د.سمير البهواشى يكتب: وفى الصوم الكثير من الفوائد الصحية

الأحد، 06 يوليو 2014 08:53 ص
د.سمير البهواشى يكتب: وفى الصوم الكثير من الفوائد الصحية أرشيفية

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

عندما نتكلم عن علاقة شعيرة ما من شعائر الدين وعلاقتها بصحة الجسم أو النفس، وما اكتشفه العلم الحديث فيما يتعلق بها فإننا بذلك لا نريد أن نزينها للناس ليمارسوها من أجل هذه الفوائد لأننا حينما نمارس هذه الشعيرة فإنما نمارسها إيمانا واحتسابا لله وامتثالاً لأمره عز وجل فى (افعل) وحينما نمتنع عن فعل شىء أمرنا الله بعدم إتيانه فإننا لا نبحث فى حيثيات المنع لنقتنع فنمتنع ولكن نلتزم النهى فى (لا تفعل) فالمؤمن المفلح هو الذى يؤمن بما بلغه به الرسول (ص) سواء عن طريق القرآن أو عن طريق السنة بدون مناقشة، قال تعالى فى صفات المتقين: {الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ وَيُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنفِقُونَ، والَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِمَا أُنزِلَ إِلَيْكَ وَمَا أُنزِلَ مِن قَبْلِكَ وَبِالآخِرَةِ هُمْ يُوقِنُونَ، أُوْلَئِكَ عَلَى هُدًى مِّن رَّبِّهِمْ وَأُوْلَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ} 3 – 5 سورة البقرة .

والصوم من العبادات التى أثبت العلم الحديث تأثيره البالغ على صحة الإنسان فمن أهم فوائده علاج اضطرابات الهضم واضطرابات الأمعاء وبالذات المزمنة منها ويفيد فى علاج زيادة الوزن فيقلل من نسبة حدوث السكر وخشونة المفاصل وضغط الدم والتهاب الكلى الحاد والمصحوب بتورم وارتشاح ويفيد فى أمراض القلب المصحوبة بتورم فى القدمين والساقين، ويؤكد أخصائيو الأمراض الجلدية أن علاقة التغذية بالأمراض الجلدية متينة فالامتناع عن الغذاء والشراب مدة ما يقلل من الماء فى الجسم والدم وهذا بدوره يدعو إلى قلة الماء فى الجلد وحينئذ تزداد مقاومته للأمراض الجلدية المؤذية وقلة الماء من الجلد تقلل أيضا من حدة الأمراض الجلدية الالتهابية والحادة والمنتشرة بمساحات كبيرة فى الجسم، وأفضل علاج لهذه الحالات من جهة الغذاء هى الامتناع عن الطعام والشراب لفترة ما.
والصوم له دور كبير فى تربية الإرادة الذاتية للإنسان، حيث يوقظ الضمير ويعوده على الالتزام المنظم بسلوك معين قد لا يوافق رغبة الإنسان الطبيعية. وهو تدريب على الجوع والعطش فى مختلف الفصول، حتى إذا انقطع الماء والطعام عن الصائم فى يوم من الأيام، صبر على ذلك، وقد حدث أن أرسل رسول الله سرية "سيف البحر" التى ضمت ثلاثمائة مجاهد، بقيادة أمين الأمة أبى عبيدة عامر بن الجراح، ولم يعطهم وقتها إلا كيساً من التمر، فلما مشوا، أعطاهم أبو عبيدة تمرة.. تمرة، فما اعترض منهم أحد، لأنهم تعلموا أنهم إذا خرجوا للجهاد، اشتاقوا إلى كأس الشهادة، لا إلا كأس المُدام، والصيام الحق يزيد التأمل ويدعو إلى التركيز وينتقل بالإنسان إلى وفرة العمل وعملية الصوم نفسها والامتناع عن الطعام والشراب وترويض دوافع الأكل والشرب ما هى إلا مزيد من تحكم الإنسان فى دوافعه والاعتدال بها إلى التوسط والبعد بها عن الإسراف، مما يؤدى إلى التصالح مع قوى النفس ، فيعيش بعيداً عن الصراع الذى يؤدى إلى الاضطرابات النفسية، كما أن شهر الصوم له أثره على ربط أفراد الأسرة بعضهم ببعض ويجتمعون للافطار مع الأجداد والأعمام ويذهبون إلى المساجد للصلاة فى جماعة ويقرأون القرآن ويتدارسون معانيه فى حلقات، وفى هذا تنبيه إلى حب الجماعة وبالتالى حب الوطن والجماعات والتجمع فى ميدان الصحة النفسية كما يؤكد الدكتور جمال ماضى أبو العزايم هو قمة الشعور بالسعادة والرضا والهدوء والبعد عن الخوف والقلق خاصة اذا كانت الجماعة تقوم كلها بعمل واحد وبهدف واحد رافعة وجهها لرب واحد متدارسة لكتاب واحد.








مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة