تعيش مصر أيامها الرمضانية الرائعة.. وبينما ترسم الليالى الرمضانية خطوطها العميقة وذكرياتها الممتعة داخل نفس كل مصرى يبدوا الوطن سعيدًا بأبنائه يلفهم بخيوطه الحريرية ويجمعهم بعروة وثقى أثبتت لنا الأحداث أنها عصية على أى مؤامرة متينة ضد أى رياح صلبة خلف القيادة مفاجئة لكل عدوان.
ولا يخفى على كل مصرى أن أخواته المسيحيين بتهانيهم ومشاركتهم هم جزء لايتجزأ من جمال ونكهة وذكريات رمضان.. وقد ذكرتنى لافتة "هل صليت على النبى" التى انتشرت مؤخرًا بأيام كان أصدقاؤنا المسيحيون فى الطفولة يدعوننا للعب الكرة قبل الإفطار فى ملعب الكنيسة.. وكنا ننادى بعض بأسماء مسيحية لكى لا يكتشف أبونا المسئول عن الملعب أن هؤلاء الصبية معظمهم من المسلمين.. ف أحمد نناديه مايكل ومصطفى نناديه ميشيل ومحمود نناديه بطرس.. بينما ارتفعت الأصوات وحمى وطيس المباراة ومع ضغط العطش والصوم الرمضانى وفى أحد اللحظات العنيفة من المباراة اشتبك اثنان من أصدقائنا حتى وصلا إلى التشابك بالأيدى.. فجرى عليهما صديق ثالث صارخا.. صلى على النبى يا مايكل صلى على النبى يا بطرس.. مرتديًا ثوب الواعظ... يا جماعة إحنا بنلعب فى بيت ربنا.. فانفجر الجميع من الضحك ومازلنا نحكى هذه القصة فى جلساتنا منذ ثلاثين عاما إلى اليوم... كل سنة وأنتم طيبين.. كل سنة وأنت طيب يا مايكل.
