مقرر سنوى يعيد المصريون دراسته كل عام مع شهر رمضان الكريم، نفس الأسئلة بنفس الإجابات تتكرر دون تغيير، هوس واحد يحرك الجميع للتفتيش فى كل ما يقومون به بحثا عن أى نقطة شك أو خلاف يمكنها أن تكون سببا فى إفطارهم.
"القطرة بتفطر ولا لأ.. الحقن.. العطور.. معجون الأسنان.. تذوق الطعام.. البخور.. مرطب الشفاه.. السجائر.. الموسيقى".. هذه مجموعة من الأسئلة التى تعاد كل رمضان بنفس الطريقة دون تغيير تتلمس طريقا للتأكد من أن الصيام صحيح، ولا تكفيها إجابة رمضان ماضى أو الذى قبله عن التكرار مرة أخرى فى رمضان الحالى، وبالتأكيد فى رمضان المقبل، لتتحول ببساطة من أسئلة شائعة إلى مكرر رمضانى خاص.
وتقول سارة الطيب، الفتاة العشرينية: طبيعى أن تكون معظم هذه الأسئلة من النساء، لخصوصية حياتهن على عكس الرجال، ولذلك يجب فى كل رمضان أن نعيد الأسئلة ونتأكد منها من أكثر من شيخ حتى لا يبطل صيامنا فى النهاية دون أن ندرى ويصبح انقطاعنا عن الطعام والشراب دون سبب.
ويتابع، محمد عادل: الفكرة هى أن الأمر تحول إلى عادة أكثر منه سؤال، فلا يمكن أن يأتى رمضان ولا تتكرر تلك الأسئلة، على الرغم من أنه فى رأيى فكرة الصيام أبسط من ذلك بكثير، وهى فى النهاية علاقة بين الشخص وربه، طالما صلحت النية، واتبعنا تعليمات القرآن والسنة فيها سيحاسبنا الله على ذلك، ولكن المورثات الخاطئة منذ مئات وعشرات السنوات هى التى أدت إلى ظهور هذا التعقيد.
ويقول الدكتور محمد مصيلحى، الباحث والداعية الإسلامى: معظم المصريين يهتمون بتكرار نفس الأسئلة فى رمضان، بعضهم لتأكيد المعلومة التى حصل عليها العام الماضى، والبعض الآخر حتى يحاول التأكد من المعلومة أكثر من مرة، ولو كان من نفس الشيخ، فهناك كثيرون يقومون بإعادة نفس الأسئلة على نفس المشايخ كل عام، وأهم هذه الأسئلة هى حقن الوريد والتى لا تفطر حتى لو كانت فيتامين، ونقط الأذن، وهى أيضا لا تفطر، لأن الأذن ليست منفذا طبيعيا للطعام، وحتى لو وصلت للفم يمكن إلقاؤها دون قلق، إضافة إلى السؤال الذى بدعه أحد المشايخ قبل سنوات قليلة عن السجائر، حين فتى أنها لا تفطر ولكن الحقيقة أنها تفطر دون أدنى شك فى ذلك.
ويتابع: تنقسم الأسئلة بين الرجال والنساء، فمعظم أسئلة النساء تدور حول الحمل، والرضاعة، والدورة الشهرية، بينما يظهر فرق آخر فى الأسئلة بين أجيال الشباب، والأجيال الأكبر سنا، وتتمحور أسئلة الشباب حول النظر إلى امرأة أو النوم معظم فترات الصيام، أو السفر للمصايف، أو النظر على مشاهد تعرى ما فى الأفلام، وفى كل هذه الحالات يجب أن تكون الإجابة مصحوبة بشرح مفصل حتى يقتنع صاحب السؤال، ولا نكتفى بالإجابة فقط دون شرح لأن معظم الشباب والفتيات الآن يرجعون إلى العقل قبل كل شىء، ولو لم يقتنعوا من البداية فمن الممكن أن يأخذوا الفتوى ثم لا ينفذونها.
ويضيف: أما الأجيال الأكبر سنا، فمعظم أسئلتها تتمحور حول الفكرة القديمة والتى تقول أن كل ما يدخل إلى الجسد يفطر، وكل ما يخرج من الجسد يبطل الوضوء، وتكون الأسئلة عن المضمضة أثناء الوضوء، وعن الأشياء المتعلقة بالأمراض وتناول الدواء.
الأسئلة الأكثر تكرارا فى رمضان حول مبطلات الصيام.. تذوق الطعام ومرطب الشفاه أسئلة البنات.. والشباب يسألون حول النظر إلى المرأة والنوم فى النهار.. وداعية إسلامى: المصريون يحبون الـتأكد من المعلومة
الأحد، 06 يوليو 2014 02:41 م