هو اسم أطلقه الغرب على الثورات العربية والانتفاضات الشعبية التى شهدتها المنطقة فى تزامنٍ يدعو إلى الانتباه، ويشير إلى وجود «عقل مركزى» وراء ما جرى، لأن العرب الذين لم يتفقوا على أمور كثيرة، لا يمكن أن يتفقوا على توقيت الثورات، فهم مازالوا يختلفون على بدايات شهر الصيام! ولست أعنى بذلك أن ثورات «الربيع العربى» هى جزءٌ من مؤامرة كبرى ضد الجماهير العربية فى دولها، فأنا لا أميل إلى التفسير التآمرى للتاريخ، وأظن أن الأخذ به هو محاولة هروبية لاستسهال تفسير المواقف وتبرير الأحداث، والارتكان إلى «نظرية المؤامرة» واعتبارها هى التى تقف وراء كل الأحداث، فالأمر الذى لا خلاف عليه، هو أن الشعب التونسى والشعب المصرى والشعب الليبى والشعب السورى بل والشعب اليمنى وقبلهم جميعاً الشعب العراقى، هى شعوب ضجت كثيراً من القبضة الشديدة للحاكم، ومظاهر الاستبداد بالسلطة، فضلاً عن شيوع الفساد وغياب العدالة الاجتماعية، ولا شك أن الذين خرجوا إلى الميادين فى ثورات تلك الدول هم فى معظمهم وطنيون شرفاء، لا يملكون إلا أجندة وطنية ليس فيها شبهة وليس عليها غبار، وإذا كانت قد اندست بين جموعهم عناصر مدربة فى الخارج أو مدفوعة من قوى أجنبية، وإذا كانت قد ركبت الموجة فصائل سياسية وتنظيمات تعودت الحشد العددى والتربيطات الانتخابية لما يقرب من ثمانين عاماً، إذا كان الأمر كذلك، إلا أنه لا ينفى طهارة تلك الثورات والآمال التى انعقدت عليها والأحلام التى ارتبطت بها، وإذا كانت الرياح قد أتت بما لا تشتهى السفن بعد ذلك، فليس العيب فى الثوار، ولكن العيب فى الأشرار من خاطفى السلطة وعشاق مقاعد الحكم.
د. مصطفى الفقى يكتب: علامات استفهام كثيرة تُحيط بثورات الربيع العربى.. الغالبية العظمى ممن نزلوا للميادين كانوا شرفاء.. وخاطفى السلطة وعشاق الحكم سبب الكوارث
الأحد، 06 يوليو 2014 08:34 ص