رمضان قبل الفطار " نقرة" وبعده "نقرة" تانية خالص.. الملابس والسلوكيات والمواد التليفزيونية قبل الإفطار تختلف تماما بعد المدفع.. طبيبة نفسية: المصرى يميل للحرية ومتدين مما يجعله يمارس سلوكيات متناقضة

الثلاثاء، 08 يوليو 2014 01:24 م
رمضان قبل الفطار " نقرة" وبعده "نقرة" تانية خالص.. الملابس والسلوكيات والمواد التليفزيونية قبل الإفطار تختلف تماما بعد المدفع.. طبيبة نفسية: المصرى يميل للحرية ومتدين مما يجعله يمارس سلوكيات متناقضة صورة أرشيفية
كتبت - جهاد الدينارى

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
«ساعة لقلبك وساعة لربك» خرجت هذه الجملة عن كونها مجرد نصيحة يتداولها البعض، إلى ما هو أكبر، فتحولت إلى نهج عاش عليه المصريون حياتهم، فنحن شعب يجمع بين متناقضين «التدين وحب الحياة والحرية» فى نفس الوقت، مما يستدعى المفارقات الكوميدية دون قصد.

يأتى رمضان ليظهر هذا التناقض وتتجلى به المفارقات فى تغيير السلوك العام قبل الإفطار وبعده، فيلتزم معظم المصريين بالتعاليم الدينية الصارمة أثناء ساعات ما قبل الإفطار، وبمجرد ارتفاع أصواتa الأذان وإطلاق المدافع يرفعون شعار «لا تسألنى من أنا».
فمعظم الأحوال والأفعال تتبدل إلى النقيض تماما، كالعلاقة العاطفية بين المخطوبين والأزواج، المظهر العام للفتيات، وسلوك الشباب فى الشوارع، وحتى نوعية المواد التليفزيونية والنزهات التى يقبل عليها الناس، كلها أشياء تتغير يوميا فى شكل دورى ثابت قبل الإفطار وبعده، وفيما يلى استعراض لبعض المشاهد التى ترصد هذا التغير الذى يختزل الكوميديا وخفة ظل الشعب المصرى بداخله.

لوك رمضان.. البنات الصبح خليجى وبالليل لبنانى ولكل مقام مقال
معظم البنات فى مصر يتغير مظهرهن العام بتغير الساعة البيولوجية فى رمضان، فقبل الإفطار لا داعى للماكياج والتبرج والملابس الضيقة والحجاب هو الحل، محاولات الالتزام بالطقوس الدينية التى تتلاءم مع الصيام، وهنا يسيطر اللوك الخليجى على الأجواء، من العباءات والتنانير الواسعة ولا مانع من الحجاب، حتى تأتى لحظة الإفطار ويحين موعد اتباع موضة لبنان، فيحل الجينز والبادى محل العباءة، ويذهب الحجاب مع الريح والماكياج «عبى له واديله».

«المرتبطين».. قبل الإفطار لا وقت للحب وبعده يحلى الهزار والفرفشة
«يا تحب يا تصوم» الحب فى رمضان له أوقاته، فغالبا ما يتخذ المرتبطون سواء المخطوبين أو المتزوجين أو اللذين تجمع بينهما أى علاقة عاطفية قرار الابتعاد عن بعضهما بالصباح أثناء ساعات الصوم حتى لا يفسدا على أنفسهما صومهما، حتى تأتيهما لحظة الإفطار، وتبدأ مكالمات التليفون العاطفية والكلمات العذبة واللقاءات الغرامية حتى يأتى أذان الفجر وتعاد الكرة مرة أخرى.

شيزوفرانيا التليفزيون.. من الشعراوى لصوفينار والسماحة محلها القلب
حتى التليفزيون والقنوات الفضائية لم تسلم من هذه التناقضات والمفارقات فى رمضان، فالبرنامج العام لكل قناة يختلف تماما بين الصباح والمساء، وعلى هذا الأساس فالاحتفال بالشهر الكريم قبل الإفطار لا يعنى سوى البرامج الدينية والاجتماعية وسرد فصول من القرآن الكريم، وللأطفال نصيب الأسد من المسلسلات والأفلام الكرتونية، وتكتمل الصورة ببرامج الطبخ والاقتصاد المنزلى، وبمجرد إطلاق الأذان تبدأ نافورة الأغانى والرقص والسباب فى المسلسلات والبرامج.

الخروج.. قبل الإفطار من البيت للشغل.. وبعده اجرى يا مجدى
فى نفس السياق تقريبا تأتى نوعية النزهات فى رمضان فى تناقض تام بين ساعات الصيام والالتزام المطلق ولا بديل آخر لها، حتى تأتى اللحظة التى طال انتظارها وينطلق المدفع وينطلق معه الناس فى الشوارع إلى الكافيهات والمطاعم والأماكن السياحية، وإقامة دورات الكرة الرمضانية والسهر حتى موعد السحور على نغمات الموسيقى ورقص التنورة.
المعاكسات.. صباحا اللهم إنى صايم.. وابقى تعالى بالليل وأنا أوريك الويل
«اللهم إنى صايم» هى المعاكسة الموحدة طوال فترات الصيام، فعندما يرى الشاب المصرى فتاة جميلة بالشارع يقع فى حيرة بين الالتزام بضميره المهنى وتخصصه فى «مرازية» خلق الله، وبين الالتزام بصيامه الذى سيضيع هدرا إذا تلفظ بكلمات خارجة، فيقرر أن يحسم هذا الصراع بهذه الجملة على سبيل الوسطية، حتى يأتى الإفطار ويتخلص من وسطيته لتعود كلمات المعاكسة الخارجة المعتادة.

وتعلق الدكتورة «شيماء عرفة» أخصائى الطب النفسى على السلوك المتغير لدى المصريين بين ساعات ما قبل الإفطار وبعده مؤكدة على أن الشعب المصرى متدين بطبعه ومحب للحياة فى آن واحد، مما جعل رمضان مناخا صالحا لمثل هذه المفارقات خفيفة الظل وغير المقصودة، على اعتبار أنه شهر له قدسيته وطقوسه الدينية الوقورة والاحتفالية المبهجة فى الوقت ذاته.

وتضيف: «دائما ما نريد أن نلتزم بسلوك يناسب الأجواء الرمضانية من ارتداء الملابس الفضفاضة الحشمة بالنسبة للفتيات والابتعاد قدر الإمكان عن المعاكسات والمضايقات وغض البصر بالنسبة للشباب، ومحاولة متابعة البرامج الدينية والاستقرار بالمنزل، وحتى المرتبطين سواء المخطوبين أو المتزوجين غالبا ما يحاولون الابتعاد عن بعضهما حتى لا تصدر منهما أفعال أو كلمات قد تضر بصيامهما أو تفسده».

وتتابع: «ولكن غالبا ما تأتى شخصية المصرى التى تتسم بحب الحياة لتسيطر على الأمر فى اللحظة الأخيرة، وتعطى له الحجج لممارسة حياته الطبيعية بعد الإفطار، ليرجع عن هذا السلوك بشكل مغاير تماما كنتيجة طبيعية لكبتها المفاجئ وغير المدرج طوال فترات الصيام، ويصبغ كل هذه التغيرات بطابعه الكوميدى الساخر مما يقلل من حدة الأمر على المستوى الظاهرى والنفسى».





مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة