صدر حديثا عن مؤسسة "كلمة" للترجمة، الطبعة العربية لكتاب "الذهب" عن سلسلة الفنون، للكاتبة سوزان لانيس.
ويتناول الكتاب تجاهل المجتمعات البدائية للذهب على اعتبار أنه أقل فائدة من الحديد والنحاس والمعادن الأخرى، التى كانت تستخدم فى صنع الأدوات والأسلحة الفعالة، ولكن ما إن بلغت مرحلة متطورة ارتبطت فيها المنزلة الاجتماعية مع التباهى باستعراض الثراء، حتى تبوأ الذهب مكانته المرموقة التى جعلت الناس يزدادون شغفاَ به مع مرور الأيام، وانعكس ذلك فى القصص الخيالية والحكايات الخرافية التى لا تخلو من وصف لشيء ذهبى، فهناك أميرات بشعر ذهبى، وطائر ذهبى ينقل الأخبار، وفارس شجاع يلوح بسيف ذهبى، أما فى الواقع فكان الذهب نعمة ممزوجة بنقمة، وسبباً للنزاع والكوارث، حيث تعرض السكان الأصليون فى أمريكا الجنوبية والوسطى إلى احتلال وحشى، ومجازر على يد الأوروبيين المدفوعين بجشعهم لامتلاك الذهب، فى حين اجتاحت كاليفورنيا حمّى التنقيب عن الذهب وحدثت المآسى وخيبات الأمل المتكررة.
وفى هذا الكتاب الحافل باللوحات والصور تستعرض سوزان لانيس تاريخ الذهب وخصائصه التى منحته سلطة لا تُضاهى على الذهن البشرى، بدءاً من استخدامه فى قبور القدماء ذوى المكانة الرفيعة، وانتهاءً بالحلى والمجوهرات البراقة التى يتزيّن بها الناس للاستعراض العام فى الوقت الحاضر.
وتجادل المؤلفة أن المعدن الأصفر يثير الإعجاب كما يثير الحسد فى الآن ذاته، ويحظى بالثقة فى الحفاظ على قيمته، ولا سيما إبان الأزمات الاقتصادية، بيد أنه ليس أهلاً للثقة باعتباره مصدر إفساد للقيم الأخلاقية.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة