عبير عبد المجيد

كيف تحول الهجان إلى خائن فى "الحرب العالمية"

الخميس، 31 يوليو 2014 09:12 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
منذ فترة والمواقع والصحف الإسرائيلية تشن حملة تشويه متعمدة لشخصية رفعت الجمال أو رأفت الهجان، عميل المخابرات المصرية، ضمن مخطط صهيونى الهدف منه زعزعة ثقة المصريين فى وطنية أبنائهم، وفى توقيت حرج ومرحلة استثنائية نحتاج فيه جميعًا إلى غرس جذور انتمائنا لهويتنا.

ودسَّت الحملة الصهيونية الماكرة أفكارها عن طريق بعض الخبراء الاستراتيجيين المتخصصين فى الشأن الإسرائيلى، مؤكدين أن رفعت الجمال أو رأفت الجمال لم يكن ولائه لجهاز المخابرات المصرى ولكنه عميل مزدوج جندته المخابرات الإسرائيلية وساعد فى تضليل أجهزة الأمن المصرية، بل وذهبت إلى أبعد من ذلك كونه أحد الأسباب فى هزيمة مصر فى حرب 67 عن طريق معلومات مغلوطة دستها أجهزة الأمن الإسرائيلية إلى جهاز المخابرات المصرية عن طريقة الجمال.

لم يكن ذلك مستغربًا على جهاز المخابرات الإسرائيلى فى ظل استخدامهم للشائعات فى العرب النفسية معنا، إلا أن ما ظهر من محاولة تشويه ناعمة لصورة رأفت الهجان فى الفيلم المصرى "الحرب العالمية الثالثة"، والذى طرح منذ أيام ضمن أفلام العيد، هو أمر شاذ ومستغرب، حيث حوّل هذا الفيلم الكوميدى رفعت الجمال أو رأفت الهجان "بقدرة قادر" من بطل مصرى إلى جاسوس وعميل وخائن للوطن.

ففى مشهد ليس له أدنى حلقة بالسياق الدرامى للفيلم والذى لو انتزع منه لما أثر بأى شكل من الأشكال على العمل، بل إن المشاهد لن يشعر به لو تم حذفه بالكامل لعدم ارتباطه بأحداث الفيلم، حيث ظهرت شخصية رأفت الهجان أو رفعت الجمال والذى قام به الممثل "محمد رزق" بالمطار يحاول أن يقنع صديقة علاء الدين بالعودة مرة أخرى للمتحف والدفاع عنه، فى صورة رمزية للدفاع عن الوطن ضد أعدائه ومن يحاولون الاستيلاء عليه بالقوة والعنف، وعندما يقتنع صديقه وينصرف للدفاع عن المتحف يلتفت الهجان إلى حبيبة صديقه الموجودة بالمطار ليخبرها أنه سيهرب من مصر إلى إسرائيل لأنه يملك هناك شركة سياحية، بدون أى مبرر درامى يفسر لماذا اختار المؤلف بالتحديد شخصية رأفت الهجان لتشويها واتهامها بالعمالة وخيانة الوطن فى لحظة يحاول كل أطرافه الدفاع عنه.

وعلى الرغم من أن الرقابة قد تدخلت على استحياء وقامت بوضع "صفارة" على كلمة إسرائيل فقط إلا أن ذلك لفت نظر المشاهد للفيلم أكثر للمعنى الخبيث الذى حاول المؤلف زرعه على طريقة "السم فى العسل"،

فظهرت شخصية الهجان فى الفيلم كونه المخادع العميل الخائن للوطن فى سقطة فنية بشعة شوهت المعنى من الفيلم.

وكون هذه السقطة قد تخص بشكل مباشر أشخاصًا موجودين بالفعل هم أسرة رفعت الجمال الذى يمكنهم مقاضاة صناع الفيلم الذى تسبب فى تشويه صورة رفعت الجمال أو اعتبارها مجرد غلطة يمكن تداركها إلا أن هذا لن يعفى الأجهزة الرقابية من مسئوليتها عن ظهور مثل هذا المشهد المسيء للرموز السياسية المصرية والذى يمس بشكل آخر كل المصريين الذين وثقوا فى رموزهم الوطنية وثوابتهم القومية.

ويعد فيلم الحرب العالمية الثالثة نموذجًا لتمصير الأفلام الأجنبية باقتباس قصة لفيلم أجنبى شهير ووضع "التاتش" المصرى عليها فالفيلم مأخوذ عن قصة فيلم "ليلة فى المتحف" وهو فيلم كوميدى من إخراج الكندى "شون ليفى" أسس على كتاب "الليلة فى المتحف" وهو كتاب أطفال لعام 1993 والفيلم يحكى عن قصة حارس ليلى فى متحف تاريخ الطبيعة فى نيويورك بعد اكتشافه واقع أن كل شىء فى المتحف يعود للحياة ليلاً عن طريق مشاهدته لقبر فرعون مصرى.

بالرغم من أن صناع الفيلم حرصوا أيضًا فى بداية العمل على وضع عبارة أن الفيلم غير مأخوذ عن قصة هذا الفيلم بالتحديد على طريقة "باسم يوسف" الكوميدية لنفى ما يحاول تأكيده بطريقة "نفى النفى إثبات".

وحاولت أحداث الفيلم المصرى الاختلاف مع الفيلم الأجنبى على طريقة "التاتش المصرى" فى سياق كوميدى عن طريق اكتشاف "تعويذة" عند قراءتها يمكن أن يتحول أى جماد إلى حى وهو ما يستخدمه هتلر أحد شخصيات المعبد فى قيام الحرب العالمية الثالثة والاستحواذ على حكم مصر فى حين يحاول كل الشخصيات التاريخية منعه وإن كلفهم ذلك حياتهم نفسها فى حين أن الشخص الوحيد الذى يهرب من المعركة تاركا المعبد والبلد بالكامل فارًا إلى إسرائيل هو رأفت الهجان وهو ما يدفعنا للتساؤل هل الفيلم ينفذ مخططًا صهيونيًا لزعزعة ثقة المصريين فى رموزهم أم مجرد سقطة فنية من سارقى فيلم غير محترفين.






مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة