قالت مجلة "ناشيونال ريفيو" الأمريكية، إن الإدارة الأمريكية فضلت بشكل مستمر أن تدعم الإخوان المسلمين فى الوقت الذى كان فيه المصريون يواجهون خيارا بين الجماعة أو الجيش، لافتة إلى أنه بعد عام عزل الرئيس الأسبق محمد مرسى، أصبح وزير الدفاع السابق عبد الفتاح السيسى رئيسا لمصر.
وأكدت المجلة فى تقرير لها أن السيسى لم يتحالف مع الإرهابيين الجهاديين مثلما فعل مرسى، فقد أعلن الأخير فى خطاب تتويجه عقب فوزه فى الانتخابات الرئاسية عام 2012 عن نيته للعمل على إطلاق سراح الشيخ الضرير عمر عبد الرحمن المحتجز فى السجون الأمريكية، على خلفية تورطه فى أعمال إرهابية.
وانتقدت ناشيونال ريفيو الإدارة الأمريكية، وقالت، إن السياسية الخارجية المعقولة تتطلب قدرة على التمييز بين النتائج السيئة والاستعداد لقبول شىء أقل من المرغوب فيه عندما تكون هناك ضرورة، لكن الإدارة الأمريكية تعاملت مع فكرة حكم المجلس العسكرى "خلال المرحلة الانتقالية بعد خلع مبارك" على أنه الأسوأ وربما الكارثة الوحيدة التى يمكن أن تسقط مصر، وسواء كان هذا متعمدا أم لا، فموضحة أن هذا النمط فى التفكير قد أدى إلى سياسات فى صالح مرسى والإخوان.
وتحدثت المجلة عن تعبير وزيرة الخارجية الأمريكية السابقة هيلارى كليتون، عن الدعم لمرسى فى الأيام الهامة التى سبقت إعادة انتخابه فى يونيو 2012. فقبل 3 أيام من الانتخابات، قالت كلينتون، إنه من الضرورى أن يفى الجيش بوعده للشعب المصرى بنقل السلطة للفائز الشرعى وحذرت من خطر العودة إلى نظام عسكرى
وترى ناشيونال ريفيو، إن مثل هذه التصريحات لو كانت فى سياق مختلف ستكون معقولة تماما، لكن منافس مرسى كان عسكريا سابقا وهو الفريق أحمد شفيق، وما قالته كلينتون فى هذا الوقت من الحملة كان دون أى تحذير من مخاطر حكم الإسلاميين، وقد قوض المرشح الذى انتقد لأنه محسوب على نظام مبارك.
وتضيف المجلة "كما استخدمت الإدارة المساعدات السنوية، وهى أكبر نفوذ سياسى لأمريكا، لتأييد الإخوان المسلمين، فقدمت إدارة أوباما مساعدات لمصر رغم عدم حدوث تقدم فى مجال حقوق الإنسان فى عهد مرسى، حتى إن وزيرة الخارجية حينئذ تنازلت عن شروط المساعدات لأسباب ترتبط بالأمن القومى، ومع عزل مرسى ورغم أن الإدارة الأمريكية برغم موقفها الرافض لما جرى حتى وإن لم تكن استخدمت تعبير "انقلاب" للتعبير عن الإطاحة بالمعزول لما له من عواقب أخرى، فإنها كانت بطيئة فى تقديم المساعدات لمصر وأبرزها تقديم الطائرات المقاتلة".
وأشارت الصحيفة إلى أنه حتى فى الزيارة الأخيرة لوزير الخارجية الأمريكى الحالى جون كيرى لمصر، صرح أحد مساعديه قائلا "لا نشارك الحكومة المصرية رؤيتها حول الصلة بين الإخوان المسلمين والجماعات الإرهابية مثل داعش، والقادة المصريون يحتاجون إلى الشمول وإيجاد طرق للتواصل مع الجماعة"، وأعتبر أن التحدى الذى تمثله الجماعة سياسيا وليس أمنيا.
وخلصت المجلة قائلة، إن هذا التصريح قد يعكس الطريقة التى ترى بها إدارة أوباما الإخوان المسلمين، ولكن ليس الطريقة التى ينظر بها السيسى إليهم، وكذلك ليست الطريقة التى ينظر بها الإخوان إلى أنفسهم، لافتة إلى أنه يجب على الإدارة الأمريكية أن تعلم أنه لا يوجد دائما طريق ثالث، ففى بعض الأحيان تكون الخيارات بين سىء وأسوأ، وتجاهل الواقع يجعل الأسوأ أكثر احتمالا.
موضوعات متعلقة..
365 يومًا على سقوط "مرســى".. أدى اليمين الدستورية 3 مرات فى عام واحد.. ألقى 51 خطاباً 7 منها عجلت بسقوطه أشهرها "الشرعية".. سقوط 470 قتيلاً منهم 71 شهيداً من الجيش والشرطة
مجلة أمريكية تنتقد دعم إدارة أوباما للإخوان "رغم تحالفهم مع الإرهابيين".. "ناشيونال ريفيو": تصريحات كلينتون قبل انتخاب مرسى بــ3 أيام دعمته فى مواجهة شفيق.. وواشنطن استخدمت المساعدات لتأييد الجماعة
الجمعة، 04 يوليو 2014 11:16 ص
أوباما
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة