قالت مجلة "فورين أفيرز"، إن قطر لا يمكن أن تشكل وسيط أمين أو محايد فى الشرق الأوسط. مشيرة إلى جهودها منذ عام 2007 للعب دور بارزا على صعيد قضايا المنطقة، حيث قامت بغزوات دبلوماسية ناجحة فى اليمن ولبنان والسودان.
وأوضحت الدورية السياسية، المقربة من دوائر صنع القرار فى الولايات المتحدة، الأربعاء، أن الدوحة مدفوعة باعتقاد راسخ لديها أن فى أوقات تراجع نفوذ القوى التقليدية فى المنطقة، مصر والسعودية قبل كل شىء، فإنه بإمكانها كسب أرضا أو حتى تجاوزهم.
وأضافت أن قطر كانت تهدف من وراء تأييد ورعاية صعود الإسلام السياسى، خاصة جماعة الإخوان المسلمين والجماعات ذات الصلة بها، حيث كانت الدوحة تراها أكبر وأعمق قوى سياسية فى المنطقة، زيادة وتمكين نفوذها ،وإستراتيجيتها العامة فى سبيل تحقيق هذا الهدف، تقديم نفسها كوسيط فى النزاعات التى لا تكل الأكثر إلحاحا فى المنطقة.
وبينما يدرك تميم بن حمد آل ثانى، أمير قطر، أن كلا من السعودية والإمارات ومصر، يعتبرون جماعة الإخوان تهديدا أمنيا وسياسيا كبيرا، فإنه راح يتخذ تدابير لضمان ألا تكون دولته الصغيرة معزولة دبلوماسيا: فلقد ذهب للشراكة مع رئيس الوزراء التركى رجب طيب أردوغان وأبقى واشنطن على علم بخططه الدبلوماسية وعمل على استقرار العلاقات مع إيران وتحسينها مع عمان. فمثل والده، يعتقد تميم أن المكاسب المحتملة لسياسته الخارجية العدائية تفوق مخاطر استعداء اللاعبين الرئيسيين فى المنطقة.
وبعدما استقر خالد مشعل، رئيس المكتب السياسى لحركة حماس، فى الدوحة. وبتوجيه من القيادة القطرية، واصل "مشعل" تنسيق النشاطات السياسية والعسكرية لجماعته فى غزة، فإن قطر تسعى علنا لتولى دور مصر التقليدى كوسيط بين الفلسطينيين والإسرائيليين.
وتشير "فورين أفيرز" إلى أنه من الصعب بالضبط معرفة ما حدث عندما التقى تميم مع العاهل السعودى الملك عبدالله يوم 22 من الشهر الجارى، فى جدة، لكنهما عندما التقيا منذ عدة أشهر فى الرياض لم يكن الأمر سار بالنسبة لأمير قطر، ففى ذلك الاجتماع قام الملك بتوبيخ تميم وتوجيه تعليمات له بوقف مساعدة الإسلاميين المتطرفين فى سوريا وقطع العلاقات مع جماعة الإخوان فى مصر وغيرها من بلدان المنطقة.
وبحسب المجلة الأمريكية، فمنذ ذلك الوقت تراجع دور قطر فى سوريا بالمقارنة بالسعودية، لكن لم تتغير سياستها تجاه مصر ودعمها لجماعة الإخوان المسلمين، بل ربما زاد. وفى وقت سابق من هذا الشهر، وردت تقارير عن قيام السلطات الإماراتية بمداهمة خلية استخباراتية قطرية تحاول إعادة تجميع جماعة "الإصلاح"، ذات الصلة بجماعة الإخوان المسلمين، والتى تم حلها قبل عامين.
وبحسب تسريبات من اللقاء الأخير بين الملك عبدالله وتميم، فإن اللقاء لم يكن وديا على الإطلاق وقام العاهل السعودى وفريق الأمن القومى بإبلاغ الأمير القطرى أن عضوية بلاده داخل مجلس التعاون الخليجى من المرجح أن يتم تعليقها قبل القمة السنوية للمجلس، والمقرر أن تستضيفها الدوحة، ذلك على الرغم من أن هذه الشائعات كانت موضع نقاش حام فى لقاء خاص بين كبار المسئولين الخليجيين.
وما هو واضح، بحسب المجلة، أن كلا من الملك عبدالله وتميم نقاشا قضية غزة، إذ من غير المحتمل أن يتغير موقف السعودية التى طالما أصرت وأكدت على أن كل الطرق للوساطة فى القطاع يجب أن تمر عبر القاهرة.
وتخلص المجلة بالقول إنه بينما تسعى قطر جاهدة لتقديم نفسها كوسيط نزيه فى المنطقة، فإن قطر على عكس عمان، التى تسير على نمط غير متحيز ووساطتها لا تلفت الأنظار، إذ أن نظرة القوى الإقليمية للدوحة، قد تكون أى شىء، عدا أنها محايدة أو صانعة سلام.
موضوعات متعلقة:
واشنطن بوست: لجوء كيرى إلى قطر وتركيا كوسيط فى أزمة غزة "مشكوك فيه"
"فورين أفيرز": قطر ليست وسيطا محايدا بالمنطقة..الدوحة رعت الإخوان لتمكنها من بسط نفوذها..ولقاء الملك عبدالله مع تميم لم يكن وديا..والسعودية حذرته بتعليق عضوية بلاده قبل القمة السنوية للتعاون الخليجى
الأربعاء، 30 يوليو 2014 01:04 م
العاهل السعودى الملك عبدالله
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة