قالت مجلة المونيتور الأمريكية، إن السلطات المختصة بملف مياه النيل بدأ وسط حالة من التفاؤل الحذر الإعداد لعودة المفاوضات الفنية مع إثيوبيا حول سعد النهضة واستخدام البلدين للمياه، وذلك بعد تعذر المفاوضات فى يناير الماضى واتجاه مصر للتصعيد الدولى لحماية مصالحها فى مياه النيل.
وتأتى العودة للمفاوضات بعد اللقاء الذى جمع الرئيس عبد الفتاح السيسى مع رئيس الوزراء الإثيوبى هيلا ماريام ديسالين الشهر الماضى، واتفقا خلاله على سبعة مبادئ رئيسية تحدد استخدام البلدين لمياه النيل فى إطار المنفعة المشتركة ودون إلحاق الضرر، وتنص تلك المبادئ السبعة على أن تُبنى المفاوضات على احترام القانون الدولى، وأولوية إقامة مشاريع إقليمية لتنمية الموارد المائية لسد الطلب المتزايد على المياه واحترام نتائج الدراسات الفنية حول تأثير سد النهضة، والتزام أديس أبابا بتجنب أى ضرر على استخدامات مصر للمياه.
ونقلت المونيتور عن وزير الرى والموارد المائية حسام مغازى، قوله إن يجرى الآن الإعداد لاجتماع ثلاثى يضم السودان ومصر وإثيوبيا لعودة المفاوضات مرة أخرى فى القاهرة فى النصف الثانى من يوليو الجارى. وأعرب الوزير عن تفاؤله بشأن عودة المفاوضات الفنية، وقال إن البيان المشترك سيفرض أجواء هادئة وروحا إيجابية خلال المفاوضات بعد حالة التوتر السابقة.
وتقول المونيتور إن وزير الرى لم ينف عدم الاعتماد على نتائج المفاوضات السابقة التى بدأت فى نوفمبر الماضى، وذلك لصدور تقرير اللجنة الدولية لدراسة آثار السد، والتى وجدت أن هناك عيوبا فنية فى تصميميه وأثارا سلبية على الأمن المائى المصرى.
وقال مغازى إن مصر ستستفيد مما سبق، لكنها يتم التعامل مع الأمور بهدوء. وأوضح أن الاجتماع الأول سيكون تحضيريا ولن يشهد مناقشة للمسائل الفنية المتعلقة بسد النهضة، لكن سيتم الاتفاق على وضع آلية للحوار ومناقشة طريقة العمل فى حال وجود خلاف واختيار الخبراء الفنيين.
من ناحية أخرى، قال مصدر بالحكومة مطلع على ملف حوض النيل للمونيتور، إن المفاوضات مع إثيوبيا لن تكون سهلة، وخاصة وأن كل أوراق التفاوض أصبح يعلمها الطرف الآخر، فتدرك أديس أبابا حجم الاعتراضات المصرية على بناء السد بينما تعلم القاهرة إصرار إثيوبيا على بنائه بالمواصفات المعلنة سابقا.. وأضاف المصدر أنهم سينتظرون البدء فى المفاوضات بحالة من التفاؤل الحذر، وكانت هناك تجارب سابقة لكنها لم تنته على اتفاق.
وفى نفس السياق، قال محمود أبو زيد، رئيس المجلس العربى للمياه ووزير المالية الأسبق، إن البيان المشترك عقب لقاء السيسى وديسالين تطرق إلى تفاصيل فنية متعلقة بمبادئ استخدام مياه النيل، ويمكن الاستفادة منه لإنجاح المفاوضات.. وأضاف أن المواقف الفنية لمصر حول سد النهضة لا تزال قابلة للتشاور وإعادة الدراسة، لكن يظل الأساس هو الوصول لحلول فتية وهندسة لتقليل الأضرار.. وقال إنه لا يتصور أن تنتهى تلك الحوارات دون تعديل جوهرى فى شكل السد أو سعته.