ولأن الوقت هو الذى يحدد كل الأمور؛ فكل عمل أو فعل أو قرار مرتبط بوقت، لذلك أهمية مراعاة الوقت صارت ضرورة، فنفس الفعل إن تم عمله فى غير وقته صار بلا منفعة وفقد معناه؛ لذلك جميعنا فى صراع مع الوقت؛ لأن الوقت هو عمرنا وزماننا.
لذلك إدارة الوقت – للاستفادة الكاملة منه – يحتاج لتنظيم دقيق، ومن هنا صار إدارة الوقت نوع من أنواع الفن والمهارة، وأهم سمات هذا الفن هو تحديد الإطار الزمنى لكل هدف يُراد تحقيقه، فالجميع قد يمتلكون أهدافا أو أحلاما أو طموحات، ولكن ما يضمن تجسيد هذه الأحلام أو الأهداف على أرض الواقع هو تحديد خطة زمنية لتحقيقها والسعى كل يوم للتقرب ولو خطوة واحدة نحو الهدف.
أما الأهداف غير المرتبطة بوقت فلا تكون ملزمة لصاحبها ليسعى لتحقيقها، وليس من المنطقى تحديد إطار زمنى ضيق ضاغط أو واسع ممتد فيصعب التنفيذ أو تنعدم الجدية فى التنفيذ، ومع تحديد الإطار الزمنى يجب أن يكون كل جهد مبذول يهدف للوصول لهذا الهدف.
وبالفعل يكون الوقت حدا فاصلا فى إنجاز الأهداف، ولكن من حين لآخر يحب مراجعة الخطة الزمنية وتقييمها؛ لأنها قد تحتاج لزيادتها أو اختصارها، ويتم ذلك بناء على رؤية واقعية تم اكتسابها نتيجة خبرة الواقع العملى فى التنفيذ.
وقد تلعب بعض الصدف أو الفرص دورا فى المساعدة على تنفيذ الهدف، وهنا يتساءل البعض: لماذا هناك من يرون ويقتنصون الفرص؟ وهناك من لا يراها؟ فبمنتهى البساطة، من يرون ويقتنصون الفرص هم الأكثر استعدادا لها، وهم من يكونون فى انتظارها؛ لأن هدفهم واضح فى أذهانهم، يرونه ويعيشونه فى كل يوم، ويضعون له الإطار الزمنى، فعندما تظهر فرصة تُقصِر من زمن تحقيق الهدف، فإنهم أول من يرونها ويقتنصونها قبل أن يدركها أحد، أما من لم يروا فرصهم، فهم من لا يعرفون أهدافهم أو يرسمونها فى أذهانهم، ولن يتضح الهدف ورؤيته ما لم يكن له حدود زمنية.
أما عن الأهداف ذاتها، فهناك بعض الأهداف المرحلية التى تساعد فى تحقيق الرؤية الشاملة للإنسان – على سبيل المثال – هناك من يطمح فى الوصول لمنصب عالى فى مجال معين، بطبيعة الحال هذا سيتطلب وقتا طويلا ومجهودا كبيرا، فإن تم تأجيل الإحساس بالنجاح حتى الوصول للهدف الأشمل، سيشعر الإنسان بالاحباط فى منتصف الطريق وقد لا يكمله؛ لإنه لم يجن ثمار لمجهوداته بعد، فالأهداف المرحلية هى عامل مُحفِز لإنجاز الهدف الأشمل على مراحل وتؤخذ كمؤشر على السير فى الطريق الصحيح.
فلا يوجد إنسان يستطيع أن يعيش دون هدف ويجب أن يحققه فى إطار زمنى مناسب حتى لا تظل الأهداف مجرد أحلام، والفرص قد تساعد على إنجاز الهدف ولكنها قد تأتى أو لا تأتى، فإن أتت فصاحب الرؤية الأشمل هو من سيقتنصها، ومن هنا يتحقق النجاح والشعور بالسعادة.
صورة أرشيفية
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة