محمد عبد السميع مراد يكتب.. عجلة الزمن لن تعود للوراء

الجمعة، 01 أغسطس 2014 10:03 م
محمد عبد السميع مراد يكتب.. عجلة الزمن لن تعود للوراء جانب من الحرب على غزة

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
يبدو أن سرعة عجلة الزمن أسرع من أمريكا وأوروبا فى تفهمهم للعالم العربى.. فهم ما زالوا يفكرون بمنطق قديم.. فى تحليل الفكر الشرق أوسطى.. يرون العرب بمنظار وفكر عفا عليه الزمن.. مشكلة الشرق الأوسط لم تعد هى كما كانت فى ستينات القرن الماضى.. قطعة أرض رحبة مسطحة عليها بشر لايعرفون عنها شيئا سوى اسمها.. وهم يعلمون كل شىء.. ومن حقهم حكمها أو تقسيمها لصالحهم ولصالح حلفائها وأصدقائها.. وأن تكون تلك الأرض بمثابة الحديقة الخلفية لمنازلهم.. يزرعونها ويخزنوا بها ما فاض عن احتياجاتهم، ومن يسكنها ويعيش عليها بقايا بشر.. ناقصو عقل وفاقدو الأهلية.

هذا يفسر ما يحدث الآن على الأرض الفلسطينية من تدمير واسع المدى لكل المبانى والمنشآت لضمان أمن إسرائيل.

إسرائيل تلقى الاتهامات جزافًا على الفلسطينيين ومن يمثلهم.. وتقول إنهم لم يبنوا ولم يعمروا الأرض ولو ببناء مدرسة واحدة أو حتى مستشفى واحدة من ميزانيتها التى ينفقونها على بناء الأنفاق.. وأين الأموال التى تمنح لفلسطين بموافقة إسرائيل.. كلها تنفق على بناء أنفاق وشراء السلاح.

إسرائيل تتدعى أنها تريد السلام.. وتمد يدها إلى الفلسطنيين ولا تجد من تصافحه.. واليوم تنتقم منهم لأنهم تطاولوا على سكان المستوطنات.

معدل تصفية الشعب الفلسطينى مستمرة بانتظام منذ مذبحة صابرا وشاتيلا عام 1982 وحتى اليوم.

إسرائيل تقول إن أمن إسرائيل هو الأساس وهو الأهم قبل أى شىء آخر.. وهو خط أحمر لايجب الاقتراب منه.. أما الحدود والسكان الفلسطنيون مباح لهم أن يقتلوهم وأن يحرقوا أراضيهم ومساكنهم.

الحكومة الإسرائيلية تريد نزع السلاح الفلسطينى قبل أى تفاوض أو اتفاقية لوقف عمليات التصفية والتدمير.. والفلسطنيون يريدون وقف القتال.. ولو بهدنة قصيرة لجمع الأشلاء المتناثرة.

ماذا تبقى من فلسطين ومن العراق وسوريا حتى نقول إن هناك اتفاقية جديدة على غرار اتفاقية سايكس بيكو.. لإعادة تقسيم تركة الرجل المريض – الدولة العثمانية – 1916 - وهل يعود الزمن للوراء ونستشعر أننا أمة واحدة وأمام تقسيم جديد ؟؟

الحقيقة أنه لم يتبق شىء يستحق البكاء.. والتقسيم لا يتم سرًا بل علنًا وأمام أعيننا.. وأعلنته وزيرة الخارجية الأمريكية كوندليزا ريس منذ 9 سنوات مضت .

بالتأكيد إن الزمن لن يتكرر مرة أخرى ولن ترجع عجلة الزمن إلى الوراء.. بل هى تتقدم خطوات إلى الأمام بل تقفز أمام أعيننا لإعادة رسم المنطقة العربية إلى عدة دول.. أو بالأصح إلى قبائل عرقية.. لا صوت لها ولا تأثير على من حولها.. وتظل الدول العربية كلها متخلفة عن الحضارة.. ويبقى القرن القادم قرنا أمريكيا خالصا!!





مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة