أكرم القصاص - علا الشافعي

محمد شومان

المواطن والريموت والتليفزيون فى رمضان

الأحد، 06 يوليو 2014 04:02 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
أولا: فى وسط الضجيج التليفزيون الرمضانى والتنافس المحموم على جذب المشاهد أعتقد أن نسبة بسيطة للغاية من الشعب تشاهد قنوات ماسبيرو، بينما تسيطر القنوات الخاصة على الجمهور، أى أننا أمام مفارقة وجود قنوات تليفزيونية ينفق عليها الشعب ولا يشاهدها!! لأن الدولة وبيروقراطية ماسبيرو تديرها بطريقة فاشلة، ولعل آخر مظاهر الفشل تمديد خدمة مدير الإذاعة رغم بلوغه الستين!! مما أحبط العاملين فى ماسبيرو وأعاد للحياة فى ذكرى 3 يوليو تقاليد دولة مبارك فى حصار الكفاءات ومنع ضخ دماء جديدة فى ماسبيرو والذى يزخر بكفاءات شابة تتطلع للتجديد والابتكار.
ثانيا: الشعب مظلوم مرتين لأنه ينفق على قنوات ماسبيرو وصحف فاشلة، ثم ينفق مرة ثانية على قنوات خاصة مصرية وعربية تقدم له ضجيجا بلا معنى وإبهارا بلا فكر أو هدف سوى تمضية الوقت والتسلية الساذجة السطحية التى تحاصرها كمية هائلة من إعلانات عن سلع وخدمات استهلاكية لا معنى لها.
ثالثا: يدفع الشعب من جيبه فاتورة الإعلانات التى يقال إنها تمول القنوات الخاصة، وبعبارة أوضح فإن القنوات الخاصة ونسب المشاهدة هى التى تبيع الشعب لشركات الإعلان، فكلما ارتفعت نسب المشاهدة كلما ارتفعت أسعار الإعلانات، وطبعا الشعب سيدفع تكلفة الإعلانات بطريقة غير مباشرة عندما تحمل الشركات تكلفة الإعلانات على سعر بيع المنتجات التى تعلن عنها!!
رابعا: الشعب الغلبان – وأنا واحد منه – يبدد وقته وجهده فى رمضان، ويفسد دماغه ووعيه فى متابعة قنوات خاصة مصرية وعربية تسعى للربح والهيمنة الثقافية والسياسية. فلا يفكر أو ينشغل إلا بالموضوعات والبرامج والمسلسلات التى تبثها قنوات التليفزيون، ومعظمها تافه وسطحى لكن تكرارها يخلق حالة من التعود لدى الجمهور، حتى إنها يميل بعد ذلك إلى طلبها ويرفض أى مضامين أو برامج جادة أو هادفه، أى أن الشعب يمول تكلفة إفساد ذوقه وتزييف وعيه، وإحساسه بسعادة زائفة، وهو ما يطلق عليه الهيمنة الناعمة.
خامسا: بدون تنظير فإن الهيمنة الناعمة هى أن الجمهور يصبح خاضعا لإرادة وتوجهات ميديا رجال الأعمال أو الدولة، يتلاعبون بوعيه ويشكلون رأيه أو بالأحرى يزيفون وعيه بالحقائق التى يعيشها، ويخلقون واقعا تليفزيونيا وإعلاميا مغايرا يقوم على الكذب والخداع، والكارثة أن بعض أفراد الجمهور يصدقون الواقع المزيف الذى يقدم لهم عبر الميديا أكثر من الواقع الذى يعيشونه!! (مثلا ثورة يناير كانت مؤامرة!!) وهذه الحالة هى تمام الهيمنة الناعمة وكمالها، حيث لا يدرك الشعب أنه واقع فى قبضة آلة إعلامية هائلة تسيطر على عقله ووجدانه وتتلاعب به، وإنما يشعر أنه يعيش فى ظل إعلام حر، وأنه يختار ما يشاء من قنوات أو برامج، ولا شك أن المواطن التليفزيونى يشعر بحريته الزائفة طالما ظل ممسكا بالريموت من دون أن يدرى أن كل الخيارات المتاحة أمامه تحت السيطرة، فالقنوات المتاحة والبرامج المقدمة متشابهة، والتنوع فى الشكل وليس المضمون، سادسا: نظرة سريعة على مسلسلات وبرامج رمضان تؤكد صحة الكلام السابق عن الهيمنة الناعمة وإفساد ذوق الجمهور وتزيف وعيه، لأننا أمام عشرات البرامج والمسلسلات المتشابهة التى تعرض فى نكهات براقة جرعات زائدة من العنف والجنس بأنواعه.. ضرب ومطاوى وسنج ومسدسات وأسلحة آلية ودعارة واغتصاب.. علاوة طبعا على الشتائم أى العنف اللفظى، إذن هناك تشابه فى تقديم العنف والجنس على الشاشة وهنا، فإن السؤال: هل هذه المسلسلات تعكس أنواع العنف والجنس الموجودة فى المجتمع أم تسعى دون وعى للترويج للعنف والجنس بين الناس وتعويد المشاهد عليها، لكن السؤال الأهم ما علاقة ذلك بشهر رمضان الكريم؟








مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة