محمد تركى يكتب: المناورات المصرية– الإماراتية.. ومنظومة الأمن القومى

الجمعة، 04 يوليو 2014 02:11 م
محمد تركى يكتب: المناورات المصرية– الإماراتية.. ومنظومة الأمن القومى مناورات - أرشيفية

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مما لا شك فيه أن الثورة المصرية فى 30 يونيو 2013، استطاعت وبقوة أن تغير مجرى وملامح الحياة السياسية، كما أنها ألقت بظلالها على البلاد العربية، وكشفت النوايا الدفينة لبعض الدول ومخططاتها للنيل من أمن واستقرار البلاد. ومن الطبيعى ووفقًا لكلاسيكيات العلوم السياسية، فإن الثورة المصرية حملت بين طياتها تغييرًا سياسيًا شاملاً على المستوى الرئاسى وأيضًا على مستوى التوازنات السياسية الداخلية والخارجية.

وكجزء من رياح التغيير، فإن السياسة الخارجية لمصر تشهد إعادة هيكلة على المستويين الدولى والإقليمى، كما أنها فتحت صفحة جديدة بشأن علاقاتها مع دول العالم قائمة على الندية السياسية والمعاملة بالمثل وحفظ كرامة المواطن المصرى، وفيما يتعلق بالمستوى الخليجى سوف تشهد العلاقات المصرية - الخليجية تطورًا ملحوظًا خلال المرحلة المقبلة، حيث إن دول الخليج تمثل لمصر رئة اقتصادية وبعدا استراتيجيا لا يمكن التفريط فيه أو المساس بأمنه.

ومن هذا المنطلق تبرز أهمية قيام المناورات المشتركة بين القوات البحرية المصرية والقوات البحرية الإماراتية "خليفة ١"، والتى جرت مؤخرًا بسفاجا فى البحر الأحمر، وذلك فى إطار حرص القيادة السياسية فى الدولتين على الارتقاء بالمستويين القتالى والفنى للقوات البحرية، وكذلك بهدف تبادل الخبرات والتعرف على أحدث أساليب ونظم القتال.

المناورات البحرية بين مصر والإمارات جاءت تعبيرًا عن مدى إدراك القيادة السياسية فى مصر لخطورة المرحلة الحالية والتى تموج بالمؤامرات الداخلية والخارجية، كما أنها تبعث برسائل سياسية للخارج مفادها :

أولاً: أن منطقة الخليج تدخل فى نطاق منطومة الأمن القومى المصرى، باعتبارها تمثل بعدًا استراتيجيًا لمصر، ومن ناحية أخرى فإن دول الخليج بحاجة ملحة إلى الدعم اللوجيستى المصرى فيما يتعلق بمقاومة تيارات الإسلام السياسى، والتى تتحرك إما طبقًا لأجندات سياسية خارجية تهدف إلى المساس بأمنها، أو بسبب تأثرها بالأفكار المتطرفة، وبالتالى فإن مساندة مصر للدول الخليجية فى هذا الصدد بات أمرًا ملحًا لضمان استقرار المنطقة.

ثانيًا: أن الممارسات السياسية الإيرانية المستفزة وتدخلها الدائم فى شئون دول الخليج ومحاولاتها المستمرة لإختراق منظومة الأمن القومى الخليجى، فضلاً عن اختلاف الرؤى السياسية لكل من القاهرة وطهران حيال القضايا المختلفة من ناحية، ورغبة إيران دومًا فى فرض هيمنتها على المنطقة الخليجية من ناحية أخرى يؤكد بما لا يدع مجالاً للشك أن مستقبل العلاقات المصرية - الإيرانية لن يشهد تطورًا وسيظل فى دائرة مغلقة، وأن الأمن الخليجى يعد فى أولوية متقدمة بالنسبة إلى مصر.

ثالثًا: أن القاهرة لن تقف مكتوفة الأيدى أمام الممارسات الأمريكية حيال دول الخليج الرامية إلى الضغط عليهم بعد موقفهم الداعم لثورة يونيو، حيث تسعى القاهرة لإجهاض كل محاولات الضغط الأمريكية واستعمالها لبعض الأوراق السياسية مثل إيران وتيارالإسلام السياسى لتطويع سياسات الدول الخليجية بما يخدم مصالحها فى المنطقة.

رابعًا: التأكيد على أن الجيش المصرى سيظل دائمًا فى جاهزية كاملة للقتال لمواجهة المخاطر المحيطة، وأنه لم يتأثر بفعل الاضطرابات السياسية الأخيرة، وعلى أتم استعداد لتخطى الحدود فى حال تهديد مصالحه الخارجية.

خامسًا: أن المناورات المصرية – الإماراتية هى أكبر رد على التحالف الأمريكى- القطرى – التركى، والذى هدف خلال المرحلة الماضية إلى النيل من استقرار البلاد، كما أنها بداية لبلورة حلف عربى جديد بقيادة مصر وبمشاركة كل من السعودية والإمارات والبحرين وروسيا لمواجهة المخططات الأمريكية فى المنطقة العربية.





مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة