ويبدو أن الصحراء كما قال الكاتب البرازيلى باولو كاويلهو تجعل المرء يدرك "أبعاده الحقيقية كإنسان"، لذا فهى من بين أفضل الأماكن التى يفضلها الدبلوماسيون الأجانب فى مصر، حيث يخيمون ويمارسون الرياضيات المختلفة المتعلقة بالصحراء. كما تتصدر الأقصر وأسوان قائمة الأماكن السياحية التى يفضلها السفراء وعائلتهم نظرا لما تحتويه من إرث تاريخى عظيم لا يملك من يقف أمامه سوى أن يفكر كيف تمكن هؤلاء من بناء هذه الصروح قبل آلاف الأعوام، وكيف تمكنت بدورها من الصمود طيلة هذه المدة لتقف شامخة محتفظة بأسرارها أمام العالم أجمع.
وعنها تقول زوجة السفير اليونانى التى زارت الأقصر لحضور افتتاح النسخة المقلدة من مقبرة توت عنخ أمون فى البر الغربى، إنها زارت الأقصر وأسوان العديد من المرات وعلى ما يبدو لم تكتف منهما، وتظلان تسحرانها. ووافقتها الرأى زوجة السفير الماليزى التى كانت تحضر نفس الفاعلية، والتى زارت الأقصر للمرة الأولى قائلة إنها ستأتى مرة أخرى حتى يتسنى لها رؤيتها كما ينبغى، وأغلب الظن فى فصل الشتاء حتى تستمع بشمسها الدافئة.
أما القاهرة القديمة، فأيضا تحتل أهمية كبيرة فى جدول زيارات السفراء الأجانب لما تعكسه من فترة زمنية مختلفة تماما عن حقبة الفراعنة، وتقول عنها السفيرة السويدية بالقاهرة، شارلوتا سبار فى حوار لها إن "مصر فيها الكثير من الأماكن الرائعة، من الأماكن المفضلة لدى المشى فى شوارع القاهرة الإسلامية، ثم الاستراحة فى مسجد ابن طولون أو احتساء القهوة فى الفيشاوى، كما أستمتع كثيرا بالتنزه فى حى الزمالك واستكشاف العديد من المعارض الفنية ومحلات التصميم".
وتتحدث "سبار" عن حبها للحياة الثقافية المصرية، والتى تحاول التمتع بها قدر المستطاع من خلال حضور العروض التى تعكس عمق وغنى الثقافة المصرية، قائلة: "أهم اهتماماتى فى الحياة هى الثقافة، بكل أشكالها، أنا أحب الموسيقى، والمسرح، والفنون والتصميم والأدب والطعام، أحاول استكشاف والتمتع بالثراء الثقافى فى القاهرة وباقى مصر بقدر المستطاع، ولدى أيضا شغف بالتصوير والكاميرا ترافقنى دائما، لقد أقمت عددا من المعارض الفوتوغرافية فى الماضى وأتمنى أن أقيم معارض هنا أيضا".
أما السفير البريطانى – المنتهية ولايته والذى اعتزل الحياة الدبلوماسية- جيمس وات وزوجته آمال وات فيسعيان للتمتع بالرواج الثقافى فى مصر، فيحضران على سبيل المثال معارض فنية وخيرية إذ كانا حاضرين فى افتتاح متحف النحات أدم حنين، كما زارا متحف ويصا واصف، وحضرا عرض أزياء لتدشين جمعية خيرية لمساعدة الأطفال فى الصعيد، قائلين: "لدينا اهتمام خاص فى بيتنا بالمجال الفنى وننظم حفلات غناء أوبرالى هنا فى المنزل، وندعى أصدقاءنا لتعريفهم بالمواهب المصرية".
وتضيف زوجة السفير البريطانى الأسبق: خلال حوار أجراه "اليوم السابع" معها: "أحب التجول فى الزمالك، وأحب الذهاب إلى "الخيامية"، وهى شارع فى القاهرة يكثر به فن صناعة الخيام، وهى فن مصرى قديم يصنع باليد ويتميز بألوانه المختلفة، والغريب أن هذا النوع من الفن أصله "الترقيع".. وأحيانا نسافر خارج القاهرة، فذهبنا مثلا إلى سيوة، ونذهب إلى شرم الشيخ، والأقصر وأسوان، ونحب أن نذهب إلى واحة "طرفة" فى واحة الداخلة".
ومن الأماكن التى تحب كايوكو سوزوكى، زوجة سفير اليابانى أيضا قضاء الوقت فيها، فى مصر، صعيد البلاد مثل أسوان "لأنها نظيفة وأهلها معتدون بأنفسهم ويرحبون بالسياح من كل مكان، ويحاولون دائما تنظيف المدينة بأكملها ليس فقط أمام منازلهم وإنما الشوارع المحيطة بهم، وأتذكر أننى كنت هناك فى إحدى المرات، ورأيت طفلا ينظف الشارع، وليس داخل منزله"، وهو الأمر الذى أثار دهشتها وإعجابها، ولفتت أيضا إلى حبها للصحراء وزيارتها للصحراء الغربية والواحات. وأكدت على حبها لمنطقة الزمالك.
أسوان كذلك تعد مصدر جذب كبير، وكان السفير البلجيكى بالقاهرة جيل هيفارت قد زارها الشهر الماضى فى إطار جولة سياحية يقوم بها يرافقه خلالها عدد من أفراد أسرته، استمرت لمدة 4 أيام، حيث زار السد العالى والمسلة الناقصة ومعبد فيلة. كما زارها سفير كوريا الجنوبية بالقاهرة سونج جون لى وأسرته للقيام بجولة سياحية.
وعن الأماكن التى يفضل زيارتها، قال السفير البلجيكى جل هيفارت إنه يسكن بجوار الأهرامات، لذا فهو يزورها فى الكثير من الأحيان – ما يقرب من 10-15 مرة- وتثير إعجابه منطقة سقارة ودهشور، مشيرا إلى أنه زار الأقصر وأسوان والإسكندرية والأديرة فى البحر الأحمر، ولكن هناك الكثير من الأماكن الجميلة التى يرغب فى زيارتها.
أما عن الأماكن التى يفضل سفير اليونان زيارتها فى مصر، قال كريس لازاريس لـ "اليوم السابع": "زرت الكثير من الأماكن فى البلاد، ولكن هناك أماكن لم أزرها بعد، مثل معبد أبو سمبل، وواحة سيوة، وسيكون من الصعب قليلا الذهاب، لأنها غالية ولا أملك الوقت حاليا، وإذا سألتنى عن المكان الذى أفضل أن أقضى فيه آخر ليلة لى فى مصر، فسيكون الأقصر، فهى مكانى الأفضل هنا".
أما سفير الاتحاد الأوروبى بالقاهرة جيمس موران، فأكد أنه يفضل الكثير من الأماكن فى مصر، مثل العلمين، حيث إنه مكان رائع، كما يحب واحة سيوة، وبالطبع الأقصر والجونة وشرم الشيخ وسانت كاترين.
واتفق السفير الإيطالى ماريتسو مسارى مع موران فى حبه لمدينة العلمين قائلا: "أنا أحب البحر لأنى أتيت من نابولى، التى تقع على ساحل البحر الأبيض المتوسط، لذا أحب الساحل الشمالى فى مصر، وتحديدا العلمين، فهذا المكان أكثر من رائع".
وعن الأماكن التى يفضل زيارتها سفير الأرجنتين بالقاهرة، سيرجيو ألبيرتو باور، قال فى تصريح لـ "اليوم السابع" إنه يحب مصر كثيرا وجاء إليها قبل توليه منصب السفير أربعة مرات، ويحب كل أماكنها المختلفة مثل الأقصر وأسوان والإسكندرية والقاهرة لما تتضمنه من أماكن مختلفة تعبر عن المدينة، مؤكدا "مكانى المفضل فى مصر هو كل مصر".
سفراء الاتحاد الأوروبى وسويسرا والسويد وهولندا فى الأقصر
سفير الاتحاد الأوروبى، جيمس موران داخل مقبرة فى الأقصر
سفير الاتحاد الأوروبى يتفقد نسخة مقلدة من مقبرة توت عنخ أمون بالأقصر
زوجة السفير البريطانى، المنتهية ولايته، مع محررة اليوم السابع
زوجة السفير اليابانى بالقاهرة وهى ترتب الأزهار بالطريقة اليابانية
زوجة السفير اليابانى مع محررة اليوم السابع
