علا عمر

على كنبة الموتى"1"

الأحد، 06 يوليو 2014 11:04 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
من هناك من على الكنبة الحمراء الطويلة، الكنبة تبدو كقطار طويل، هادئ لا يشتعل ولا يصطدم بقطار آخر لأنه آخر قطار يتحرك إلى هنا فلا يوجد محطات بعدها ولا يوجد قطارات أخرى محملة بأحياء، لا أستطيع أن أحدد ملمس الكنبة لكنها مريحة تحتفظ بأرقام، ومقاعد شاغرة، وأماكن فارغة لا يخطأ الموتى أماكنهم ..

قاموا باستقبالى كمن خرج للتو من مباراة كرة قدم غالب فريق دولة أخرى فى نهائى كأس العالم، استقبالى المشروط، أن استمتع بدوش ساخن بمياه يعتبرها الموتى أنقى فى عالمهم المجهول لنا عندما كنا أحياء .. لا أستطيع أن أحدد إذا كان الماء ساخن أم بارد فالأموات لا يشعرون بالبرودة والسخونة ( كل ما قالوه دوش ساخن بماء نقى غير ملوث لم يحمل على سطحه أى اموات من قبل ولا يسبب أمراض ولا . نحن بالفعل فى المحطة الأخيرة) .

هنا على الكنبة الحمراء سأجلس تبدو مريحة امام شاشة كبيرة بحجم الفراغ لأشاهدكم منها، سأشاهد الشوارع التى فرحت وحزنت وتشردت بها، سأشاهد البلد الكبير الذى ولدت فيه ،أعلم الأماكن بدون خريطة وأحدد نقط أراها لا أشعر بسعادة أو تعاسة، أرى على شاشة الموتى مبانى وميادين ومدارس ومطاعم وباعة وبهوات، لكن على الكنبة ( كنبة الموتى ) الكل سواسية، فلا تتلاقى الأعين يتحدثون لكن لا ينظرون إلى بعضهم، هناك اطفال لا ينظرون أيضاً الكل وجهه إلى الشاشة ووجوه جامدة، غريبة قوانين هذه الكنبة وغريبة عادات الموتى علينا كأحياء ،فى عالم الموتى لا يوجد مقهورين، ولا مظاليم، ولا بؤساء، ولا أراضى محتلة، ولا قتلى محروقين، ولا أطفال حضنت حبات التراب أجسادهم الضئيلة وتركت كفوف صغيرة ملوثة بالدماء بجانب دُمى وعرائس عجوزة لكن غير مهشمة رؤوسها سليمة لتقرأ سيناريو الجريمة لكل عابر سبيل ولنا نحن الموتى على الكنبة أيضاً لنتعرف على أصدقائنا القادمين المنضمين الجدد، الشاشة التى أمامى منقسمة إلى قسمين جزء أبيض بنور (به أخيار، مازلوا يحتفظوا بوجوههم كل من أفاد العالم)، وجزء أسود محروق وكأن الشمس لم تره يسير فيه الأحياء بدون رؤوس تائهون يتزاحمون ويرى الموتى خط سيرهم وكأنه شريط فيديو، هنا على الكنبة فى رقمى الصحيح، ظهر هو على الشاشة، أعرفه هذا، لقد أحببته يوماً ما، مع أنى قد أحببت غيره ولكن هذا كان الأخير، سراً يخفى الأموات على الأحياء ما يرونه، وما يشاهدونه، وما يسمعونه وهذا قانون وجودى هنا ( الكتمان) سأحتفظ بجزء لنفسى سأروى ما رأيته على كنبة الموتى، لكن لن أخبركم فى أى جزء من الشاشة كان فى جزء الأخيار (الجزء الأبيض) أم فى الجزء (فى الجزء المظلم )
الموتى لا يأكلون ولا ينامون ولا ينظرون إلى بعضهم، الموتى يشاهدون، يفكرون ويتذكرون ويرسلوا أرواحهم إلى الأماكن والأحباء والأعداء ...من على كنبة الموتى تنطلق الأرواح وقتما تشاء تعبر البوابات والسجون، والأبواب والحراس كل ما صنعه الأحياء، كنبة الموتى لها قوانين (تحدثنا عن 1(الكتمان) 2( لا أحد يستطيع ترك مقعده بكنبة الموتى فقط تطير الأرواح سأعرفكم على البقية لاحقاً فإقامتنا هنا تبدو طويلة.







مشاركة




التعليقات 3

عدد الردود 0

بواسطة:

فهمى الأحمد

الرواية بها إسقاط واضح جدا

عدد الردود 0

بواسطة:

الشعب الاصيل

صحيح حزب الكنبه ولد ليموت لكن لم يمت على الكنبه لانه باعها ومات على البلاط ينتظر الفرج

بدون

عدد الردود 0

بواسطة:

الكونتيسة

علا ليه اختارت كنبة الموتى حمراء

اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة