«موائد الدرجة الثالثة» هكذا يصف البعض الموائد الرمضانية البسيطة بالأحياء الشعبية نظرًا لإمكانياتها وتكلفتها الضئيلة مقارنة ببعض الموائد الضخمة المعروفة بـ«موائد الدرجة الأولى» أو «السبع نجوم»، فلم تعد موائد الرحمن حكرًا على طبقة معينة أو خاصة بأصحاب الأملاك والأموال القادرين على إقامة الخيم الفارهة وتقديم الأطعمة الفخمة وحسب، فدائما ما يجتهد البسطاء من الناس فى تقديم ما يستطيعون لإفطار غيرهم من الفقراء والمحتاجين ومن يستحق الصدقة فى الشهر الكريم، حتى وإن وصل الأمر إلى أن تختزل الصورة التقليدية للمائدة من الخيم والطاولات والكراسى والصحون والأطباق الفخمة فى مجرد إناء أو اثنين بهما صنفان على الأكثر جاءت كنتاج لتحويشة العام أو تجميع من أهالى منطقة واحدة، أو مضاعفة الأعمال خلال الشهر لسد حاجة المائدة، عملا بمبدأ «من يشعر بالجوع ويعرف آلامه هو أكثر من يحاول منعه عن غيره».
مائدة «أحباب السيدة زينب».. اللى يحب النبى يساهم
تحت شعار «اللى يحب النبى يساهم» أقام مجموعة من أهالى السيدة زينب مائدة متواضعة لإفطار أكبر عدد ممكن من أهالى المنطقة غير القادرين، فضلا عن مريدى ومحبى السيدة زينب والمترددين على زيارتها، فلم تقف ظروفهم المادية المحدودة فى طريق قيامهم بواجبهم تجاه أهالى منطقتهم على حسب كلامهم.
يحكى «محمد عبدالعاطى» أحد أهالى المنطقة القائمين على المائدة لـ«اليوم السابع» عن فكرة تجميع التبرعات من أهالى المنطقة البسطاء وعمل مائدة «حبايب السيدة» طوال الشهر الكريم من كل عام»: على الرغم من أن معظم المشاركين فى المائدة ناس بسيطة وعلى قد حالهم، إنما ما بنقدرش يفوت رمضان، علينا من غير مائدة «حبايب السيدة» اللى مع الوقت خدت شهرة كبيرة وبقى ييجى لها الناس من كل حتة على الرغم من قلة إمكانياتها بالنسبة لبقية الموائد الموجودة بالمنطقة.
وبالنسبة للأصناف المقدمة وكيفية تجميع الأموال اللازمة لسد حاجة المائدة طوال الشهر يقول: اللى بيساهموا فى المائدة مش ثابتين يعنى ممكن «فريد الشيشنجى» صاحب القهوة يدفع النهارده وبكرة ميكونش ربنا مقدره ناخد من بديل له ممكن من عبدالله الجزار أو من موريس صاحب محل عصير القصب، أو من أى حد من المجموعة اللى مشاركة فى المائدة بشكل عام واللى بيوصل عددهم لـ25 فردًا، وعلى الحال ده ربنا بيكرمنا وبنمشيها طول الشهر، وبالنسبة للأصناف بنحاول تكون مناسبة للشهر الكريم ومتخلاش من اللحوم كل يوم، والوجبة بتبقى عبارة عن طبق رز وأى نوع طبيخ فاصوليا أو بطاطس وقطعة لحم أو فراخ، والحمد لله الكل بيبقى مرضى».
مائدة أم على.. لقمة هنية تكفى مية
«البركة» فى هذه الكلمة سحر غريب عجز الكثيرون عن تفسيره أو إدراكه، وتعتبر هى المحرك الرئيسى للحاجة «أم على» التى قررت أن تنضم إلى سيدات الجودة بالموجودة، وتقيم مائدة على نفقتها الخاصة على الرغم من ضيق حالتها المادية، عشمًا فى أن يجازيها الله خيرًا، ويطرح البركة فى القليل.
«لقمة هنية تكفى ميه» هكذا بدأ حديث «أم على» واصفة البركة التى تحل على الطعام الذى تقدمه للصائمين بمنطقة مصر القديمة وتجعله يكفى كل المترددين على المائدة على الرغم من قلة الكميات المقدمة: «أول سنة أعمل مائدة، بسبب ضيق الحال اللى مريت به السنة اللى فاتت، وإحساسى فى أيام كتير إنى مش عارفة هفطر ولا لأ، لحد ما تفرج على آخر لحظة والاقى أولاد الحلال اللى يفطرونى، خلانى ندرت لو ربنا رزقنى بشغل مهما كان بسيط هقاسم الغلابة فطارى السنة دى وفعلا نفذت ندرى، مضيفة: بطبخ حوالى 3 كيلو أرز وزيهم بطاطس ولو أمكن بيبقى فيه كفتة أو لحمة، وعلى الرغم من إن الكمية قليلة جدًا إنما الحمد لله بتكفى كل الناس، وربنا بيبارك لأنه عالم نيتى وعارف إن اللى جاى أقل كمان من اللى رايح.
مائدة الحاج رضا.. تحويشة السنة مكسب مش خسارة
«تحويشة السنة بكسب بها رضا ربى» من هذا المنطلق أخذ «رضا صابر» أحد سكان منطقة المذبح عهدًا على نفسه بأن يقيم مائدة رحمن سنوية معتمدًا على تحويشة السنة، فلم يكن من الأثرياء فى الدنيا لكنه قرر أن يكون ثريا بعمل الخير ويتاجر مع الله تجارة مربحة تنفعه فى الآخرة.
«الصيام مش بس امتناع عن الأكل والشرب فى رمضان، الصيام ممكن يبقى توفير من قوتك وقوت ولادك طول السنة علشان تكرم به المحتاج فى شهر الكرم» كلمات بدأ بها «رضا» حديثه موضحًا مدى سعادته عندما يرى الناس يقبلون على مائدته ويشكرون الله بعد أن تمتلأ بطونهم «سعادة لا توصف ولا أقدر حتى أعبر عنها لما ألاقى الناس فطرت وشبعت وحمدوا ربهم، ساعتها بس بيروح تعب طول السنة وبعرف قيمة حرمانى من الحاجات الترفيهية علشان أوفر لغيرى أقل حقوقهم إنهم يشبعوا فى شهر الكرم والرحمة، ولو أطول كنت عملت مائدة مستمرة طول أيام السنة مش بس فى رمضان».
اللى يحب النبى يساهم.. البسطاء يجتهدون لإفطار غيرهم فى رمضان.. موائد الجودة بالموجود فى الأحياء الشعبية.. ينظمها الأهالى بتحويشة السنة أو مساهمات أهالى المنطقة
الأحد، 06 يوليو 2014 09:01 ص
صورة أرشيفية
اضف تعليق
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة
عدد الردود 0
بواسطة:
شادي
هل صليت على النبي اليوم ؟
عدد الردود 0
بواسطة:
مصرى
سرقوا اموال وثروات مصر ثم عادت فى شكل قروض مهلكة ...هل تقبل ان تكون مديون ؟