خلال 10 أيام فقط عدل تنظيم "الدولة الاسلامية فى العراق والشام" المعروف اختصارا بـ "داعش" اسمه إلى "الدولة الإسلامية"، ونصب أميره أبو بكر البغدادى، أو إبراهيم السامرائى خليفة للمسلمين، فيما أعلن الناطق باسمه أبو محمد العدنانى إسقاط حدود سايكس بيكو التى استقرت بين الدول العربية لنحو أكثر من 100 عام.
" الحمد لله نحن اليوم سعداء لأننا نشارك فى إسقاط الحدود التى وضعتها الطواغيت، منعا لانتقال المسلمين لأراضيهم لقد مزق الطواغيت الخلافة الإسلامية، وجعلوها دولا مثل سوريا والعراق تحكم بقوانينهم الوضعية".. هكذا عبر ببساطة الناطق باسم داعش عن طموحات والتنظيم، ولم ينس أن يظهر فى نهاية التسجيل المرئى، وهو يشارك مع مجموعة من أنصاره، فى تحطيم جزء من الحاجز الحدودى بين العراق وسوريا، وهو الأمر الذى دعا عدد من الخبراء إلى التحذير مما اعتبروه مخططا يهدف لإعادة تقسيم المنطقة من خلال استغلال ما سموه بحالة "اللادولة"، وفراغ المؤسسات التى تعانى منها عدد من الدول العربية".
الدكتور وحيد عبد المجيد رئيس تحرير مجلة السياسة الدولية، قال إن هناك محاولات لتفتيت المنطقة العربية من جديد، إلا أن هناك عوامل ستحول هذا التفكك فى المنطقة، ولن تسمح بتغيير الخريطة.
وأضاف "عبد المجيد"، فى تصريحات خاصة لـ"اليوم السابع"، أن العامل الأول يكمن فى عدم سماح القوى الخارجية العظمى بالتقسيم، لأنه ليس من مصلحتها الآن أن يكون هناك تفكك وتقسيم فى المنطقة، لأنها تريد الحفاظ على الشكل الموجود، لافتا إلى أنه عندما لوح زعيم إقليم كوردستان برزانى باستقلال الإقليم طالبته الولايات المتحدة الأمريكية بالتراجع عن هذا القرار.
وأوضح أن درجة التفكك الموجودة فى المنطقة العربية، يحافظ على الخريطة الحالية، مشيرا إلى أن هناك مفارقة غربية تتمثل فى أنه كلما زادت درجة التفكك فى المنطقة كلما صعب تقسيمها، وأن هذا التفكك والتفتت يصعب على أى كيان جديد أى يظهر على الساحة.
وأشار عبد المجيد إلى أن ما يحدث فى العراق سوف يستمر لسنوات طويلة على غرار ما يحدث فى سوريا، لافتا إلى أنها حرب أهلية ممتدة فى دولة العراق.
من ناحيته أكد عمرو هاشم ربيع الخبير بمركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية، أن هناك فارقا بين اتفاقية سايكس بيكو التى تمت بين دول استعمارية كبرى، وبين ما يجرى الآن، حيث أشار إلى أن الوضع الحالى يمكن توصيفه بأنه انتشار للأصوات العنيفة التكفيرية التى تسعى لتقسيم المنطقة، اعتمادًا على فكرة "اللا دولة".
وأضاف: "الولايات المتحدة الأمريكية هى المسئولة عن حالة اللادولة التى تعانى منها عدد من الدول العربية، بسبب عملها على إضعاف مؤسسات الدولة، وهو الأمر الذى أوجد مناخًا خصبًا لعمل التنظيمات التكفيرية"، محذرا مما سماه بالمستقبل الخطير الذى ستعانى منه المنطقة، خلال الفترة المقبلة، لكنه أوضح فى الوقت ذاته أن دولةً مثل مصر ليس بيدها شىء لفعله، نظرًا لانكفائها على الوضع الداخلى.
وفى الأثناء، أكد اللواء مختار قنديل الخبير الاستراتيجى أن هناك محاولات من دول كبرى لإعادة سيناريو سايكس بيكو فى المنطقة من جديد، مشيرا إلى أن الدول المحيطة بالدول العربية مثل إيران وتركيا وإسرائيل، ومن وراءهم الولايات المتحدة الأمريكية يقومون بمحاولات لإعادة تقسيم المنطقة من جديد.
وأضاف قنديل، فى تصريحات خاصة لـ"اليوم السابع"، أن تقسيم السودان كان أمرا متوقعا، وما يحدث فى العراق وليبيا ليس بعيدا عن محاولات لإعادة تقسيم المنطقة مرة أخرى، لافتا إلى أن كلا من تركيا وإيران من مصلحتهما تفتيت العراق، كما أن المنطقة بها توتر كبير، حيث تنشر السعودية 30 ألف جندى على حدودها لمنع دخول داعش إليها، وكذلك توتر فى الأردن مما يحدث فى العراق.
وأشار الخبير الاستراتيجى إلى أهمية وجود نوايا عربية للتجمع والتوحد، مثل أن تجتمع كل من مصر والسعودية والأردن والجزائر، وعدد من الدول العربية، ويدعون لاجتماع عربى مصغر يخرجون منه بتوصيات تمنع تفتت المنطقة العربية.
وأكد اللواء سامح سيف اليزل الخبير الأمنى والاستراتيجى أن هناك قوى دولية وإقليمية تريد إعادة تقسيم المنطقة، تريد ما يشبه "سايكس بيكو" من خلال تنفيذ مخطط الشرق الأوسط الجديد الذى تطور إلى الشرق الأوسط الكبير فى تسعينيات القرن الماضى.
وأضاف اليزل، فى تصريحات خاصة لـ"اليوم السابع"، أن هذا المخطط يجرى على أرض الواقع بشكل متسارع، محذرا من هذا المخطط وضرورة مواجهته بقوة.
موضوعات متعلقة..
مستخدمو "تويتر" يتداولون صورة لـ"داعش" تدمر التماثيل الأشورية بالعراق
داعش تقتل 15 قرويا عراقيا شمال بغداد
"داعش" تقتل مسلحين فى الفلوجة لرفضهم بيعة البغدادى
"خلافة داعش" تجدد المخاوف من "سايكس بيكو" جديدة.. سيف اليزل: مخطط الشرق الأوسط الكبير يجرى تنفيذه الآن.. عمرو هاشم ربيع: تنظيمات العنف استغلت حالة اللا دولة التى صنعتها أمريكا فى العراق وسوريا
الثلاثاء، 08 يوليو 2014 02:43 م
الخبير الأمنى اللواء سامح سيف اليزل
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة