نجح فريق من العلماء الأمريكيين فى تطوير اختبار دم يساعد فى الكشف عن تركيز حمض الفوليك فى الدم لدى السيدات المقبلات على الإنجاب، يمكن أن يساعد فى التعرف عن السيدات اللاتى يفتقر هذا العنصر الحيوى فى دمائهن أحد العناصر المغذية الحيوية الرئيسية للجنين والرضيع لوقايته من فرص حدوث عيوب خلقية.
فقد أمكن بواسطة تحليل دم بسيط المساعدة دون حدوث العيوب الخلقية العصبية مثل: الشفة الأرنبية، وفقا للاحدث الابحاث الطبية التى أجريت فى هذا الصدد.
وكشف الفريق الدولى من العلماء – الذين أشرفوا على تطوير التحليل – عن إعتماد التحليل المبسط بصفة أساسية على قياس تركيزات حمض الفوليك (وهو أحد أشكال فيتامين ب) فى خلايا الدم الحمراء بين السيدات الحوامل، وهو ما يعد خطوة هامة على طريق الوقاية من حدوث العيوب الخلقية الخطيرة المسماة "بعيوب الأنبوب العصبى"، حيث يعد عنصر "الفولات" من العناصر الحيوية لتطور السليم للجنين.
وأشار العلماء إلى أنه بالإضافة إلى حمض الفوليك المتواجد فى الغذاء بشكله الطبيعى، فإن الشكل الأصطناعى من الفولات، والمعروف باسم "حمض الفوليك"، يتواجد فى الأغذية المقواة به والمكملات الغذائية.
وعلى الرغم من أن تناول مكملات حمض الفوليك خلال فترة الحمل، من المعروف دورها فى الحد من خطر حدوث عيوب الأنبوب العصبى، فإنه من غير الواضح كم من هذه المغذيات اللازمة لمنع وقوعها، إلا أن التوصية الحالية توصى بضرورة تناول الحامل جرعة لا تقل عن 400 ميكروجرام من حمض الفوليك يوميا.
كان عدد من الأبحاث السابقة قد أشارت إلى أن خطر عيوب الأنبوب العصبى تتزايد، كلما تناقص مستوى حمض الفوليك فى الكرات الدم الحمراء فى دم الحامل.
ولتحديد ما إذا كان تركيز حمض الفوليك فى الكرات الدم الحمراء مثالى أم لا، قام العلماء بتحليل عينات عدد من سكان الصين، تم تحليل بيانات أكثر من 220 ألف حالة ولادة، حيث ولد نحو 250 طفل بعيوب الأنبوب العصبى.
ويقيس الباحثون مستوى تركيز حمض الفوليك بين كرات الدم الحمراء فى اليوم 28 من الحمل، وخطر حدوث العيوب الأنبوبى العصبى، حيث وجدوا ارتباطا وثيقا بين انخفاض تركيزات حمض الفوليك فى كرات الدم الحمراء وخطر العيوب الأنبوبى العصبى بواقع 25,4 بين كل 10 آلاف حالة ولادة.
ووفقا للابحاث التى أجريت فى هذا الصدد ونشرت فى العدد الحالى من المجلة الطبية البريطانية على الإنترنت، وقد تم تخفيض هذا الخطر بواسطة رفع مستوى تركيز حمض الفوليك فى كرات الدم الحمراء.
وخلص معدو الدراسة إلى أن النتائج المتوصل إليها يمكن أن تساعد العلماء فى تطوير ورصد برامج الوقاية من عيوب الأنبوب العصبى للمرأة فى جميع أنحاء العالم.
وردًا على النتائج، علق الباحثون من قسم "نوفيلد" للصحة السكان فى جامعة "أوكسفورد" البريطانية فى بيان نشر بالمجلة الطبية، أن رصد تركيزات الخلية الحمراء لدى الحامل قد يساعد فى اتخاذ قرارات السياسة العالمية، والسماح للقادة بمراقبة استجابة السكان مع الهدف النهائى المتمثل فى خفض معدلات الإصابة والوقاية من عيوب الأنبوب العصبى.
وأوضح واضعو الدراسة، أن الخطوة التالية تتمثل فى تحديد مقدار طبيعى من حمض الفوليك فى الغذاء أو فى شكل مكملات غذائية لتحقيق المستوى الأمثل لمستوى حمض الفوليك فى كرات الدم الحمراء.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة