نحتاج فى حياتنا لأسلوب جديد غير تقليدى للتعامل مع مشكلات مصر المزمنة؛ ويمكننا أن نطبق المبدأ الذى يقول تعلم كيف تصنع من الليمونة المالحة شراب حلو الطعم، أو كما يقول البعض كيف تصنع من الفسيخ شربات والبداية الصحيحة تنبع من المواطن الذى يستطيع أن يغير ويتغير.
ومن الأمثلة على ذلك نقص الوقود وانقطاع التيار الكهربى والحل ببساطة يكمن فى وضع قاعدة (النصف)، وهى مبادرة من كل مواطن بمجرد حلول الظلام وحتى الساعة العاشرة مساء أن يستخدم نصف الطاقة الكهربية التى يستخدمها، ويمكن تفعيل ذلك بطريقتين: الأولى أن يطفئ الأجهزة واللمبات بمقدار النصف والثانية بالاستعاضة بأجهزة ولمبات تستهلك نصف الأجهزة المستعاض عنها، ويمكن لمراقبة تطبيق هذا المبدأ أن تراجع إدارة الكهرباء العدادات شهريا، فإذا ما تبين لها تخفيض المشترك لاستهلاك الكهرباء بواقع الربع، فإنها تدخله سحوبات على هدايا وخصومات بل وتركيب عدادات كهربائية بأيسر الإجراءات، ويمكنها أن تضع حدودا للاستهلاك المرشد الذى يستحق تخفيضا مقابل الاستهلاك، وتلعب وسائل الإعلام دورا مهما فى تشجيع المواطنين على أن تسلك هذا النهج المتحضر. وقد يرى البعض استحالة تطبيق الفكرة لعدم القدرة على مراقبة المواطنين ولكنى فى هذا المقال أراهن على تحضر الشعب المصرى، وتأتى الرقابة الشعبية والمزاج الشعبى لتفرض المبدأ المنشود من أجل حل الأزمة.
على وسائل الإعلام أن تكف عن برامجها التقليلدية وتشارك فى حل الأزمات، فإذا قامت بزيارات للمواطنين الملتزمين وعرضت لخطتهم التى اتبعوها ومنحتهم حقهم من التقدير فسوف يشجع ذلك الآخرين. وعلينا أن نتبنى مبدأ النصح والإرشاد فليس مقبولا أن أسعى لتقليل استهلاك الكهرباء، وبجواره من يضىء السماء باللمبات المتوحشة استهلاكيا. علينا أن نقبل التحديد لكمية الكهرباء المعتاد استهلاكها فى الظروف العادية ومازاد على ذلك يمكن مضاعفة سعره. لا يوجد لدى أى حكومة فى العالم الأدوات التى تمكنها من ضبط السلوكيات عند مواطنيها، ولا تملك أى حكومة القدرة على منع الجريمة كاملا أو ضبط الشارع تماما.
إلا أن الدور الاجتماعى الذى يمكن أن تلعبه مواقع التواصل الإجتماعى والجمعيات الأهلية ومنظمات المجتمع المدنى والإعلام النزيه تحفز على تغيير السلوك، وتدفع بالمواطنين لتبنى فكر جديد يتوافق مع ظروف المجتمع ويسهم فى حل أزماته.
انقطاع كهرباء
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة