فى روايات وأفلام الخيال العلمى ينتقل الأبطال فى زيهم الذى يشبه الفضائيين خلال المنطقة المليئة بالجثث جراء انتشار الوباء المعدى سريع الانتشار، لكن يبدو أن هذا المشهد انتقل من الأفلام إلى الواقع فى واحدة من أسوأ الكوارث الإنسانية، التى لم تخطر لأحدنا حتى فى أبشع كوابيسه.
إن كان لديك أعراض تشبه دور البرد كارتفاع فى درجة الحرارة وفقدان الشهية وتشعر بصداع شديد والتهاب فى الحلق، احترس فقد يكون فيروس إيبولا، حمى النزيف التى تهدد القارة السمراء الفقيرة، بعد انتشارها فى قرية صغيرة فى غينيا، انتقلت إلى سيراليون وليبريا فى غرب القارة منذ شهر فبراير الماضى، وإصابة 1872 مريضا، مات منهم 672 قتيلا من جراء مضاعفات الإصابة بالعدوى.
وتشير إحصاءات منظمة الصحة العالمية إلى أن تفشى الوباء هذه المرة هو الأكثر والأكبر والأصعب منذ اكتشاف الفيروس عام 1976، و الذى حدث أن تفشى أكثر من مرة، لكن كلها كانت أخف من هذه المرة.
ووفقا لصحيفة "ديلى ميل" البريطانية فإن العالم كله اليوم استيقظ على كارثة إنسانية تشمل وفاة واحد من أكبر الأطباء الأمريكيين المتخصصين فى كفاح فيروس إيبولا مصابا بنفس الفيروس، الذى عاش حياته لكفاحه، وسافر إلى أفريقيا لعلاج المصابين، ومن قبلها بفترة قصيرة توفى طبيب آخر فى نفس المكان أيضا.
ويقول الخبراء إن الفيروس يدمر خلايا جهاز المناعة كما يفعل الإيدز لكن بطريقة أكثر شراسة، وأعراضه الأولى شبيهة بدور البرد، وفترة الحضانة وهى الفترة ما بين الإصابة بالعدوى وظهور الأعراض تتراوح ما بين يومين إلى 21 يوما، وتبدأ الأعراض على صورة دور البرد العادى، وهو ما يصعب التشخيص جدا فلا أعراض مميزة فى مرحلته الأولى.
وقتما تبدأ الأعراض فى التفاقم والظهور ومعها ألم العضلات فإن المريض يصبح مصدرا للعدوى، والتى تنتقل عبر سوائل الجسم كالدم وإفرازات الجسم كالبول واللعاب والبراز والسائل المنوى، أو من سوائل أجسام الحيوانات المصابة إن تعامل معها الفرد مباشرة أو مع أدوات أو أغطية ملوثة بها.
ويضيف الخبراء أن المرحلة الثانية من المرض هى الأصعب، حيث يخترق الفيروس الأوردة والشعيرات الدموية مع جلط الدم داخل الأوعية الدموية، وحدوث نزيف حولها فى أماكن متفرقة من الجسم، فيمكن للجلطات المحاطة بالنزيف أن تحدث فى الكبد والطحال والدماغ والأعضاء الداخلية الأخرى.
وبعض المرضى يعانون من آلام مرعبة فى كل أنحاء الجسم، وآلام مزمنة فى البطن مع التقيؤ والإسهال وظهور طفح جلدى على الجذع ينتقل إلى الأطراف والرأس، وبعد أيام قليلة تأتى المرحلة النهائية.
وتشمل المرحلة النهائية مهاجمة جهاز المناعة للأوعية الدموية الصغيرة، مما يسبب النزيف من كل فتحات الجسم العيون والأنف والأذنين فى مشهد مرعب، بالإضافة إلى النزيف من القناة الهضمية فى صورة قىء دموى وإسهال دموى والأعضاء الداخلية، وتراكم كرات الدم تحت الجلد، مما يسبب الوفاة عادة بين 8 – 17 يوما، وذلك فى 90% من الحالات.
أما الحالات التى تتعافى فهى تقدر بنحو 10% أو أقل من الحالات المصابة، ويظل الرجل حاملا للفيروس فى سائله المنوى لما يقرب من 40 يوما بعد التعافى، أى يمكنه إصابة زوجته بالمرض بعد التعافى.
والأزمة الكبرى التى تواجه العالم أن الفيروس لا يوجد له أية أدوية محددة لعلاجه ولا يوجد لقاح للحماية منه، لذا يعد خطرا على البشرية كافة، كما أنه فى أفريقيا يصيب القرود والغوريلا والشامبانزى وخفافيش الفاكهة، والنسانيس والظباء، وكلها تعد وسائل لنقل العدوى.
وتشير تقارير منظمة الصحة العالمية إلى أن أكثر الأفراد تعرضا للمرض هم العاملين الصحيين كالأطباء والتمريض ومساعديهم، وأهل المريض أو من لهم احتكاك مباشر به، بالإضافة لمن تعامل مع جثة الموتى المصابين، والصيادين الذين تعاملوا مع الحيوانات النافقة.
وتضيف تقارير المنظمة أنه لا يوجد حاليا أدوية محددة مصرح باستخدامها كعقاقير لفيروس إيبولا، ولكن هناك أدوية ما زالت قيد التطوير، لكن تعتمد العلاجات كلها على إمداد المريض بالسوائل وعلاج الأعراض المختلفة.
وعلى الرغم من أن هناك تصريحات رسمية أفريقية قد أشارت إلى أن ما يقرب من 30 ألف مواطن معرضون للإصابة بالفيروس، وعلى الرغم من حالة الطوارئ التى تم إعلانها فى البؤر الوبائية، إلا أن منظمة الصحة العالمية لم تعلن بعد حظر السفر إلى الدول التى ظهرت فيها الحالات.
موضوعات متعلقة..
"إياتا": منظمة الصحة لا توصى بفرض حظر على السفر بسبب الإيبولا
منظمة الصحة تحصى 1300 حالة إصابة بـ"إيبولا" منها 729 وفاة
أفريقيا فى رعب من فيروس إيبولا.. 672 قتيلا و1872 حالة إصابة.. السائل المنوى وسيلة شائعة لنشر العدوى.. يشبه فى بدايته أعراض البرد.. والنزيف من كل فتحات الجسم هو نقطة النهاية.. ونسبة الوفيات تبلغ 90%
الخميس، 31 يوليو 2014 10:03 م