أصبحتُ يومى بموقف آثار شجونى وأثناء متابعتى لهذا الموقف كانت هناك أحاسيس بداخلى تدفع دموعى من عيون طالما اشتاقت إلى رؤية مثل هذه المواقف النبيلة التى تدل على تضحية هذا الشعب الذى إذا ضحى .. ضحى بكل ثمين من أجل هذا الوطن الذى نعيش فيه ويعيش فينا.
رأينا الحاجة زينب تتبرع بكل ما تملك فى هذه الدنيا وهو قرط من الذهب.. لمن تتبرع وهى تبلغ من العمر90 عامًا؟ هل تعطيه لأبنائها أو لورثة ينتظرون هذا الإرث؟
أبدا.. تبرعت به رغم قلة قيمته، لكن قيمته الحقيقية هى موقف لطالما نحتاج أن نراه من رجال يملكون الكثير، وضربت هذه السيدة مثلا يحتذى به لحب الوطن الذى لا يزايد عليها أى شخص فى حبها له .
كان الرد قويا عندما أصر الرئيس على مقابلتها والتشرف بالجلوس معها هكذا قال الرئيس لها وهو يقبل يدها فى موقف لم نره كثيرا وهى تدمع ولم تستطع أن تراه لأنها كفيفة أحست به، وقالت وفى نبرات صوتها حزن عميق، ووجهها رغم دموعها يبتسم: أنت السيسى؟ قال وهو يتعجب من هذه السيدة " نعم ها هو أنا ........." قالت وعينها التى لا تستطيع أن ترى بها ترتفع إلى السماء "ربنا يحميك وينصرك ويحفظ مصر".
حوار استمر بينها وبين الرئيس وترى من بعيد نظرات يملؤها الحب والعطاء من الرئيس إلى هذه السيدة التى أتت من المنصورة لنصرة الوطن لتبرعها بشىء ولو قليل لصندوق تحيا مصر .. أين نحن من هذا !!!!!؟ ألم يحرك هذا الموقف الكثير من الذين يمتلكون أن يتبرعوا لهذا الوطن؟ ألم يشعر رجال الأعمال بالخزى والعار عندما يشاهدون الرئيس يقبل يد سيدة تضحى بكل ما تملك لأجل هذا الوطن دون مقابل؟ بل أيضا سيتم الاحتفاظ بصورتها وما تبرعت به فى متحف الرئاسة ليُعلم الجميع وأيضا الأجيال القادمة أنه كانت هناك سيدة مُسنة أصرت للتبرع بما تملك لأجل إنقاذ هذا الوطن.
مواقف مشرفة كل يوم يثبت من خلالها الشعب المصرى للعالم أن هناك شعبا رغم قلة ما يملكه من المال ولكن لا ينصرفون عن وطنهم.. رسائل قوية أرسلها هذا الموقف لكل الشعب لكى يتعلم كيف تكون المشاركة والتضحية.. فتحية تقدير وشكر لهذه السيدة على ما سعت من خلاله لغرس قيم وأخلاق غابت عنا منذ زمن.. لعلها تكون البداية.
تيمور المغازى يكتب.. دموع زينب فى قصر الرئاسة
الأربعاء، 30 يوليو 2014 02:01 م