قال الدكتور والمنتج الفنى، محمد العدل، إن جيل الشباب مظلوم سياسيًا وأدبيًا، بشكل كبير من قبل الدولة، برغم أنه يفكر أفضل من جيل الكبار، وهو أكثر اقتحامًا واستعدادًا لطرح حلول مبتكرة ومبهرة للأزمات، وعلى الدولة أن تفيد وتستفيد من طاقات هؤلاء الشباب فى أى تشكيل حكومى، وليس تهميشهم.
وأضاف "العدل" خلال ندوة "الإبداع بين ثورتين" التى أقيمت أمس بمعرض فيصل للكتاب، وأدارها الدكتور شريف الجيار، أن الدولة عندما تخلت عن دورها فى دعم الثقافة، دخل الفكر الوهابى إلى مصر بشكل كبير جدًا، وانعزلت الثقافة، موضحًا أن السينما كانت ثانى مصدر دخل لمصر بعد القطن، لكن الدولة الآن تتعامل مع مؤسسة السينما على أنها ملهى ليلى، وتأخذ عن كل تذكرة سينما ضريبة ملاهى، ولذلك أطالب الدولة بدعم السينما حتى تصبح مصدر دخل كما فى السابق.
وأوضح "العدل"، أن المنتج السبكى، أنتج أفلاما فشلت، وأفلامًا نجحت، أما عن أفلام البلطجة، فهى موجودة منذ تاريخ السينما، فى أفلام فريد شوقى، ومحمود المليجى، وليست دخيلة على صناعة السينما، لكن كل ما حدث أن شكل البلطجة الآن اختلف عن الماضى.
وأشار "العدل" إلى اعتصام المثقفين، قائلاً إنه كان لدى المثقفين آمالا كثيرة جدًا تجاه الثقافة، وكنا نتمنى أن تظل الوزارة هى قيادة التغيير فى مصر، لكن للأسف فإن الوزارة اليوم محتاجة "تتنفض زى ست البيت لما بتنفض السجادة"، موضحًا أنه يجب أن يكون هدف وزارة الثقافة أن الناس العادية تصبح مثقفة، وليس تثقيف المثقفين، ولا أنها تعمل اجتماعات وندوات، وكتب للمثقفين فقط كما يحدث الآن.
وأكد "العدل" أن الثقافة الجماهيرية شىء عظيم وعبقرى، وأن قصور الثقافة هى الأساس فى صناعة جيل يفكر، ويبدع، ولو القائمون عليها غير مؤمنين بأنها المركز والشعاع، فالأفضل لهم أن "يقعدوا فى بيوتهم".
وعن صناعة الأفلام التاريخية قال "العدل" أنه خلال 35 سنة قبل ثورة 25 يناير، كان ينظر لحرب أكتوبر على أنها الضربة الجوية فقط، وأى فيلم يصنع عن حرب أكتوبر ولا يصدر للجمهور أن الضربة الجوية هى أساس الانتصار، كان يمنع من العرض، موضحًا أن الحرب كانت فيها بطولات عظيمة، وأحداث كبيرة، لا تقل عن الحرب العالمية.
وأشار "العدل" إلى أن صناعة الأعمال الدرامية التاريخية، يجب أن نراعى فيها المصداقية، وأن نؤرخ للأحداث حقيقيًا، وليس كمثل "سرايا عابدين" الذى يعرض الآن على شاشات التليفزيون، فهو يحتوى على أخطاء تاريخية فادحة، والمشكلة الأكبر فى ذلك أن عددا كبيرا من المصريين سوف يأخذون ما فيه على أنه حقيقة.