سجن "طرة" يعد من أقدم السجون التى عرفها المصريون والذى أنشأه مصطفى النحاس باشا عندما كان وزيراً للداخلية سنة 1928، بهدف تخفيف الزحام الذى شهده سجن أبى زعبل الأقدم، وتضم منطقة طرة اليوم عدداً من السجون يبلغ 7 سجون.
وعند زيارتك لسجن "طرة" تُفاجأ بوجود متحف يجسد حياة السجناء وأبرز العقوبات التى كانوا ينفذونها خلال حياتهم بالسجن، ليعد تسجيلا وثائقيا عن حياتهم داخل طرة وتفاصيل حياتهم اليومية داخل الزنزانة، لتجد كل مستلزمات الحياة ومجالاتها داخل زنزانة السجن وما كان يقوم به المسجون من أعمال الأشغال الشاقة وأشهر العقوبات التى كانت تنفذ على السجناء.
وتجد داخل المتحف مطبخا يضم أقدم أدوات المطبخ من أوان وبوتاجاز قديم يعمل بالكيروسين أو الفحم وإشعاله بالوقود، حيث كان السجين يستخدمه للطهو وأوان ضخمة للاستخدام داخل السجن.
ويضم المتحف أيضا أقدم الموازين لوزن الأطعمة التى تدخل للسجناء من طماطم وبطاطس وخضروات ولحوم والتى كانت أبرز مأكولاتهم وتعد تلك الموازين بشكل مختلف عن ما نراه الآن كشكل وحجم، وتجسيد الزنزانة التى لا تتعدى المتر والتى لاتتحمل غير وقوف السجين أو جلوسه داخلها.
وهناك أيضا مشغل يدوى لصناعة الملابس للمسجونين ويضم ماكينة خياطة لتفصيل الملابس وماكينة ديزل لتوليد الكهرباء عند انقطاع التيار الكهربى، وكشاف خشبى بديل للإضاءة وفوانيس معلقة للإضاءة وصناديق مصنعة من الخوص الخشبى لوضع الأقمشة والملابس بها.
ويضم المتحف أيضا أقدم أنواع "البورش" الذى عرفه السجن منذ قديم الزمن والذى شاهده المصريون من خلال أشهر أفلام الأبيض والأسود .
كما يجسد المتحف أبرز الأعمال الشاقة المؤبدة التى كان يقوم بها السجين تنفيذا لعقوبته مرتديا أقدم أنواع ملابس السجن ليقوم بتكسير الحجارة أعالى الجبال داخل السجن والتى انتهت فى الفترة الحالية.
كما يوثق المتحف أيضا أقدم أنواع العقوبات التى عرفها السجناء منذ زمن والتى كان أبرزها عقوبة "الجلد" من خلال التماثيل التى تجسد تلك الواقعة والتى كان يحضرها لجنة مكونة من الجلاد والطبيب ومجموعة من زملاء السجين ليكون عبرة لهم، إلا أن هذه العقوبة تم إلغاؤها منذ سنوات طبقا لمعايير حقوق الإنسان العالمية.
ولا يخلو السجن من الصناعات التى يقوم بها السجين كالحدادة وهو يقوم بالتصنيع داخل ورشة تحمل كل سمات وأدوات صانع الحدادة كالحجر والمنجلة.
ويضم السجن متحفا جديدا يحمل صورا لسجناء الرأى العام، وأهم المضبوطات التى تم تهريبها مع الزائرين داخل السجن، والأسلحة البيضاء التى يستخدمها المساجين داخل السجن، وتحدث عنه العميد محمد على حسين، رئيس مباحث قطاع مصلحة السجون، وعقب أن معرض السلاح بسجن طرة، والذى أشرف على إنشائه أهم إدارات البحث بوزارة الداخلية بقيادة اللواء محمد الخوليصى رئيس المباحث بقطاع السجون منذ حوالى شهرين، هو أول معرض فى الشرق الأوسط.
وأكد الخوليصى خلال وصفه لمحتويات المعرض أنه أول معرض من نوعه بالشرق الأوسط والذى يبين طرق وآلية المسجون فى إخفاء المضبوطات وإدخال الممنوعات داخل السجون والتى يتم كشفها عن طريق الرائد وائل صيام المسئول عن تأمين وكشف تلك المضبوطات داخل سجن طرة من لحظة دخول الزائر من على بوابة السجن وتفتيشه تفتيشا دقيقا حتى الوصول للمهربات، وعرض صور وأسماء بعض المحكوم عليهم بالإعدام ومنهم "محمود العيساوى" المتهم بقتل ابنة ليلى غفران وصديقتها والتوربينى صاحب واقعة الاغتصاب.
وشرح رئيس المباحث بقطاع السجون أيضا عملية إدخال بعض الممنوعات لأحد المساجين داخل أوانى الأطعمة قامت بها امرأة منتقبة ولكن تم ضبطها وأيضا تم ضبط ممنوعات بداخل طماطم وعكاز أحد كبار السن وغيرها من وسائل إخفاء المخدرات والممنوعات التى تم ضبطها.
وأشار إلى أنه تم أيضا ضبط بعض الأسلحة بداخل السجن بحوزة المسجونين الذين يقومون بتصنيعها من الأدوات البسيطة الحادة كالقلم أو الملعقة لمحاولة الهرب أو فى حالة الخصومات داخل السجن أو نتيجة خوفه من أحد أو تخويف السجانين.
وأوضح أن ذلك يعد صناعة محلية وتصنع من السكاكين ولكن نتيجة للحملات اليومية داخل غرف السجن يتم ضبطها، لافتا إلى وجود طرق لكشف محاولات إخفاء المعادن داخل بطن المسجون من خلال جهاز كشف المعادن ثم بالأشعة لكشف محاولات إخفائها لاستخدامها فى صنع السلاح أو الهواتف المحمولة فى بطن المسجون.
ومن أغرب الطرق لتهريب المخدر داخل حبوب اللب ويقوم بفتحها وتعبئتها وقفلها بالأمير كمادة لازجة أو عن طريق أحذية القدم والمحاشى أو استخدام أحشاء جسمه عن طريق فتحة الشرج لإخفاء الموبايل أو غيرها من الممنوعات.
اللواء محمد الخوليصى مدير السجن
متهم محكوم عليه بالمؤبد ويعمل بتكسير حجارة الجبل داخل السجن
زى الحارس القديم داخل السجن
صورة تضم الطبيب والجلاد والمأمور وبعض المتهمين بزيهم القديم داخل سجن طرة
مشهد عقوبة بجلد متهم عقب قيامة بجريمه داخل السجن ووضعه على لوح خشبى يسمى العروس قديما
زنزانة قديمة لا تتعدى مترا يحجز داخلها المتهم
مشهد آخر لمتهم يجلس داخل الزنزانة وهو يجلس
ورشة تصنيع الملابس داخل السجن
أدوات الطهى والبوتاجاز الذى يعمل بالفحم
صانع الحرف اليدوية
الأسلحة البيضاء الذى يقوم بتصنيعها السجين فى حال اصطدامه بسجين آخر أو الدفاع عن نفسه
اللواء محمد السيد يعرض مقتنيات المتحف الأول فى الشرق الاأوسط
طماطم بها نبات المخدر وضبطها قبل دخولها السجن
متحف "طرة".. العالم الآخر الذى يجسد حياة السجناء.. المتحف يوثق أنواع العقوبات.. ويضم رسومات توضح أشكال "الزنازين" وتفاصيل الحياة اليومية للسجين.. وصورا لأهم سجناء الرأى والمحكوم عليهم بالإعدام
الخميس، 31 يوليو 2014 07:37 م
متحف طرة
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة