أكد عدد من الخبراء المتخصصين فى الشئون الإسلامية أن الأسلوب الذى تعتمد عليه عدد من الدول الأوربية للإفراج عن رهائنها المختطفين من جانب تنظيم القاعدة، من خلال دفع مبالغ كبيرة لإفراج عنهم ساهم بشكل كبير فى تمويل التنظيم، مشيرين إلى أن ذلك أصبح مصدرا يعتمد عليه التنظيم لتمويل أنشطته.
وقالت صحيفة التايمز البريطانية، إن الدول الأوروبية ساعدت فى تمويل تنظيم القاعدة بنحو 120 مليون دولار، من خلال المبالغ التى تم دفعها للإفراج عن رهائنها الذين تم اختطافهم من جانب التنظيم.
وأوضحت الصحيفة البريطانية، فى تقرير أمس الخميس، نقلت هيئة الإذاعة البريطانية مقتطفات عنه، أن رغبة بعض البلدان مثل فرنسا وإسبانيا وسويسرا فى دفع مبالغ بشكل سرى للإفراج عن مواطنيها، خلق عملا رائجا للمسلحين الذين يصعب السيطرة عليهم الآن.
ووفقا لأحد المسئولين الأمريكيين، فإن القاعدة والجماعات الحليفة لها حصلت على 120 مليون دولار كفدية بين الأعوام 2004 و2012، وفى تقدير آخر لصحيفة نيويورك تايمز فإن الرقم يصل إلى نحو 125 مليون فى الفترة منذ عام 2008 منها 66 مليونا دفعت العام الحالى فقط، ويعتقد أن معظم هذه الأموال دفعتها دول أوروبية.
وتقول فيكى هدلستون وهى سفيرة أمريكية متقاعدة سبق لها العمل فى مالى، إن هذه السياسة شكلت خطرًا على المختطفين من بريطانيا وأمريكا اللتين رفضتا تقديم الأموال للإفراج عن مواطنيهما الذين كانوا يتعرضون بالتالى للقتل، وأعطت هدلستون مثالا بحالة البريطانى "أدون داير"، الذى اختطف فى مالى عام 2009 مع سويسريين اثنين وألمانية.
ومن جانبه، قال صبرة القاسمى مؤسس الجبهة الوسطية إن التنظيمات الإرهابية وعلى رأسها القاعدة وداعش تنوع من مصادر تمويلها عبر اختطاف بعض الأجانب وإجبار الدول على دفع الملايين من أجل الإفراج عن الرهائن التى يحتجزونها.
وأضاف القاسمى فى تصريحات خاصة لـ"اليوم السابع" أن هذه الأموال أعطت دفعة كبير لتلك الجماعات لتمويل عناصرها التى يحتاجون لموال كثيرة كى يغطون تكاليف مرتباتهم، ما جعلها تلجأ إلى اختطاف الأجانب لمساومة دولهم عليهم.
وفى سياق متصل، قال الدكتور كمال حبيب الخبير فى شئون الحركات الإسلامية إن صعود تيار الإسلام المتشدد، والجماعات الإرهابية كان صنيعة غربية، حيث ساند الغرب القاعدة من أجل التخلص من الاتحاد السوفيتى، ثم أدركت تلك الجماعات أن الغرب عدوها الأول.
وأضاف حبيب فى تصريحات خاصة لـ"اليوم السابع" أنه كان هناك بنوك لتمرير الأموال إلى تلك الجماعات الإرهابية، مشيرا إلى أن حركة داعش هو تطور لجماعة التوحيد والجهاد، موضحاً أن الأموال التى تتلقاها تلك الجماعات الإرهابية جراء احتجاز أجانب ليست هى العامل الأساسى على وجود الهالة الضخمة لتلك الجماعات الإرهابية أو الأسلحة المتطورة التى يستخدمونها.
موضوعات متعلقة..
قيادات "داعش" أصحاب مزاج.. يُحِلُّون الخمر وأفلام الجنس ويحرمون الكعب العالى.. أمير التنظيم بجنوب دمشق يشرب الخمر فى فيديو يثير دهشة رواد الفيس بوك.. و"السلفية": تشويه للإسلام.. وباحث: جهل فاضح بالدين
نكشف مصادر تمويل الجماعات الإرهابية.. التايمز: دول أوروبية تضخ أموالا طائلة للتكفيريين للإفراج عن مختطفيها.. وخبراء فى الشئون الإسلامية: بنوك تمرر الأموال.. والإرهابيون أصبحوا خارج السيطرة
الجمعة، 01 أغسطس 2014 09:07 ص