فقد ظهرت آلة السمسمية فى ثلاثينيات القرن الماضى ويقال إنها دخلت مصر أثناء حفر قناة السويس من السعودية والتى كان يطلق عليها أغانى "جداوية" نسبة إلى جدة بالسعودية وهناك آراء أخرى تؤكد أن آلة السمسمية هى آلة فرعونية موجودة على جدران المعابد من قديم الأزل وتسمى الطنبور، وأى كان مصدر الآلة فهى انتشرت فى منطقة القناة وأصبحت جزءا أصيلا فى تراث المنطقة وشاهد على أفراح وأحزان شعب منطقة القناة بداية من الحرب العالمية الثانية وحرب فلسطين 1948 ثم ثورة 23 يوليو والعدوان الثلاثى 1956 وحرب 5 يونيو وحرب الاستنزاف حتى عام 1969 وانتصارات أكتوبر 73 وحتى الآن، كل هذه محطات مرت على أرض الوطن وشهدتها منطقة القناة لأنها الأكثر مواجهة.
فى الإسماعيلية على بعد 120 كيلو مترا من القاهرة مازال الأهالى ومواطنى هذه المدينة يعشقون آلة السمسمية تلك التى شهدت أفراحهم وأحزانهم، غنوا على أوتارها عندما سالت دماؤهم على رمل القناة، وغنوا أيضا عندما عبروا بأجسادهم خط بارليف وكسروا حاجز الخوف، وبرغم هذه الحفاوة الشديدة من المواطنين إلا أن آلة السمسمية فى طريقها للاندثار بسبب عدم توثيقها رسمياً ومع مرور الزمن تضيع ملامحها وتختفى النصوص الأصلية وتترك للاجتهادات.
ويقول الفنان يحيى مولر، وهى فرقة تتبع فرع ثقافة الإسماعيلية وتم إنشاؤها منذ عام 1990 تقريبا لتكون ضمن فرق الهيئة العامة لقصور الثقافة
إن الفرقة بدأت بالفعل من بدايات التسعينات من خلال مجموعة من الفنانين المحبين للسمسمية وكانت الإسماعيلية فى ذلك الوقت لا توجد بها فرقة سمسمية بعد توقف فرقة الصامدين التى كانت موجودة منذ عام 1969 وحتى منتصف الثمانينات وهى من فرق المقاومة الثلاث فى منطقة القناة
وبالفعل قدمت الفرقة أغانى التراث ولاقت نجاحا كبيرا وخاصة أنه من بين أعضاء الفرقة عدد كبير من فنانى الجيل السابق على رأسهم الشاعر الراحل حافظ الصادق وهو شاعر فرقة الصامدين ولفنان الراحل أحمد السواحلى وهو من أوائل فنانى السمسمية وغيرهم.
ويضيف مولر أغانى التراث ثلاثة أنواع أغانى الصحبجية وهى الأغانى القديمة وغالبا أغانى الأربعينات والتى كانت تغنى فى الأفراح الشعبية والسهرات ومعظمها غزل صريح وأغانى عاطفية وأغانى المقاومة وهى الأغانى التى كانت تغنى أثناء فترة الاستنزاف وهزيمة 5 يونيو وهذه الأغانى كان لها دور كبير فى إشاعة جو من الحماسة لدى الجنود وأفراد المقاومة على خط القناة وأغانى العبور والنصر وهى الأغانى التى تم إنتاجها بعد حرب أكتوبر 73 وهى أغانى حديثة وأخيرا أغانى الجيل الجديد لمواكبة الأحداث الحالية ومنها ثورة 25 يناير وثورة 30 يونيو، وتابع مولر المشكلة الحقيقية فى آلة السمسمية أنها قاربت على الاندثار، لأن معظم الحفظة من الجيل القديم توفاهم الله مثل العثمنللى، ومرسى بركة، والسواحلى، والوزيرى وروكا، وهم من أقدم المطربين ومن أكثر من حفظوا الأغانى القديمة وبرحيلهم نفقد أصل الأغنية التراثية ومع مرور الزمن لن يتبقى شيئاً.
ويؤكد، طالبنا وزارة الثقافة والهيئة العامة لقصور الثقافة بتوثيق تراث السمسمية وتم عمل أكثر من مشروع لكن لم تستمر الفكرة.
.jpg)
.jpg)