سيطرت أحداث فلسطين ومسئولية العرب عنها وأيضا غياب المصلين عن المساجد على خطب الجمعة، حيث قال الدكتور أحمد عمر هاشم عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف، خلال خطبته بالجامع الأزهر، إن شهر رمضان غرس العديد من القيم فى المسلمين كالإخلاص والإرادة والمساواة والشورى وتوثيق الصلة بالله، قائلا "علينا أن نصطحب هذه القيم فى كافة مراحل حياتنا وليس فى رمضان فقط".
ووجه هاشم نداء من على منبر الأزهر الشريف لحكام العرب وشعوب العالم قائلا "يا أمتنا الإسلامية وحكام العرب إن بلادكم تؤكل من عدوكم واليهود يدكون إخوانكم فى فلسطين وستُسألون عنها إن لم تنهضوا وتجمعوا كلمتكم"، مضيفا"يا أيتها الأنظمة العالمية التى تزينت بالديمقراطية وهى بريئة منها إسرائيل تدير ظهرها وتواصل عدوانها".
واختتم خطبته بجامع الأزهر قائلا "يا كل شعوب العرب وحدوا صفكم فلا يليق بمسلم أن يتنازع مع أخاه ويترك العدو يدك حصونه من الخلف"، داعيا أن يحفظ مصر وأهلها ويرفع الكرب عن غزة وفلسطين .
فيما طالب خطيب مسجد الاستقامة المسلمين بضرورة الحفاظ على أداء العبادات التى كان يؤدنها خلال شهر رمضان المبارك الذى انتهى منذ أيام قليلة وعلى رأس هذه العبادات صلاة الجماعة بالمساجد وقراءة القرآن وقيام الليل.
وأضاف خلال خطبة الجمعة اليوم، أن من بين العبادات التى كان يؤديها المسلمون فى شهر رمضان التصدق بالسر والعلن وصلة الرحم، مضيفا أن الكثير منا ينصرف عن هذه العبادات فور انتهاء الشهر الكريم قائلا "إن رب شهر رمضان هو رب باقية الشهور".
وفى السياق ذاته، قال خطيب مسجد الجمعية الشرعية الرئيسية بالجلاء، إن حال المسلمين غير مرضى عنه ويحتاج إلى إصلاح لترديها ولن ينصلح إﻻ بطاعة الله، فييسر على المعسرين ويفرج الكروب على المكروبين ويفرج كروبهم وخوفهم حيث نريد أمن واستقرار وطمأنينة والله يعطى ذلك بطاعته، مؤكدا أنه يجب أن ينشغل كل مسلم بقبول طاعته فى رمضان وبعده من صلاة وزكاة وطاعة، مطالبا المسلمين بالانشغال بالطاعة والمداومة عليها كما كان يفعل فى رمضان مداومة على طاعته لله بأن يزيد من التقرب إلى الله.
وأضاف "كل مسلم لابد وأن يداوم على الطاعة فى غير رمضان كما كان يفعل فى رمضان لأن رب رمضان هو رب العام كله، مشددا على ضرورة الانشغال بالطاعة حتى الموت، وذلك ﻷن الله لا يقطع الأجر والثواب إﻻ إذا قطع الناس العبادة".
وتابع: "إننا نرغب فى انتصار الإسلام بغزة والعراق وكل المكلومين، والشدائد نزلت وستنزل بالمسلمين ما لم يطيعوا الله ويبحثوا عن رسائل التمكين، وهناك قوم يدمرون ويبطشون وهم يظنون أنهم يحسنون صنعا فى الوقت الذى يجب أن ينشغلوا فيه بالطاعة".
وقال "أعداؤنا يطاردوننا فأين نذهب حيث لا ملجأ من الله إلا إليه، فيجب التعرف على الله دائما حتى يتعرف الله علينا فى الشدائد، مطالبا بتطبيق أخلاق رمضان فى غيره من الشهور بعد أن تعلموها فى الشهر الكريم حيث ينشغل المسلم بما عليه، حيث يعطى الله كل إنسان ما له حينما ينشغل بما عليه".
بينما قال خطيب مسجد الحصرى بمدينة أكتوبر، إن الله سبحانه وتعالى ذكر مصر فى القرآن الكريم من خلال الثلاث بقاع الآمنة فى العالم، وهى الجنة والمسجد الحرام و مصر، قائلا سبحانه وتعالى "ادخلوا مصر آمنين".
وأضاف خطيب الحصرى، خلال خطبة صلاة الجمعة "يجب علينا أن نستوعب بعضنا البعض بالأخلاق حتى نحقق الأمان على أمة الإسلام"، مؤكدا على ضرورة الاستمرار فى الدعاء وقراءة القرآن عقب انتهاء شهر رمضان، لأن الله موجود بكل ليلة فى انتظار مستغفر، فيجب علينا أن ندرك فقه الوادع.
وقال الدكتور الشحات عزازى خطيب مسجد النور بالعباسية "إن اليوم هو أول جمعة بعد انقضاء شهر رمضان الكريم، وإذا نظرت إلى المساجد لوجدتها خالية وليست ممتلئة كشهر رمضان، متعجبا فى أمر المسلمين، مضيفاً "وكأننا نعبد رمضان ولا نعبد الله، فإذا انقضى رمضان انتهت العبادة".
وحث العزازى المصلين على دوام العبادة بعد شهر رمضان، مؤكدا أن من شروط قبول التوبة والعبادة هى المداومة عليها وليست وقتية فمن داوم على العبادة قبلت منها ومن قطعها قطع عنه قبول أعمالها داعيا الله أن يوفق المسلمين إلى أعمال الخير وأن يثبت أقدامهم والمداومة على طاعته.
فيما قال الشيخ مظهر شاهين، إمام وخطيب مسجد عمر مكرم، إن هناك فهما خاطئا لدى البعض بأن الطاعة لها موسم معين كشهر رمضان، فهجر القرآن والطاعة فى رمضان أمر سلبى، فلابد من المداومة على الطاعة وإن كانت قليلة، فشخص يقرأ 5 آيات يوميا، أفضل من شخص يقرأ القرآن فى أسبوع واحد والانقطاع باقى السنة.
وأضاف "من علامات الطاعة فى رمضان، تغير سلوك الإنسان للأحسن، فليس معقولا أن يكون سلكونا بعد شهر رمضان، كحالنا قبل الصيام".
واستطرد خطيب عمر مكرم "المرحلة التى نمر بها نحن كمصريين، تستوجب علينا شرعا أن نتكاتف ونرابط للحفاظ على الدين الحقيقى، فنحن العلماء نحفظ الدين فى صدورنا، لأنها أمانة ومسئولية فى رقابنا، وهناك من يدعى الإسلام ويحاربه بسلوكه، كأنهم جاءوا بدين جديد يطابق الإسلام اسما والفعل مختلف".
وأشار شاهين إلى أن الدين بحاجة لمن يظهره بشكل صحيح، وإلا تركناه لمن يقتلون ويسحلون ويهتكون الأعراض باسم الدين، فعلينا أن نتكلم بسلوكنا وأخلاقنا ليرى العالم ديننا الحقيقى، ونعرف أن من يدعون الإسلام ويطالبون بتسليم الفتيات لجهاد النكاح، هم دخلاء على الإسلام ولا يعرفون الدين الصحيح.
وقال الخطة التى فشلت فى تدمير مصر وإسقاطها، وتدمير الجيش، سيسعى من دبرها لعمل خطط جديدة لإحداث الفوضى واستكمال مخططهم، فما يحدث حولنا الهدف منه مصر، لذا فالحفاظ على الدولة من أهم مسئولياتنا الشرعية.
موضوعات متعلقة:
"علامات قبول الطاعة" خطبة الجمعة بمساجد بأسيوط
خطيب "الأزهر" لحكماء العرب: ستُسألون عن ما يحدث فى فلسطين
ننشر نص خطبة اﻷوقاف غدًا بعنوان "علامات قبول الطاعة"
أحداث غزة وغياب المصلين من المساجد يسيطران على خطب الجمعة.. إمام الأزهر للعرب: ستُسألون عن فلسطين.. و"الاستقامة" يطالب بأداء عبادات رمضان فى باقى الشهور.. و"النور": قبول العبادة مشروط بالمداومة
الجمعة، 01 أغسطس 2014 02:26 م