عظمة الدين الإسلامى أنه قريب من الواقع، ليس فيه معجزات خارقة كالتى حدثت مع سيدنا موسى الذى كان يكلم الله، ولا معجزات سيدنا عيسى الذى أحيا الموتى. دين عظمته فى واقعيته، وذلك لأنه آخر الأديان. والله قادر على أن يضيف إليه معجزات خارقة أكبر وأعظم، لكن ذلك لا يتماشى مع فلسفة الدين النهائى لكل البشر. " قل إنما أنا بشر مثلكم يوحى إلى، أنما إلهكم إله واحد".
معجزة الدين الإسلامى فى قرآنه الذى يعيش معنا وسيظل معنا إلى آخر يوم فى الدنيا. حروف كلماته تشكل تركيبة كيمائية عجيبة. أذكر عندما كنت أسير مع صديقى المسيحى بعد موت جمال عبد الناصر، والراديوهات تردد من وقت لآخر: يا أيتها النفس المطمئنة، ارجعى إلى ربك راضية مرضية".
فتوقف صديقى قائلا: هذا الكلام جميل جدا.
قلت له: إنه من القرآن.
يقول الله تعالى فى سورة القلم مادحا وواصفا خلق رسولنا الكريم: "وإنك لعلى خلق عظيم"، هذه الآية الكريمة هى أهم ما قيل فى مدح رسول الله، وبدت كشجرة عملاقة، وحولها مزروعات صغيرة هى كل ما قيل فى مدح الرسول من البشر.
وقول الكاتب الألمانى الكبير جوته:
"إننا أهل أوروبا بجميع مفاهيمنا، لم نصل بعد إلى ما وصل إليه محمد، وسوف لا يتقدم عليه أحد…، ولقد بحثت فى التاريخ عن مثل أعلى لهذا الإنسان، فوجدته فى النبى محمد … وهكذا وجب أن يظهر الحق ويعلو، كما نجح محمد الذى أخضع العالم كله بكلمة التوحيد".
ويقول الأديب الروسى ( ليو تولستوى):
"أنا واحد من المبهورين بالنبى محمد الذى اختاره الله الواحد لتكون آخر الرسالات على يديه، وليكون هو أيضاً آخر الأنبياء … ويكفيه فخراً أنه هدى أمة برمتها إلى نور الحق، وجعلها تجنح للسكينة والسلام، وفتح لها طريق الرقى والمدينة".
ويقول الفيلسوف الفرنسى فولتير: "لقد قام الرسول بأعظم دور يمكن لإنســان أن يقوم به على الأرض … إن أقل ما يقال عن محمد أنه قـــد جاء بكتاب وجاهد، والإسلام لم يتغير قط، أما أنتم ورجال دينكم فقد غيرتم دينكم عشرين مرة.
ويقول الفيلسوف الإنجليزى جورج برنارد شو: "لقد درست محمداً باعتباره رجلاً مدهشاً، فرأيته بعيداً عن مخاصمة المسيح، بل يجب أن يدعى منقذ الإنسانية، وأوربا بدأت فى العصر الراهن تفهم عقيدة التوحيد، وربما ذهبت إلى أبعد من ذلك، فتعترف بقدرة هذه العقيدة على حل مشكلاتها بطريقة تجلب السلام والسعادة ! فبهذه الروح يجب أن تفهموا نبوءتى.
"إذا حكمنا على العظمة بما كان للعظيم من أثر فى الناس، قلنا إن محمداً رسول المسلمين أعظم عظماء التاريخ، فقد كبح جماح التعصب والخرافات، وأقام فوق اليهودية والمسيحية ودين بلاده القديم ديناً واضحاً قوياً، استطاع أن يبقى إلى يومنا هذا قوة ذات خطر عظيم".
"لم يسجل التاريخ أن رجلاً واحداً، سوى محمد، كان صاحب رسالة وبأنه أمة، ومؤسس دولة … هذه الثلاثة التى قام بها محمد، كانت وحدة متلاحمة، وكان الدين هو القوة التى توحدها على مدى التاريخ".
هذا هو سيدنا ونبينا محمد الرسول القريب من الطبيعة البشرية، الذى كانت تصرفاته نبراسا يقتدى به فى حل كل المشاكل السياسية والحربية فى العالم.
