اليوم الذكرى الـ42 لانتصارات أكتوبر المجيدة، وهناك أبطال ضحوا بدمائهم لتحقيق النصر، وعبروا بأرواحهم قبل أجسادهم قناة السويس، والتى لا تزال شاهدة على هذه البطولات، ومن بين الآلاف من شهداء حرب العبور، الشهيد الحى عبد الجواد مسعد سويلم المولود يوم 26 إبريل 1947 بعزبة أبو عمر مركز أبو صوير محافظة الإسماعيلية، لأب يعمل فى قوات السواحل، والتى سميت حرس الحدود فيما بعد، تفتحت عيناه على عساكر القوات الإنجليزية يجوبون مدن القناة، ومدينته الصغيرة حيث كانت أبو صوير مقرًا لأكبر قاعدة جوية للإنجليز فى الشرق الأوسط، وفى يوم حاسم من أيام عام 1951 استيقظ فيه الطفل عبد الجواد على صرخات أهل قريته المتجمهرين أمام منزل جاره الشيخ محمد أبو بركات، نجار القرية، وجثة الشيخ ملقاة وتحتها بقعة كبيرة من الدماء بعد أن صوب ضابط إنجليزى رصاصاته إلى رأس الشيخ المتهم بعلاقته بالفدائيين من هنا بدأت حكاية البطل عبد الجواد.
يقول: "ظلت هذة الحادثة تؤرقنى كثيرًا وعندما وصل عمرى الى سن التجنيد قررت الالتحاق بالقوات المسلحة وبالفعل التحقت بسلاح الصاعقة بعد أن تم إلحاقى بسلاح الحرس الجمهورى وكان لى أخ غير شقيق بالقوات المسلحة شكيت له إننى لا أريد سلاح الحرس وأتمنى الالتحاق بالصاعقة، وبالفعل تحققت أمنيتى بالالتحاق بسلاح الصاعقة، وتم تدريبى تدريبًا شاقًا كنت أجهز نفسى للشهادة فى سبيل الوطن.
وتابع البطل عبد الجواد مسعد اشتركت فى معارك الاستنزاف التى بدأت فى 1 يوليو عام 1967 واستمرت حتى 7 أغسطس عام 1970 فى 18 عملية عبور داخل وخلف خطوط القوات الإسرائيلية، وتمكنت من تدمير 16 دبابة، و11 مدرعة، و2 بلدوزر، و2 عربة جيب، وأتوبيس، كل هذا بمفردى، كما شاركت رفاقى الأبطال فى تدمير 6 طائرات إسرائيلية خلال هجومهم على مطار المليز.
وأصبت بصاروخ إسرائيلي، ونتج عنة بتر ساقى اليمنى واليسرى وساعدى الأيمن، وفقدت عينى اليمنى، بالإضافة لجرح كبير غائر بالظهر.
ويضيف: "من الله على بخمس زملاء فى الميدان حملونى إلى مستشفى جنوب بورسعيد بعد دفن أطرافى بمقابر الشهداء بورسعيد ثم انتقلت بطائرة عسكرية إلى مستشفى القوات المسلحة وأنا فى غيبوبة تامة، وبعد أيام قليلة زارنى الرئيس الراحل جمال عبد الناصر وأنا ملقى على بطنى لإصابتى الخطيرة فى الظهر وملفوف فى أطنان من القطن والشاش، سألنى الزعيم عبد الناصر عما احتاجه فقلت أريد العودة للميدان فنظر إلى الفريق محمد فوزى وزير الدفاع وقتها وكادت تدمع عيناه، وقال للفريق فوزى ما دامت هذه الروح موجودة سننتصر يا فوزى".
وبعد تركيب الأطراف الصناعية رفضت الخروج من الخدمة العسكرية، وواصلت الكفاح وشاركت فى معارك أكتوبر 1973، وأنا الجندى المصرى الوحيد الذى نال شرف التكريم من رؤساء جمهورية مصر العربية جمال عبد الناصر ومحمد أنور السادات ومحمد حسنى مبارك، وأيضًا الجندى الوحيد على مستوى العالم الذى قاتل وهو مصاب بنسبة عجز 90 %.
ويقول الشهيد الحى البطل عبد الجواد: "لى مطلب واحد من الرئيس عبد الفتاح السيسى أن أدفن مع أشلائى وأصدقائى بمقبرة شهداء الصاعقة، فأخشى أن أموت ويدفن نصف جسدى فى مكان بينما نصفى الآخر بين الشهداء من جنود الحرب".
عبد الجواد مسعد هو بطل أسطورى، أكد أنه شارك مع جنود الصاعقة أثناء العبور وكان فخورًا بوجوده وسط هؤلاء الأبطال من الجنود المصريين، لكن الله منحه عمرًا جديدًا بعد إصابته البالغة وفقده لأطرافه ليكون هو بالفعل الشهيد الحى، فقد كرمته القوات المسلحة وحصل على ثلاثة أنواط شجاعة منحة عبدالناصر نوط الشجاعة ومنحة السادات نوطين.
وحتى الآن ورغم مرور كل هذه السنوات يقوم عبد الجواد بإلقاء محاضرات للجنود وتستضيفه نوادى الشباب وقصور الثقافة ليحكى عن تجربته البطولية.
ويطالب الشهيد الحى الشباب المصرى بالحفاظ على القوات المسلحة الدرع الواقية للدولة والابتعاد عن السخرية من الجيش لأنه حائط الصد الأخير للمصريين ويدعو للتكاتف مع الرئيس السيسى لخروج بمصر من أزمتها الاقتصادية والعودة الى صدارة الأمة العربية لتقود دفة التحرر والدفاع عن الوطن العربى بأكمله.
وما زال البطل عبد الجواد مسعد يعيش وسط أبنائه وأحفادة بمدينة أبو صوير فخورًا بما قدمه لمصر ولم يطلب شيئًا لنفسه ولا أهله من أى مسئول، هى عزة النفس التى تربى عليها كجندى من جنود القوات المسلحة المصرية.
بالصور.. عبد الجواد مسعد أحد أعظم أبطال حرب العبور فى 73.. لقب بالشهيد الحى بعد بتر ساقيه ويده اليمنى فى حرب الاستنزاف.. كرمه ناصر والسادات ومبارك.. ويطالب السيسى بدفنه مع أشلائه بمقابر شهداء الصاعقة
الثلاثاء، 08 يوليو 2014 05:30 م
الشهيد الحى عبد الجواد مسعد
اضف تعليق
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة
عدد الردود 0
بواسطة:
علاء جمال على
راجلمن زمن رجاله