فى أوقات الأزمات وعندما توشك طاقتى على النفاذ أرجع أدور فى الشنطة على شهادات تقدير حصلت عليها، أو كلام جميل مكتوب من متدربين حضروا معايا محاضرات، أو أساتذتى و ناس بعتز بيهم كاتبين فى الأوتوجراف أمنياتهم (والاوتوجراف ده حكاية تانية طويلة لوحدها) وانطباعاتهم عنى، هى دى الحاجة اللى بتشحن طاقتى وتخلينى أرجع أكمل، وتشعرنى أن لحياتى معنى وإنى أثرت فى حياة ناس تانية خليتها تبقى أحسن.
كل واحد مننا عنده شنطة زى دى، سواء حقيقية وعارف هو شايلها فين، أو شنطة فى خياله من الذكريات الجميلة والمواقف اللى مش هترجع تانى، وعن طريقها يقدر يرجع لحماس البدايات زى زمان، ويكمل مهمته ورسالته فى الدنيا دى.
فى الأوقات اللى كانت أمى الله يرحمها تلاقينى بدأت أفتح الشنطة وأدور فيها، وهى اللى كانت بتعرف كل واحد فينا من مجرد قراية ملامح وشه، ألاقيها بتقولى وهى بتضحك: الخواجة لما يفلس يدور فى دفاتره القديمة!
وكان المصطلح ده أدق مصطلح ممكن يعبر عن الحالة النفسية اللى بنوصل ليها كلنا بعد الصدمات والأزمات والمشاكل اللى بنتعرض ليها فى حياتها، هو الإفلاس النفسى، إنك بتبقى مش لاقى لازمة لكل حاجة فى حياتك، و لا حتى لحياتك نفسها، ممكن تكون بتفكر تنتحر، أو بتدعى ربنا ياخدك عشان خاطر خايف تنتحر وخايف تعيش أيام صعبة إنت متوقع إنها جاية.
إنك تبقى مفلس ومش معاك حاجة، ده شعور وحش أوى، وأن تكون معاك الشنطة إياها، وتكون مليانة من الذكريات اللى مش هتتعوض بكنوز الدنيا، وتكون الشنطة دى سر عذابك مش سعادتك دى أوحش مليون مرة.
المشكلة مش فى إنك توصل للإفلاس بعد الصدمة أو بعد الأزمة، المشكلة إنك تفضل قاعد مفلس كتير، و ما تقومش تجتهد عشان ترجع لحالة أفضل من اللى أنت فيها.
كل ذكرى جوة الشنطة سواء حلوة أو وحشة لازم نبتسملها، الحلوة عشان هى حلوة، ونحمد ربنا عليها، والوحشة عشان هى أيام وحشة وعديناها و الحمد لله، و إننا عملنا كل اللى فى مقدرتنا إننا نعمله عشان نعديها، وإننا لازم نبقى فرحانين بكل حاجة حلوة كانت موجودة فى حياتنا إننا فى يوم امتلكنا حاجة ما كانتش مع ناس كتير .
إن الأحلى دايما فيه أحلى منه، والأجمل دايما فيه أجمل منه، و أن مفيش حاجة فى الدنيا دى مطلقة، كل حاجة نسبية، وكل حاجة بتحصل بقدر وقضاء من الله، لأن هو ده الأنسب لينا فى المرحلة دى .
باقى حاجة واحدة نعرفها، كل الأيام الصعبة بتعدي، و كل الأزمات بتعدى، وممكن بعد فترة نضحك على غباوة وغرابة تصرفاتنا وقت الأزمة، بس نبقى متأكدين أن فيه بكرة ياما شايل مفاجآت لسة عايزين نعيشها سواء حلوة أو مرة و لازم نبتسم قصادها دايما!
صورة أرشيفية
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة