محمود السيد يكتب: أشياء لا تقدر بثمن

القيمة والثمن كلاهما معيار لتقييم أشياء فى مواجهة أخرى ولتقريب المعنى أمام المهتم بالقيمة، والثمن معيار الأشياء المادية، وكل ما يقدره الإنسان بثمن مادى, والثمن قد يكون ماديًا أو أن تقدر قيمة الشيء بالذهب مثلاً, ومعيار القيمة والثمن ثابت ومنفصل, الثمن يحدد قيمة الأشياء المادية أما القيمة فمعيارها مختلف تمامًا لا يمكن تقديره, بالمال يمكنك شراء كل شيء إلا القيم, كم يبلغ ثمن الأمانة والصدق والوطنية؟ كم يبلغ ثمن البطولة والاستشهاد, هناك أشياء لا تقدر بثمن هى فى ذاتها قيمة وغاية يتطلع إليها الانسان, الحق والخير والجمال قيم مطلقة لا تتجزأ ولا تتغير ولا تتبدل ولا تقدر بثمن, تلك القيم يوزن بها الرجال بقدر إيمانهم بها, شىء ما بداخلك يدفعك للإيمان بالأمانة وأن تكون أمينًا وأن تؤمن بالشهادة وتكون مهيأ لها وأن تضحى فى سبيل وطنك من أجل إحياء قيمة, أن تؤمن بفكرة وتسعى إلى تحقيقها, أن تؤمن بحتمية التغيير وأنه الطريق إلى التقدم والتطور.

وتتحدد قيمة الفرد بما يقدمه لأسرته من تقدم وقيم إنسانية ورعاية وأمانة وصدق حتى يعبر بهم مرحلة الخطر ليخرج منهم من يقود المسيرة بعد ذلك فى بيته وأسرته ومجتمعه, وترتفع قيمة كل أسرة بما يقدمه رب الأسرة من قدوة وكذلك تتحدد قيمة الأفراد والأسر والمجتمع بأسره بما يحمله هذا المجتمع من جينات حضارية وقيم متوارثة تقوده للتقدم, وعلى رأس الدولة والقائمين على أمور البلاد تحقيق ما حققه رب الأسرة الصغيرة لأسرته, عليهم رعاية الفقراء والضعفاء وإعادة حق كل من ظُلم ومن اضطُهد وأن يكون الضعيف فى المجتمع قوى حتى ينال حقه وأن يكون القوى ضعيفًا حتى نأخذ الحق منه وبذلك تتوازن الأمور ويسود العدل ويعم السلام الاجتماعى بين أفراد المجتمع بكل فئاته, وتتحدد قيمة المجتمع أيضًا باحترام مواطنيه فى الداخل حتى يحترمهم الآخرون فى الخارج فكل مواطن مصرى يحمل فى قلبه فكر ودين وحضارة وهوية وراية فلا يجب أن يهان, إذا أهنته فكأنك أهنت فكره ودينه ورايته ومحوت طريقة نحو الحرية والديمقراطية, قيمة الإنسان تتحدد بما يحمله من قيم.