تجارة الأثاث المستعمل تشكل اليوم انتشارًا غير مسبوق، فى الماضى كان المستهلك يعتمد على الجديد فى كل مستلزماته، أما اليوم فإن الوضع اختلف كليًا، فى ظل الأزمة الاقتصادية الراهنة التى تمر بها مصر، حيث ارتفع إقبال المستهلك على الأثاث المستعمل، ما ساعد على انتشار محال لبيع ذلك النوع من الأثاث فى جميع أنحاء الجمهورية.
ففى السابق كان الأثاث المستعمل منحصراً فى أسواق عزبة الصعايدة بإمبابة محافظة الجيزة والمناصرة وسوق الزاوية بمحافظة القاهرة وطنان بمحافظة القليوبية، أما اليوم فإن المحال التى تزاول تلك المهنة أصبحت منتشرة فى كل المناطق الشعبية، وذلك بعد الإقبال المتزايد عليها من البسطاء.
كان الاهتمام بالأثاث المستعمل من قبل ساكنى الشقق المفروشة، وبصفة خاصة الشباب الجامعى المغترب، وكذلك الموظف البسيط محدود الدخل، والذى يجد فى محال بيع الأثاث المستعمل ضالته بأسعار زهيدة قد تصل إلى نصف أسعار الأثاث الجديد.
معاناة ومشاكل أصحاب محلات بيع الأثاث المستعمل كانت رمانة الميزان، التى دفعتنا لتسليط الضوء عليها لرصد أحوال تلك التجارة وإيجابياتها وسلبياتها.
فى البداية أكد محمد رواش ويعمل بائع بسوق"الزاوية الحمراء"، أنه يعمل فى هذه التجارة منذ فترة طويلة، فهى ممتدة من أعوام، موضحًا أنهم يصلون إلى أماكن البيع عن طريق الصحف اليومية، وكذلك الإعلانات المبوبة والإنترنت، لتبدأ عملية الاتصال بالبائع وتقدير ثمن البضاعة، وبعد الاتفاق البضاعة يتم إحضارها للمحل بعد إجراء التصليحات البسيطة إن احتاج الأمر، موضحًا أنهم يعتمدون أيضاً على "السريحة" من الذين يعملون بـ" الروبابيكيا".
ولفت رواش، إلى أن هذه الأسواق تشهد حركة يومية مستمرة كون الإقبال عليها شديدًا، والزبائن يكونون خليطًا من الطلبة الجامعيين، وساكنى الشقق المفروشة من المغتربين.
أما عن سبب إقبال الناس على الأثاث المستعمل أكد "أبو عمر" أحد تجار الأثاث، أن رخص الثمن هى السبب الرئيسى، خاصة أن المقبل عليها من محدودى الدخل، موضحاً أن غرفة النوم الجديدة سعرها يبدأ من عشرين ألف جنيه، بينما يصل سعرها فى محال الأثاث المستعمل سبعة آلاف فقط.
وعن الضمانات التى تقدمها محال الأثاث المستعمل، أكد "أبو عمر" أنه لا يتم تقديم أى ضمانات للمستهلك، حيث إن "الزبون" يقوم بمعاينة البضاعة وهو يعلم أنها مستعملة من قبل.
أما عن نسبة نجاح هذه المهنة، فقد كشف أن نسبة نجاحها 90%، حيث أن شراء البضائع لا يكلف الكثير، كما أن بيعها يكون بأضعاف قيمة شرائها مضافًا إليها قيمة النقل من مكان البيع إلى السوق.
وعن مصدر البضائع قال عمر السيد أحد التجار، إنها تكون من الناس "المرفهين"، فكثير منهم يريدون التخلص من أثاثهم عند تجديد منازلهم، فيبيعونها بثمن رخيص، مضيفًا أن يواجهون معاناة فى التعامل مع البلدية وشرطة المرافق التى تمثل العائق الوحيد لتلك التجارة.
وأضاف محمد السيد أحد تجار الأثاث، قائلاً ''بعد الاتصال من جانبنا بمن يرغب فى بيع ما لديه من أثاث مستعمل، نذهب إلى منزل صاحب الإعلان ونشترى ما يمكن شراؤه، فلا يهم جودة الأثاث أو عدمه، لأن لدينا عمال من نجارين ودهانين، ثم نتفق على السعر وغالبًا ما نشتريه بأسعار قليلة، وصاحب الأثاث يريد بيعه إما لحاجته إلى المال أو لرغبته فى تجديد أثاثه، وبعد ذلك نحضر الأثاث ويتم تصفيته وبيعه".
وبسؤاله عن تجارة الأثاث المستعمل، أكد محمد السيد أنها مربحة، فالبضاعة يتم تصريفها بسرعة، كما أن الربح مضمون 100 %
وفى السياق ذاته، أكد مهران على أحد التجار، أن محلات بيع الأثاث المستعمل تختلف على حسب النشاط، فهناك الأثاث القديم ذو الجودة العالية والتراث، مثل الأثاث المستورد، وأيضًا الخشب القديم الذى يفوق فى جودته الصناعات الحديثة، فهى غالباً أسعارها أغلى من القطع الجديدة لأسباب تتعلق بالمواد الخام كـ"الصندل والزان"، الذى لا يوجد منهما نفس الجودة، أما عن باقى الأثاث وأبرزها غرف النوم التى يعاد طلاؤها وترميم أدراجها، حتى يتم بيعها بسعر أعلى من سعر شرائها، فتكون أسعارها فى متناول محدودى الدخل.
بالفيديو.."الموبيليا المستعملة" تغزو سوق الفقراء تحت شعار"بيع مفيش ترجيع"..المغتربون والطلبة ومحدودو الدخل أبزر عملائها..والتجار:نعتمد على "المرفهين" و"السريحة "و"الروبابيكيا"..والربح مضمون100%
الخميس، 31 يوليو 2014 02:08 ص