بعد إثارة أزمة تأجير الصفوف الأولى بالحرم النبوى قال الدكتور خالد عمران، الباحث بدار الإفتاء، ردا على مانشرته وكالة الأناضول اليوم بقيام السلطات السعودية بجهود مكثفة لمواجهة ظاهرة تأجير الصفوف الأولى بالمسجد الحرام والمسجد النبوى خلال شهر رمضان الكريم، إن من يقوم بتأجير مكان ليس له فهو يقع فى لون الغش والمخادعة، ويعد المؤجر والمستأجر آثما وله وزر يوم القيامة أمام الله، لافتا إلى أنه مثلما تتضاعف الحسنات بالمسجد الحرام تتضاعف أيضا السيئات وتكون السئية مضاعفة فى هذا الشأن.
وأشار عمران، فى تصريحات خاصة لليوم السابع، إلى أن فعل هذا الوزر يندرج تحت أخذ المال العام بغير حق نظرا لأن المساجد منفعة عامة لعموم المسلمين ومن يختص بمكان ما نظير مقابل مادى يصبح مخالفا للشرع ومخالفا للشريعة التى نصت أن الصلاة بالصفوف الأولى تكون بالسبقية ولمن حضر مبكرا، ولكن من يتنازل عن مكانه بالصف الأول مبكرا بموافقته فهذا شأن آخر.
ويؤكد الدكتور عباس شومان، وكيل مشيخة الأزهر، فى تصريحات خاصة لليوم السابع، أن من يقوم باتباع هذه الأسلوب هو شخص آثم لأن كافة المساجد وفى مقدمتها بيت الله الحرام لايملك أحد تأجيرها بينما فعل ذلك يندرج تحت أكل أموال الناس بالباطل وابتزازهم مقابل الصلاة بالصف الأول، لافتا أن تأجير الصف الأول غير جائز شرعا لأن حجز الصفوف يكون بالأسبقية وليس بدفع المال.
ووجه شومان التحية للسلطات السعودية لمواجهة تللك الظاهرة ،مشيرا على ضرورة سن العقاب اللازم للمؤجر والمستأجر.
ويرى الشيخ محمد البسطويسى، نقيب الدعاة ورئيس النقابة المستقلة للدعاة والأئمة، فى تصريحات خاصة لليوم السابع، أن ظاهرة تأجير الصفوف الأولى التى يعانى منها قطاع كبير من الحجاج والمتعمرين خلال شهر رمضان الكريم، حرام وليست تمت للحلال بشىء، لافتا أن المسلم الذى يقوم بتأجير الصفوف مقابل مبالغ مادية هو شخص نفعى بالدرجة الأولى لايريد من وراء عمله إلا كسب الدنيا لأن الصلاة عندما فرضت على المسلم لن تفرق بين غنى وفقر وبفعله ذلك فهو يحرم شخصا أقل منه مالا وجاء مبكرا فى كسب ثواب الصلاة بالصفوف الأولى، قائلا: "لو يعلم الناس ما فى النداء والصف الأول لأتوهما حبوا".
وأشار البسطويسى إلى أن الشخص الذى يقبل تلقى هذه المبالغ مقابل تأجير الصف الأول للمقتدرين فليعلم أن هذا المال حرام وليس له أساس من الحلال وأنه بفعله ذلك يتودد إلى أصحاب المال على حساب الله، وأكد أنه يجب على أئمة البيت الحرام مناقشة هذه الظاهرة باستخدام الفقه والاستدلال بأخلاقيات رسول الله من منظور أن الله سبحانه وتعالى خلق كل الناس سواسية "لافرق بين عربى وأعجمى إلا بالتقوى".
وكانت وكالة الأناضول قد نشرت تقريرا قالت فيه، قال مسئول بالرئاسة العامة لشئون المسجد الحرام والمسجد النبوى، أمس الأربعاء، إن الرئاسة بدأت تطبيق إجراءات لمعالجة ظاهرة حجز أماكن الصلاة فى المسجد الحرام، التى يقوم بها بعض المصلين.
أما يوسف الوابل، المستشار الإدارى ونائب رئيس هيئة المستشارين بالرئاسة العامة لشئون المسجد الحرام والمسجد النبوى، أوضح فى بيان نشرته وكالة الأنباء السعودية الرسمية، أن تلك الإجراءات تشمل: حملات توعية، جنبًا إلى جنب مع إجراءات أمنية، تشمل مصادرة السجّاد الذى يستخدم لحجز الأماكن، وتسليم الأشخاص الذين قد يتقاضون أجراً على حجز الأماكن للجهات الأمنية.
وتعتبر ظاهرة حجز الأماكن فى الصفوف الأولى بالمسجد الحرام، مقابل مبالغ مالية، من الظواهر السلبية والمزعجة للمصلين التى تتكرر سنويًا خلال شهر رمضان.
وسبق أن أفتى الشيخ عبد العزيز آل الشيخ، المفتى العام للمملكة، بعدم جواز حجز أماكن فى الصفوف الأولى لأشخاص يأتون متأخرين للصلاة فى المسجد الحرام أو المسجد النبوى، مشيرًا إلى أن من يفعل ذلك فهو "آثم".
وقال الوابل إن رئاسة شئون الحرمين تقوم بتهيئة الحرمين الشريفين للمصلين والزائرين، وتمنع حجز الأماكن للصلاة بالمسجد الحرام التى يقوم بها بعض المصلين الذين يأتون للمسجد متأخرين، ويضايقون إخوانهم المصلين بهذه الممارسات الخاطئة.
وبين الوابل أن الرئاسة تعمل على معالجة هذه الظاهرة من خلال حملات توعية، شملت توزيع أكثر من 120 ألف مطوية تتضمن فتاوى هيئة كبار العلماء واللجنة الدائمة للإفتاء فى عدم جواز حجز الأماكن والأضرار والمحاذير التى تترتب على هذا العمل، وأشار إلى أن حملة التوعية تشمل وسائل الإعلام المتعددة وموقع الرئاسة العامة لشئون المسجد الحرام والمسجد النبوى.
وأوضح أن الرئاسة قامت بتعيين عدد من الموظفين خلال موسم شهر رمضان المبارك يصل عددهم إلى خمسين موظفاً موسمياً للتوعية ومنع مثل هذه التصرفات غير اللائقة.
وأكد أنه تم تشكيل لجنة من قبل الرئاسة وقيادة أمن الحرم المكى موزعين على عامة الحرم فى المطاف، وأروقة الحرم، والسطح للقيام بجولات مستمرة على مدار الساعة ومصادرة السجّاد الذى يستخدم لحجز الأماكن ولا يوجد أصحابها لفترة طويلة، ومن ثم تسليمها للجمعيات الخيرية، ويتم تسليم الأشخاص الذين قد يتقاضون أجراً على حجز الأماكن للجهات الأمنية.
وأضاف: "المصلى الراغب فى الوصول إلى الصفوف الأولى يتقدم فى الحضور بسجادة من دون شغل مساحات تذكر ويفسح لإخوانه فى المكان بالتسامح والمحبة وحسن الخلق"، مؤكدًا أن الرئاسة على أتم الاستعداد للتعاون فيما يخص راحة المصلين.
ويشكو مصلون ومعتمرون أنهم فى كل عام يتفاجأون بأن هناك من يقوم بحجز الأماكن والمواقع فى المسجد الحرام، وذلك بوضع سجاجيد الصلاة لحين يأتى الشخص الراغب فى الحجز، مقابل أسعار متفاوتة حسب القرب والبعد عن الكعبة الشريفة، وقد وصلت فى بعض المواسم السابقة إلى 500 ريال (133 دولارًا تقريبًا).
موضوعات متعلقة
إجراءات سعودية لمكافحة ظاهرة تأجير الصفوف الأولى بالحرمين
ردا على ظاهرة تأجير الصفوف الأولى بالحرمين المكى والنبوى.. وكيل الأزهر: من يفعل ذلك آثم ولا أحد يملك تأجير مساجد الله.. وباحث بدار الإفتاء: المؤجر والمستأجر يقعان فى الحرام وفعلهما يخالف شرع الله
الجمعة، 04 يوليو 2014 09:04 م
بيت الله الحرام
اضف تعليق
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة
عدد الردود 0
بواسطة:
م
الحجز مقدما"
عدد الردود 0
بواسطة:
م
الحجز مقدما"