عصام كرم الطوخى يكتب: أفكار غير متجانسة

الثلاثاء، 08 يوليو 2014 10:15 ص
عصام كرم الطوخى يكتب: أفكار غير متجانسة صورة أرشيفية

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
من الطبيعى أن ترى الأشياء المتجانسة والأفكار المترابطة والتى تكمل بعضها البعض قد تنتج شيئاً عظيماً، لكن أن تربط بين أفكار أو أشياء قد تبدو متباعدة وغير متجانسة وليس لها علاقة مباشرة تربطها ببعضها البعض، لتنتج شيئاً يبهرك بل ويبهر العالم، بمعنى هل من الممكن توليد فكرة جديدة من أشياء غير مترابطة، شىء يدعو للتأمل ووقفه لاستشعار ذلك، لأنه ليس بالأمر السهل.

هذا يدعوك إلى وضع الأشياء غير المتجانسة وغير المترابطة فى بيتك أو عملك أو فى حياتك..، بجوار بعضها البعض للتأمل والتفكر والدراسة لاستكشاف ما يمكن أن ينجم عن تلك التجربة، فالغرض من ذلك توليد فكرة ثالثة جديدة قد تغير مجرى حياتك بالكامل.

هذا ما حدث مع كثير من العلماء والمفكرين والمستكشفين والمخترعين..، وخاصة جوتنبرج مخترع أول آلة طباعة، فقد أتت له فكرته العظيمة من جمع بين فكرتين قد تبدو مختلفتين، فقد جمع بين فكرة الضغط فى مكبس عصر العنب وفكرة القوالب لسك المعدن فى دار سك النقود فى مدينته، فشيد بفكرته اختراع آلة الطباعة.

كذلك (دافينتشى) عندما فكر وربط ما بين صوت الجرس وبين صوت الحجر الذى يسقط فى الماء، مما جعله يستنتج ويكتشف أن الصوت ينتقل على شكل موجات.

كذلك عندما قام (سامويل مورس) باختراع محطات المتابعة الخاصة بإشارات التلغراف، وذلك من خلال متابعته المتأنية وقوة وعيه وملاحظته الدقيقة لمحطات المتابعة الخاصة بالخيل.

لا شك أن النظرة المختلفة بتأمل وتمعن ووعى لأى شىء يشغل حيز من تفكيرك، ودراسته والاهتمام بالفكرة كونها فى حيز التكوين والتطوير، شىء يبدو رائع جدا، فأى فكرة فى بدايتها نحن لا نعلم إلى أى مدى سينتهى بنا الأمر معها، كوننا نتعامل مع شىء قد يكون مبهم أو مجهول فى بدايته، ولكنها قد تبدأ معنا بخاطرة أو رؤية، هنا عليك الإمساك بها وتغذيتها ورعايتها باحتمالاتك وتجاربك إذا أردت أن تصل إلى شىء معها.

ففى محيط الاهتمام بفكرة معينة قد تتولد لك أفكار أخرى جانبية وعديدة وقد يتسع الأمر معك كونك مهتم ومؤمن بما تسعى إليه من هدف ورؤية مختلفة، لذلك تجد أن كل ما يحدث مع أى فكرة هو محاولة استلهام الحلول لها والوصول إلى نتائج عملية.

فكل ما عليك أن توجه تأملك بتعمق إلى الفكرة الوليدة واستشعار اللحظة الراهنة التى تملكها فى حينها، واختيار المكان المناسب لها، ومحاولة النظر لها من زوايا ورؤى مختلفة، وأتح لنفسك ما يحقق لك الصفاء الذهنى والتركيز والإدراك ويشعل بداخلك الرغبة الجامحة فى دراسة أدق التفاصيل التى تزيد من كفاءة فكرتك لتجدها شيئا عظيما فيما بعد.

أعد تجميع وترتيب الأفكار بطريقة جديدة ومبتكرة بغض النظر إلى مدى غرابتها فى البداية، وغير من نظرتك السطحية للأمور والأشياء وأعد اكتشاف ما وراءها من أسرار وخيرات لتترك أثرا رائعا فى حياتك.





مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة