توقظ الأعمال الناجحة الموتى، فتعيد ذكراهم العطرة على الألسنة، فالناس موتى وأهل الفن أحياء، وفى رمضان هذا العام عاد أبطال من الموت، بينما ظل آخرون فى سبات عميق بعد أن عجزت الدراما التليفزيونية عن التعبير عنهم كما ينبغى.
فتحية العسال تبتسم لـ"سجن النسا"
فى الـ15 من يونيو الماضى، رحلت فتحية العسال أو ماما فتحية كما يحلو لليساريين أن يلقبوها، إلا أنها سرعان ما استيقظت وابتسمت حين احتل عملها "سجن النسا" صدارة الأعمال الدرامية فى رمضان الماضى، وشغل الدنيا كلها.
فتحية العسال التى عاشت مناضلة تنتصر لقضايا المرأة فى الريف والصعيد، وكتبت أهم الأعمال للدراما التليفزيونية مثل "هى والمستحيل" و"لحظة صدق"، انحسر عنها الضوء فى أيامها الأخيرة إلا من أخبار صغيرة فى الصحف تطمئن أحباءها على صحتها، ثم فجأة ملأت الدنيا ضجيجا بعد شهر من موتها، حين قررت السيناريست مريم نعوم وزميلتها هالة الزغندى تحويل مسرحية "سجن النسا" لمسلسل تليفزيونى.
اللافت فى الأمر هو ما يحكيه أحد أبطال العمل حين سمعوا خبر وفاة فتحية العسال، حيث كان يجرى تصوير مشهد وفاة "زينات" فى السجن وتشييعها، وكأن فتحية ماتت وهى تودع بطلتها وتترك لنا عملاً يبقى فى ذاكرة الدراما طويلا، بعد أن أبدلت غيابها حضورا على تترات المسلسل يوميا.
مسرحية سجن النسا، كتبتها فتحية بعد أن جرى اعتقالها ثلاث مرات بسبب كتاباتها وكانت نزيلة فى "سجن القناطر" الذى جرت فيه أحداث المسلسل.
"دهشة" توقظ شكسبير وينطق اللهجة الصعيدية
شكسبير لا يموت، الكاتب الإنجليزى الأشهر فى تاريخ الأدب الإنجليزى بل والأدب العالمى، عاد من الموت فى رمضان بعد أن استمع إلى "همهمات" السيناريست عبد الرحيم كمال الذى قرر تحويل مسرحيته "الملك لير" إلى مسلسل تليفزيونى صعيدى وأطلق عليه "دهشة".
الفنان الكبير يحيى الفخرانى الذى أدى المسرحية، لأكثر من عام على المسرح، قرر أن يهديها للتليفزيون مع المعالجة الدرامية الجديدة باللهجة الصعيدية فى عمل من إخراج نجله شادى الفخرانى.
ولأن التمثيل المسرحى أصعب من التمثيل فى التليفزيون، فإن الفخرانى لم يخيب ظن شكسبير الذى أحبه على المسرح كما أحب عمله فى دراما الصعيد.
حبيشة.. وتصور البعض أنه انتقم لـ"هبة ونادين"
فى الوقت الذى نفى فيه مؤلف مسلسل ابن حلال أن يكون العمل له علاقة بالقضية الشهيرة التى قتلت فيها نجلة الفنانة ليلى غفران وصديقتها، اعاد العمل ذكراهن للأذهان مرة أخرى، بعد أكثر من 8 سنوات على غلق القضية، وإعدام محمود العيساوى المتهم فيها، وتصور البعض أن حبيشة أو محمد رمضان بطل المسلسل قرر أن ينتقم من القاتل ووالده فقتل الوزير ونجله قبل أن يسقط برصاص الشرطة فى عزبة الصعايدة التى يسكنها.
المسلسل تأليف حسان الدهشان وإخراج إبراهيم فخر، اللذين اختارا نهاية مختلفة للمسلسل عما جرى فى القضية التى قيل وقتها أن نجل مسئول كبير بالحكومة آنذاك.
المسلسل أيقظ قضية هبة ونادين مرة أخرى، حتى إن بعض المحامين طالبوا بإعادة التحقيق فى القضية رغم مرور كل هذه السنوات عليها.
الأعمال الضعيفة تترك أبطالها موتى
أما مسلسل صديق العمر، فلم ينجح فى إيقاظ بطله المشير عبد الحكيم عامر من موته، ولم يتحرك له جفن بعد أن سمع صديقه الرئيس الراحل جمال عبد الناصر يتحدث بلهجة سورية على لسان جمال سليمان للمرة الأولى بعد وفاته، وكذلك مسلسل سراى عابدين الذى امتلأ بالأخطاء التاريخية فترك الخديوى إسماعيل فى سباته العميق حتى إن قصر عابدين الذى جرت فيه الأحداث لم يبتسم حين رأى نفسه بهذا الإنتاج الضخم.
ملحوظة: الموتى لا يستيقظون ولكنهم يشعرون، لذلك حاول التقرير السابق مداعبة خيالك فقط.
موضوعات متعلقة
أسرة "ابن حلال" فى ندوة "اليوم السابع": نهاية المسلسل صادمة لأنها تعبر عن الظلم.. والتشابه مع قضية "ابنة ليلى غفران" فى جريمة القتل فقط لأننا لا نقدم سيرة ذاتية
جدل واتهامات متبادلة بسبب "ابن حلال".. محمد رمضان: المسلسل من وحى المؤلف ولا علاقة له بقضية "هبة".. وليلى غفران: تاجروا بدم ابنتى وسأقاضيهم.. وشقيق العيساوى: ابن أحمد نظيف هو القاتل وشقيقى برىء
شقيق محمود العيساوى: "ابن أحمد نظيف هو القاتل وشقيقى برىء"
العائدون من الموت يظهرون فى رمضان.. فتحية العسال ترقد مطمئنة وتعود بـ"سجن النسا".. وشكسبير يصحو مع "دهشة".. "حبيشة" يعيد ذكرى"هبة ونادين".. و"صديق العمر" و"سراى عابدين" يتركان أبطالهما موتى
الخميس، 31 يوليو 2014 08:29 م
مسلسل ابن حلال
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة