكة الثقافية
الأربعاء، 13 أغسطس 2014 08:24 ص
د.مصطفى الفقى
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة