دعا الرئيس أنور السادات وزير الدفاع السوفيتى المارشال "جريتشكو" إلى زيارة القاهرة، ورتب بنفسه تفاصيل الزيارة لكى يكون لقاؤه حارا به.
ودعا "السادات" المارشال "جريتشكو" إلى منزله فى الساعة السابعة مساء، قبل أن يتوجه إلى حفل عشاء أقامه له الفريق محمد أحمد صادق، وزير الحربية، فى نادى الضباط بـ"الزمالك"، لكن "المارشال" لم يصل إلى النادى قبل الساعة الحادية عشرة مساء، حيث أصر "السادات" إمعانا فى إظهار حفاوته على استبقائه، وغنت له إحدى بناته أغنية عن "ليالى موسكو" تعلمتها حينما كانت تحضر معسكرا للشباب فى الاتحاد السوفيتى، ووصل "المارشال" إلى نادى الضباط سعيدا مبتهجا بالود الذى أظهره له الرئيس السادات، ويحكى هذه القصة الكاتب الصحفى محمد حسنين هيكل فى كتابه "خريف الغضب" كدلالة على حرص السادات على إظهار متانة علاقته مع "السوفيت"، وهو ما يتناقض مع الحالة التى ظهر عليها "فى مثل هذا اليوم" 8 يوليو 1972" حين أعلن قراره الشهير بطرد الخبراء السوفيت من مصر.
كان عددهم نحو 20 ألف خبير جاءوا فى مرحلة حرب الاستنزاف لتدريب الجيش المصرى على أسلحته السوفيتية الجديدة التى طلبها جمال عبد الناصر بعد نكسة 5 يونيو 1967، استعدادا لخوض معركة تحرير الأرض فى 6 أكتوبر 1973، وذلك فى سياق عمق العلاقات بين البلدين فى خمسينيات وستينيات من القرن الماضى، وشهدت تقديم العون السوفيتى فى بناء السد العالى ومئات المصانع أبرزها مصنع الحديد والصلب فى حلوان.
فى كتاب "ذات يوم فى مصر" الصادر عن المركز القومى للترجمة، ويتضمن شهادة عدد من الخبراء السوفيت الذين كانوا فى مصر وشملهم القرار، يكشف السفير السوفيتى وقتئذ "ف.م. فينوجرادوف"، استدعاء السادات له ليعلن وبدون إبداء مبررات وبعصبية شديدة الاستغناء تماما عن خدمات العسكريين السوفيت، ويقول: "هذه قصة دراماتيكية ومشوقة، مفاتيحها موجودة فى اتصالات السادات بأمريكا، وأدى هذا القرار لتهليل قيادات أمريكا وإسرائيل".
يضيف السفير السوفيتى أن القيادة السوفيتية اعتبرت قرار السادات واجب التنفيذ، وغادرت كل القوات العسكرية السوفيتية مصر بانتظام فى خلال أسبوع، وكانت هناك مشاهد مؤثرة عندما لم يخجل الكثير من الجنود والضباط المصريين، فبكوا وهم يفترقون عن معلميهم وأصدقائهم السوفيت.
بالرغم مما يقوله السفير السوفيتى بأن "مفاتيح القرار موجودة فى اتصالات السادات بأمريكا"، إلا أن الحدث كان مفاجئا لـ"أمريكا والغرب" والشاهد ما يقوله السفير نفسه: "زارنى السفير الإنجليزى للتأكد من حقيقة مغادرة العسكريين السوفيت لمصر، وعندما سمع تأكيدى لذلك قال: "قبل ذلك كنا نجتهد لحل أزمة العرب وإسرائيل بسرعة حتى يخرج العسكريون السوفيت من الشرق الأوسط".
وعن ذلك أيضا، يقول هيكل إن السادات تصور أنه بمجرد إعلانه قراره فإن الأمريكيين سيكونون سعداء لدرجة تجعلهم يستجيبون لأى شىء يطلبه، وكانت حساباته خاطئة، وكما قال هنرى كيسنجر، وزير الخارجية الأمريكية، وقتئذ: "لماذا لم يقل لنا ما كان ينوى أن يفعله؟، ربما لو قال لنا لكنا قدمنا له شيئا فى مقابله".
سعيد الشحات يكتب: ذات يوم 8 يوليو 1972.. السادات يطرد الخبراء السوفيت بعد شهرين من غناء ابنته أغنية "ليالى موسكو" أمام وزير الدفاع السوفيتى
الثلاثاء، 08 يوليو 2014 08:54 ص
السادات
اضف تعليق
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة
عدد الردود 0
بواسطة:
أحمد شاكر
إتقى الله
عدد الردود 0
بواسطة:
Mohamed Italy
رحم الله شهيد الامه
عدد الردود 0
بواسطة:
مصرى
السادات رجع سيناء وضيع مصر
فوق
عدد الردود 0
بواسطة:
محمد
وفى ناس مصدقه اعلام مبارك عن الدهاء والعبقريه
فوق
عدد الردود 0
بواسطة:
عادل سمير
مبارك والسادات
مبارك امتداد للسادات
عدد الردود 0
بواسطة:
محمود
الحقيقه
عدد الردود 0
بواسطة:
خالد
طرد الخبراء الروس وايضا سياساته نتج عنها قطيعة العالم العربى لمصر
فوق
عدد الردود 0
بواسطة:
اسامه
والفلول اى حد ضد السادات بيقولوا عليه ناصرى رغم ان الشعب المصرى لم يخرج فى جنازته
فوق
عدد الردود 0
بواسطة:
سالم
السادات خير إختيار لعبد الناصر
عدد الردود 0
بواسطة:
سيدة من مصر
السادات كان يشتغل لمصر ولمصلحة مصر فقط دون غيرها