إبراهيم داود

مصر والحرب «2»

الثلاثاء، 12 أغسطس 2014 12:05 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
كانت مصر ترى حرب بريطانيا وفرنسا ضد النازية، كما كتب طه حسين للفرنسيين سنة 1940، حربا أخلاقية فى جوهرها، فلقد كان ينبغى التصدى للا أخلاقية الرهيبة التى كانت تنذر باكتساح العالم، سواء كانت نازية أم بلشيفية، وكان ينبغى لأداء هذه المهمة الشاقة أن يؤكد وجود مثل أعلى بقوة واعتداد لم يعودا مألوفين، والنظم الديمقراطية تفهم المثل العليا الإنسانية وتعرف كيف تؤلف بين أشد النفوس تنوعا وكيف توحد إرادتها على اختلافها، العميد كان يرى أن مصر تستلهم هذه المثل العليا، «فطالما حدثها فؤادها عن تلك الحرية، وهذه الحرب التى يشنها العقل اليوم على ظلمات الوحشية قد خاضتها مصر مرات عديدة، وهى اليوم على استعداد لكى تعيد الكرة».

نحن فى هذه الأيام نخوض معركة البشرية ضد الفاشية والتطرف، وكان ينبغى أن يكون الغرب ممتنا لما قامت به مصر قبل عام، ولكنه قدرك أن تخوضها بمفردك هذه المرة، العميد الملهم يقول إن المصرى فى معظم الأحوال يجد فى قرارة نفسه وعيا بالإنسانية نابعا من طبيعته ذاتها، غير أن الدين الإسلامى جاء فعزز هذا الشعور الطبيعى بسلطته ومبادئه، فقد حرص الإسلام على أن يرد للفرد كرامته الكاملة، فدونها لا يتحقق التوافق مع مصلحة الدولة، المتشددون ناصبوا العميد العداء لأنه حر ويعرف قدر بلده وشوقه إلى مستقبل خال من أمراض الماضى، مصر منذ عهد محمد على تناضل من أجل حريتها الخارجية والداخلية على السواء، فى البداية خاضتها بدون وعى كما كتب العميد، ولكنها بعد كل هذه السنين تخوضها بوعى شديد الوضوح.








مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة