كل يوم يتساقط المئات قتلى وصرعى فى كل أنحاء الوطن العربى من المسلمين والمسيحيين فى مشهد مأساوى عجيب وصمت مغلف بالخوف والرعب من الجميع فى انتظار ما ستسفر عنه الأيام القادمة والصراعات القائمة.
وفى كل مرة أتفقد فيها المحطات التلفزيونية المختلفة ووسائل الإعلام بشتى أنواعها أجد أن الجميع شهداء والجميع لهم الجنة والجميع أبرياء والقاتل دائما على حق ومسالم وبرىء من دم من قتله وحسب أهواء وانتماء وتوجهات وقناعات وأيمان كل طرف.
وأنا أتساءل هنا.. من قتل من جنود الشرطة والجيش شهداء أم عملاء خونة يساندون والظالمين وأعداء الله الكفار ودمهم حلال وقتلهم واجب وطنى؟
من قتل فى رابعة والنهضة من جماعات الإخوان المسلمين شهداء أم أعداء للوطن وإرهابيين يسعون فى الأرض فسادا ويجب قتلهم والقضاء عليهم؟.
من قتل فى المظاهرات والاعتصامات والإضرابات بدعوى الحرية والعدالة الاجتماعية من شباب الثوريين وغيرهم شهداء أم مخربون مشاغبون يعملون لأصحاب أجندات خارجية ويضرون بمصالح الوطن ويجب التخلص منهم؟
من قتل فى ضرب عشوائى أو فى الانفلات الأمنى شهيد أم قضاء وقدر؟
من قتل فى أسوان وتم التمثيل بجثثهم وجرهم على عربات الكارو فى حوادث الثأر وصراع العائلات شهداء أم لا؟
من يقتل فى سوريا سواء من قوات النظام أو الجيش الحر شهداء شرفاء أم كفرة مصيرهم نار جهنم وبئس المصير؟
من يقتل فى بلاد العراق من تنظيم الدولة الإسلامية المتشددة فى العراق والشام (داعش) شهداء أم أعداء لله يحثون على المعصية والفساد والبعد عن تعاليم الإسلام ويقفون عقبة فى وجه الخلافة الإسلامية؟
من يقتل فى ليبيا فى صراع القبائل وقوات الجيش والجماعات الإسلامية شهداء وطن أم أصحاب مصالح يريدون السيطرة على غنيمة ومقدرات وطن؟
من يقتل فى اليمن ونيجيريا وأفغانستان من جماعات الحوثيين وبوكو حرام وطالبان المتشدده شهداء أم لا؟
من يقتل فى لبنان من المواطنين الأبرياء من قبل السيارات المفخخة شهداء أم لا؟ من يقتل فى غزة سواء من قبل الإسرائيلين أو قتل سابقا نتيجة الصراعات بين الحركات المسلحة التى تريد فرض سطوتها داخل القطاع شهداء أم لا؟
وأنا أيضا أتساءل.. لماذا أسمع دائما عبارة "الله أكبر" وتهليل وتكبير مع كل عملية قتل وقطع رؤوس وسفك دماء أو إزهاق أرواح أو تمثيل بجثث فى مشهد لا يصدقه عقل أو يتحمله قلب.
وهل الشهيد ودرجة الشهادة تجوز لغير المسلمين سواء من المسيحيين أو اليهود أو غيرهم أم الجميع كفار أعداء لله؟ ولماذا كل هذا القتل والوحشية والتهجير والتعصب والكراهية والبغضاء وسفك الدماء فى بلادنا العربية المتدينة- ولماذا لا نرى ذلك فى بلاد الغرب الفاجرة الداعرة كما يدعى بعضنا.
ولماذا سئمنا التقدم والحضارة والانفتاح والتسامح والمحبة والإخاء والتعايش والعفو، ومتى يكون ديننا جميعا هو إنسانيتنا ومتى تكون أخلاقنا هى النور والشعاع الذى ينير للضالين طريقهم ومتى سنعيش فى سلام وطمأنينة ومتى سيكون التسامح والمحبة هما اللغتان السائدتان بين أبناء الأمة لعربية.
أسئلة وأسئلة وأسئلة كلها حائرة وأغلبها للأسف بلا أجوبة.
شهداء الجيش
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة