فهم فوائد الصيام والحكمة منه يشجع الأطفال على حب الشهر الفضيل.. التدرج فى أوقات الصيام وربطه بالهدايا فى النهاية يحقق الصيام الكامل مبكرا .. وخبيرة تغذية: الطعام الصحى يقلل مشقة الصوم على الصغار

"زمان وأنا صغير كنت فاكر إنى لو ما صحيتش أتسحر، عادى ممكن أتسحر الصبح وأكمل صيام"، "وأنا صغيرة كان فى دماغى أن اللى يصوم لحد الظهر له ثواب صغير، واللى يصوم لحد العصر ياخد أكتر شوية وهكذا"، و"أنا صغير كنت فاكر أن صوم رمضان سنّة مش فرض".. أفكار مضحكة وطريفة عن رمضان اشتركنا فيها جميعًا فى طفولتنا ولكنها فى النهاية تدل على جهل الأطفال بالكثير عن هذا الشهر الكريم، حيث يقتصر الشهر عند البعض على الأكلات الرمضانية والفوانيس والزينات، فكيف نساعد أطفالنا فى فهم شعائر وأحكام هذا الشهر بما يتفق مع قدرتهم على الاستيعاب؟ وكيف نجعلهم يحبون الصوم رغم مشاقة ونخفف متابعه عنهم؟

تجيب الأخصائية الاجتماعية "زينب محمد" عن هذا السؤال المحير، وتقول "يجب أن نتحدث معهم بطريقة عقلانية، ونشرح لهم أن هناك أمراضا تصيب الإنسان من كثرة الأكل، وأننا نأكل طول السنة، ولأن ربنا رحيم بنا ويحبنا فرض علينا الصوم فى شهر رمضان كهدية يطهرنا بها بدنيًا من أية أمراض أو سموم، كما يطهر روحنا ويذكرنا به وبرحمته وكرمه وفضله، بعدها نشرح لهم الحكمة الاجتماعية من شهر رمضان، وهى أن نشعر بالفقراء معدومى الدخل الذين يعانون الجوع طوال العام".

تضيف "يجب كذلك أن نشرح لهم أن أى عمل خير نؤديه فى رمضان ثوابه يكون مضاعف وأن الدعاء خلاله مستجاب، ونجعلهم يدعون الله بشىء يتمنونه مثل لعبة معينة أو زيارة لشخص أو مكان، وينفذ الأب والأم أمنيتهم ويحققوا لهم طلبهم ليرسخوا الفكرة فى عقولهم".

تتابع "يمكن كذلك أن نحبب إليهم الصوم ونكافئهم عليه، من يصوم إلى الظهر له هدية يحبها، ومن يصوم إلى العصر نحضر له هدية أكبر وهكذا".

وقد تتسبب المشقة الكبيرة فى الصوم على الأطفال فى ارتباطه بذكرى سيئة عند الأطفال، وعدم ترحيبهم به، لذا يجب على الأم أن تحرص على تقليل هذه المشقة من خلال عادات غذائية سليمة تقلل شعورهم بالجوع والعطش أو أية متاعب أخرى، وتقول أخصائية التغذية العلاجية "حنان حلمى" "على الأم أن تتبع عدة خطوات، أهمها أن تجعل السحور خاليًا من النشويات، كالخبز الأبيض مثلاً تستبدله بخبز الشوفان، وتقلل نسبة الملح والأطعمة المالحة مثل المخللات والصلصات خاصة فى وجبة السحور، لتقليل الشعور بالعطش".

تضيف "يجب أن تحرص الأم على أن يتناول أطفالها وجبة السحور، لأنها سنة من النبى (ص) ولأهميتها فى إمداد الجسم بالطاقة والمحافظة على مستوى ثابت من سكر الدم، ويجب كذلك أن تمنع الأطفال من الإكثار من المشروبات الغازية فى وجبة الإفطار لأنها تقلل من كفاءة الهضم، وتستبدل العصائر الصناعى بالفاكهة الطبيعة مع الإكثار من تناول الخضراوات.

وفى الإفطار، تتجنب الأطعمة المقلية قدر الإمكان وتركز أكثر على المشويات أو الأطعمة المطهية بأى طريقة غير القلى، وتمنع الأطفال من شرب الماء البارد على معدة خالية لأنه يسبب تقلصات المعدة، وتوصيهم بتناول الطعام ببطء مع الحرص على المضغ جيدًا، وشرب كمية كافية من الماء بعد الإفطار".