العيد فرحة تملأ قلوب الكبار وتنتقل إلى عيون الأطفال تنساب فى براءة.. أملاً وروحاً تشكل مستقبل الأمة, فى كل بلاد العالم أعياد وأفراح, لكل إنسان نصيبه من السعادة ونصيبه من الألم، إلا فى بلاد العرب.. نصيبهم من مهراجانات الدم أكثر, ما بال العيد عندنا له مذاق خاص.. بطعم الألم مغموساً بالدموع – فى سوريا وليبيا واليمن وتونس ومصر وأخيرا فلسطين, عشرات المئات يقضون العيد فى العالم الآخر بعد أن رأوه تحت أنقاض أربعة آلاف بيت ومنزل، حين اختنقت الأمنيات، وماتت البسمة والفرحة على شفاه مئات الأطفال بفعل أحلام الساسة الصغار, تاجروا بكل شىء حتى الدين تحول إلى مكسب وخسارة.
هل صحيح العيد فرحة أم أنها كلمة حق يراد بها باطل عند البعض.. يا عيد بأى حال عدت يا عيد!! خيط رفيع يمتد من طفولتنا حتى المشيب يحمل الذكريات والأمل والألم، ذكريات الطفولة استقرت فى قلوبنا الصغيرة حالمة خضراء بين الأب والأم والمدرسة وجدران البيت والكراسات ومعانقة الأم وحنو الأب عند النجاح، ويأتى العيد بريح طيبة ونسيم وجو حار بحرارة الحب, كل من حولك جديد, رائحة الأحذية والملابس وصوت الأذان يعانق المآذن.. وينادى مناد: "الصلاة خير من النوم.. فلا نوم منذ البارحة", كيف ننام والفرح يثب من أعيننا والبراءة، العيد كلمة تشعرك بالدفء والرهبة ليس يوم ككل الأيام, رائحة الأرض والمطر والحب بين الناس لا تخطئها العين ولا تنمحى من القلب ونمضى فى أجواء العيد حتى إذا ما انتهى عاودنا الشوق إليه من جديد, نتذكر ما كان وكيف كنا وما نحن فيه، ونكبر ويتصارع داخلنا الأمل والألم بين اليأس والرجاء, لقد تغير كل شىء وهبت رائحة غريبة على الأرض ولم تعد البراءة محل ترحاب.. طفت وطغت أشياء غريبة على دنيانا ولم يعد العيد ثلاثة أيام أو أربع كما كان, نحسب العيد من قبل أن يبدأ بأيام، كان يبدأ داخلنا أولاً حتى إذا ما جاء انطلقنا تسبقنا خطانا, والآن وبعد أن تغير كل شىء تلفت حولى أسأل السراب: "فلم تعد الرائحة هى ذات الرائحة وتلونت أيامنا بألوان غريبة حتى الذكريات.. أغوص فيها, أسال: "أيها العيد انطق.. تكلم.. لماذا تغيرت؟".
محمود السيد يكتب: أيها العيد انطق.. لماذا تغيرت؟
الخميس، 31 يوليو 2014 12:25 ص
صورة أرشيفية
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة