مرت الذكرى الـ42 لحرب أكتوبر المجيدة أمس والتى توافق العاشر من رمضان دون أن تحتفل محافظة الشرقية بأبنائها الذين سجلوا بطولات سطرها التاريخ فى حرب أكتوبر واكتفت بالإشارة لهم على موقعها الإلكترونى.
وحالت الظروف الاقتصادية والسياسية التى تمر بها البلاد دون الاحتفال وتكريمهم كما يحدث كل عام أو تكريم أبناء من رحلوا منهم.
ومن أبناء محافظة الشرقية وأبطال حرب أكتوبر: محمد العباسى أول من رفع العلم المصرى على أرض سيناء وصائد الدبابات صبرى عطية والبطل محمد عبد العاطى
وقدم صبرى عطية أحمد الملقب بصائد الدبابات بطولات سجلها التاريخ فأطلق عليه المقاتل الشرس وبطل من فولاذ وثعلب الصحراء فى عام 1971 أثناء فترة خدمته العسكرية عبر قناة السويس حاملاً الأسلحة والذخيرة بدون البدلة المخصصة للإنقاذ، ما أصاب الخبراء الروس بالذهول كما تم ترشيحه لقيادة سرية دوريات طويلة المدى بين مصر والسودان، وكانت الدورية الأولى المنطلقة من الجيش الثانى الميدانى عندما صدرت الأوامر للبطل صبرى عطية أحمد ورفاقه بعبور قناة السويس يوم 6 أكتوبر 1973، وفى 7 أكتوبر اندفع مع مجموعته خلف خطوط القوات الإسرائيلية كما تمكن البطل ورفاقه من صد الهجوم المضاد الذى قامت به القوات الإسرائيلية، وقام المشير أحمد بدوى واللواء عادل سليمان بترقية البطل صبرى عطية إلى رتبة الرقيب.
وفى الثامن من أكتوبر 1973 تمكن البطل صبرى عطية أحمد من إسقاط طائرتين إسرائيليتين من طراز إسكاى هوك وأسر قائد السرب ومساعده الذى ضرب مدرسة بحر البقر الابتدائية فى معارك الاستنزاف والتى راح ضحيتها 42 طفلاً وبعد انتهاء معارك اكتوبر 1973 أخذ البطل اللواء محمد الكنزى من البطل صبرى عطية أربعة شاشات عوزى، كما أخذ منه البطل اللواء أحمد مختار صاروخًا تليفزيونيًا أمريكى الصنع وخوذة الطيار الإسرائيلى الذى ضرب مدرسة بحر البقر بالإضافة إلى قنبلة عنقودية استخدامها الطيار فى ضرب معبر الفرقة السابعة وتم وضع هذه المقتنيات فى متحف الجيش الثالث، وأيضًا فى المتحف الحربى.
أما أول جندى رفع علم مصر على أول نقطة تم تحريرها فى معارك أكتوبر فهو محمد عبدالسلام العباسى، ابن مدينة القرين والذى يعيش مع أحفادة فى منزله المتواضع ويحلم بأداء فريضة الحج قبل وفاته.
ويقول العباسى عن يوم العبور فى صباح يوم السادس من أكتوبر 1973 ـ العاشر من رمضان 1393: "بدأت عمليات التمويه فكان جنود مصر يلعبون كرة القدم والشطرنج وفى حالة استرخاء، ثم كانت ساعة الصفر وعبرنا قناة السويس وكنت فى طليعة المتقدمين نحو دشمة حصينة بخط بارليف ولم اهتم بالألغام والأسلاك الشائكة وقمت بإطلاق النار على جنود حراسة الدشمة الإسرائيلية وفى نفس الوقت كانت المدفعية المصرية تصب نيرانها على الدشمة، وتمكنت من قتل أكثر من ثلاثين فردا من الإسرائيليين وقمت بحرق العلم الإسرائيلى ورفع العلم المصرى بدلاً منه، وما زال بخاطرى صورة الطيران المصرى وهو عائد بعد أن دك المطارات الإسرائيلية.
اشهد الله تعالى أننى وقت العبور رأيت كلمة "الله أكبر" مكتوبة بخطوط السحب المتصاعدة من المقذوفات، رأيتها مكتوبة فى السماء فقلنا "الله أكبر" وكانت صيحة العبور.
بفضل الله تعالى كنت أول من رفع علم مصر يوم العبور العظيم على أول نقطة تم تحريرها.
ساعة القتال لم يخطر ببالى أى شيء سوى مصر، وكل جندى كان بداخله إما الشهادة أو النصر
وأيضًا ابن قرية شيبة القش مركز منيا القمح والذى توفى قبل سنوات قليلة هو البطل محمد عبد العاطى والذى التحق بالقوات المسلحة فى 15 نوفمبر 1969 بعد أن أنهى دراسته، وكان قدره أن يتم تجنيده فى وقت كانت فيه البلاد تقوم بالتعبئة الشاملة استعدادًا لمعركة التحرير لتمحو بها عار الهزيمة التى لحقت بها عام 1967.
فى البداية انضم لسلاح الصاعقة، ثم انتقل إلى سلاح المدفعية، ليبدأ مرحلة جديدة من أسعد مراحل عمره بالتخصص فى الصواريخ المضادة للدبابات، وبالتحديد فى الصاروخ "فهد" الذى كان وقتها من أحدث الصواريخ المضادة للدبابات التى وصلت للجيش المصري، وكان يصل مداه إلى 3 كيلومترات، وكان له قوة تدميرية هائلة.
قبل الانتهاء من مرحلة التدريب النهائية انتقل الجندى عبد العاطى إلى الكيلو 26 بطريق السويس، لعمل أول تجربة رماية من هذا النوع من الصواريخ فى الميدان ضمن مجموعة من خمس كتائب، وكان ترتيبه الأول على جميع الرماة، واستطاع تدمير أول هدف حقيقى بهذا النوع من الصواريخ على الأرض.
تم اختياره لأول بيان عملى على هذا الصاروخ أمام قائد سلاح المدفعية اللواء محمد سعيد الماحي، وتفوق والتحق بعدها بمدفعية الفرقة 16 مشاة بمنطقة بلبيس، التى كانت تدعم الفرقة بأكملها أثناء العمليات، وبعد عملية ناجحة لإطلاق الصاروخ تم تكليفه بالإشراف على أول طاقم صواريخ ضمن الأسلحة المضادة للدبابات فى مشروع الرماية الذى حضره قيادات الجيش المصرى بعدها تمت ترقيته إلى رتبة رقيب مجند
وفى يوم المعركة بدأ الجيش يتقدم على مقربة من القناة بحوالى 100 متر، وبعد الضربة الجوية الساحقة بدأت أرض المعركة تشتعل بصورة لم يصدق معها أحد أن الجنود المصريين قد عبروا الضفة الشرقية للقناة، وكان عبد العاطى هو أول فرد من مجموعته يتسلق الساتر الترابى خط بارليف.
فى اليوم الثانى للمعركة بدأ الطيران الإسرائيلى الهجوم منذ الخامسة صباحًا بصورة وحشية، ومع ذلك استطاع الأبطال منعهم من فتح أى ثغرة، وتقدموا داخل سيناء ودمروا المواقع الخفيفة للعدو وذيول المناطق القوية مثل الطالية وتبة.
فى يوم 8 أكتوبر وهو اليوم الذى كان يعتبره البطل عبد العاطى يومًا مجيدًا للواء 112 مشاة وللكتيبة 35 مقذوفات وله هو على المستوى الشخصي، بدأ هذا الصباح بانطلاقة قوية للأمام؛ فى محاولة لمباغتة القوات الإسرائيلية التى بدأت فى التحرك على بعد 80 كيلومترًا باللواء 190 المصحوب بقوات ضاربة مدعومًا بغطاء من الطائرات.
رغم هذه الظروف الصعبة، فقد قام عبد العاطى بإطلاق أول صاروخ والتحكم فيه بدقة شديدة حتى لا يصطدم بالجبل، ونجح فى إصابة الدبابة الأولى، ثم أطلق زميله بيومى قائد الطاقم المجاور صاروخًا فأصاب الدبابة المجاورة لها، وتابع هو وزميله بيومى الإصابة حتى وصل رصيده إلى 13 دبابة ورصيد بيومى إلى 7 دبابات فى نصف ساعة، ومع تلك الخسائر الضخمة قررت القوات الإسرائيلية الانسحاب واحتلت القوات المصرية قمة الجبل وأعلى التبة، وبعدها اختاره العميد عادل يسرى ضمن أفراد مركز قيادته فى الميدان، التى تكشف أكثر من 30 كيلومترًا أمامها.
ويوم 9 أكتوبر حاولت قوة اسرائلية مهاجهته إلا أنه دمر مجنزرة و4 دبابات، ويوم 10 أكتوبر، حيث فوجئ مركز القيادة باستغاثة من القائد أحمد أبو علم قائد الكتيبة 34، فقد هاجمتها ثلاث دبابات إسرائيلية، وتمكنت من اختراقها، وكان عبد العاطى قد تعوّد على وضع مجموعة من الصواريخ الجاهزة للضرب بجواره، وقام بتوجيه ثلاثة صواريخ إليها فدمرها جميعًا، كما استطاع اصطياد إحدى الدبابات التى حاولت التسلل إليهم يوم 15 أكتوبر، وفى يوم 18 أكتوبر، دمر دبابتين وعربة مجنزرة ليصبح رصيده 23 دبابة و3 مجنزرات.
موضوعات متعلقة:
وزارة الشباب تنظم لقاءً حوارى حول الدروس المستفادة من حرب أكتوبر..غداً
الشرقية تلغى الاحتفال بأبطال حرب أكتوبر من أبنائها بسبب الظروف السياسية والاقتصادية.. وتكتفى بالإشارة إليهم على موقعها الإلكترونى.. وأول جندى رفع العلم على سيناء يحلم بأداء فريضة الحج
الأربعاء، 09 يوليو 2014 07:42 م
محمد العباسى أول جندى رفع العلم على سيناء
اضف تعليق
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة
عدد الردود 0
بواسطة:
م أشرف عبد المنجى
الله اكبر رحم الله ابطال مصر واسكنهم فسيح جناته والباقين متعهم بالصحة والعافية حفظكم الله
خير اجناد الارض رغم انف خوارج هذا الزمان