اللواء محسن الفحام يكتب: نعم هناك تقصير.. ولكن!!

الثلاثاء، 08 يوليو 2014 08:03 م
اللواء محسن الفحام يكتب: نعم هناك تقصير.. ولكن!! تفجيرات الاتحادية

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
الآن وبعد أن تسابقت جميع وسائل الإعلام بمختلف توجهاتها والعديد من الخبراء والمتخصصين وغير المتخصصين فى تناول حادث تفجيرات قصر الاتحادية واستشهاد كل من العقيد أحمد أمين عشماوى والمقدم محمد أحمد لطفى أثناء تعاملهما مع العبوات الناسفه التى تم وضعها بمحيط قصر الاتحادية. متهمين الشهيدين بالرعونة والتراخى.. ووزارة الداخلية بالتسيب وعدم الاهتمام والترهل الأمنى، أجد أنه لزامًا على أحد أبناء هذه الوزارة وتلك المنظومة أن أتناول هذا الموضوع بشىء من الموضوعية والتعقل والبحث عن كيفية عدم تكراره مستقبلاً.

وأعتقد أن ذلك هو هدف كل من يهمه هذا الوطن فى هذه المرحلة العصيبة.

لابد من الإشارة أولاً إلى أن الشهيد أحمد أمين عشماوى نجح فى تفكيك وإبطال 79 عبوة ناسفة خلال الشهرين الماضيين.

كما نجح الشهيد محمد أحمد لطفى فى إبطال 56 عبوة أخرى فى نفس تلك الفترة، ناهيك عن قيامهما بفحص المئات بل الآلاف من البلاغات السلبية عن وجود متفجرات فى مواقع مختلفة ما سبب لهما ولزملائهما إرهاقًا ذهنيًا وبدنيًا حيث يعملون فى ظروف عصيبة وعلى مدى اليوم دون كلل إلا أنه من المعروف أن التعامل مع المواد المتفجرة والناسفة يحتاج إلى ثبات انفعالى وهدوء أعصاب وتركيز شديد لأن النتيجة المحتمة فى هذا التعامل إما إبطال العبوة وإما الشهادة.

إن المعركة التى نحن بصددها هى معركة العبوات الناسفة والمواد المتفجرة حيث يتفنن المأجورون والخونة فى الاستعانة بأعلى التقنيات العلمية لتحقيق أكبر قدر من الخسائر فى الأرواح والممتلكات، فأحيانًا يتم التفجير عن بعد أو من خلال عدة دوائر كهربائية فى ذات العبوة بحيث تنفجر عند أى اهتزاز أو عند فصل دائرة من هذه الدائرة، إلى غير ذلك من الوسائل المتطورة وهو الأمر الذى يجب أن يكون محل تطور موازٍ من قبل الأجهزة الأمنية خاصة العاملين فى هذا المجال، فالمؤشرات تقول إن القادم قد يكون أخطر وأصعب من الحاضر فى هذا الإطار.

إن الوزارة لديها إمكانات كبيرة من المعدات المتطورة للتعامل مع تلك المتفجرات منها مدافع المياه والإنسان الآلى والبدل المصفحة والبوتقات المصفحة بالإضافة إلى أجهزة التفجير عن بعد إلا أنه مع كثرة البلاغات الوهمية والشراك الخداعية أهمل بعض الضباط فى الاستعانة بتلك الأجهزة وذلك بغرض الإسراع فى عمليات الانتقال والفحص والتعامل لبث الطمأنينة فى نفوس المواطنين الأبرياء وبالرغم من سمو تلك الغاية إلا أن هذا الإهمال تسبب فى تلك المأساة وفقدان اثنين من أغلى رجال الشرطة.. ومن هنا إننى أناشد الضباط العاملين فى هذا المجال توخى أعلى درجات الحيطة والحذر فى التعامل مع تلك البلاغات أيًا ما كان درجة الشك فى عدم جديتها.
إن هناك العديد من الضباط الحاصلين على دورات متطورة على أعلى مستوى فى مجال التعامل مع المفرقعات قد تم نقلهم إلى مواقع أخرى أو إلى محافظات أقل تعرضًا لمثل هذه العمليات الخسيسة وهو الأمر الذى أجهض هذا القطاع من بعض كوادره وهو ما يجب أن يتم تداركه فى أسرع وقت دون النظر إلى الفترات البينية التى يجب أن يقضيها الضابط المتخصص فى هذا المجال فى محافظات أو قطاعات أخرى.

كما لوحظ وجود تقليص فى الدورات المتخصصة فى هذا المجال خلال الفترة السابقة والاكتفاء بالدورات المحلية، وقد يكون ذلك مرجعه إلى اهتمام الوزارة بتكثيف التواجد الأمنى للضباط العاملين فى هذا المجال خلال هذه المرحلة الحساسة التى تمر بها البلاد.. وفى هذا الصدد اذكر إننى شخصيًا حصلت على دورة فى مجال التعامل مع المتفجرات بالولايات المتحدة الأمريكية استمرت لمدة شهرين كاملين وكان معى مجموعة من خيرة ضباط الشرطة النابهين فى هذا المجال وأتمنى من مسئولالوزارة الاستعانة بهم فى هذا الوقت العصيب إذا كان قد تم نقلهم إلى مواقع أو محافظات أخرى.


أناشد الإعلام عدم تناول هذا الحادث بمنظور سلبى محض، بل إنه يجب الإشارة والإشادة بالإنجازات التى يحققها ضباط المفرقعات الذين يتعرضون عند فحص كل بلاغ للاستشهاد، ولابد من إعادة النظر فى التناول الإعلامى لهذا الموضوع بالذات لأن اهتزاز ثقة الضابط فى نفسه وهو يفحص أى بلاغ من هذا النوع قد يعرض حياته للخطر.. لابد من بث الثقة فى نفوسهم ومعاونتهم فى أداء عملهم فالإعلام وسيلة ورسالة، والقادم أهم وأخطر، ولابد من أن نتكاتف معهم لمؤازرتهم وتشجيعهم على أداء عملهم.

لن أتناول ما حدث عند قصر الاتحادية بالتحليل أو النقد فالواضح للجميع أن هناك قصورًا ورعونة فى التعامل مع هذا الحدث، إلا أن هناك أخطاء مشتركة بين العديد من الإدارات التى تعاملت مع هذا الحدث سواء بالنسبة للاهتمام بالمعلومات المسبقة، أو التأمين والتمشيط والاشتباهات فى المترددين على تلك المنطقة فى أوقات متأخرة من الليل إلى أخره من الإجراءات التى كان من الواجب اتخاذها وعدم تحميل ذلك على الشهيدين فقط وإنما أجد أنه من واجبى وواجب كل مصرى غيور على وطنه أن يشد على يد كل ضابط شرطة يعمل فى هذا المجال، وأدعو هؤلاء الرجال ألا يفقدوا الثقة فى الله وفى أنفسهم وفى قياداتهم وأن يعلموا أن هناك أهدافًا أخرى أكبر وأخطر من نتائج تلك العمليات الخسيسة لعل أهمها أحداث وقيعة داخل أسرة جهاز الشرطة وفقدان الثقة بين أفرادها وزرع الخوف بين أبناء هذا الجهاز العتيد وهو لن يتحقق بأذن الله.. وأخيرًا أدعوا الله أن يحفظ البلاد والعباد من أعداء الخير والسلام.





مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة